تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهل له عليّ حجة إن قال: لا .. لن أقرأها إلا كما يأتي به لساني، وسوف أعود إلى التفسير لأعلم ما هو المعنى!! سبحان الله!

ثم انظر - تحملني رحمك الله - إلى كلامك هنا وكيف اضطربت فيه، حين قلت:

الصحيح أن نقول: حتى قرأها بالنغمة التي شب عليها في أهل بلده واعتادت عليها أذنه، فأنكرت غيرها ولم تدركه، وعدته لحنا.

ارجع الضمائر إلى أصحابها حتى ترى: حتى قرأها (الكلمة، الخطا طيب) بالنغمة التي شب عليها (الشيخ) في أهل بلده (الشيخ) واعتادت عليها (القراءة بالنغمة) أذنه (الشيخ)، فأنكرت (أذنه) غيرها (من النغمات) ولم تدركه (أي أذنه لم تدرك النغمات)، وعدَّته (ما مرجع الضمير هنا؟) لحناً.

إن أرجعت الضمير إلى النغمات الأخرى، وهذا ما يوحي به كلامك. فهو خطأ محض. إذ أنه في الحقيقة عد طريقته (نغمته) لحناً!!

وإن كنت تعني ما حبرته لك بإرجاع الضمير إلى أذن الشيخ، فهو أيضا يناقض أول كلامك (أنكرت أذنه غيرها) فكيف أنكرت أذنه الأنغام الأخرى ثم عدت طريقته لحناً!! لأنها ينبغي أن تعد ما أنكرته لحناً لا ما ألفته، والأمر مقلوب كما ترى.

: أما التدبر والتفكر فيكون بالرجوع إلى المعاني الناصعة عند أهل التفسير والفقه. وبعيدا عن هؤلاء سيكون الجهل والهوى واستنباط المعاني الفاسدة ومرورها على الذهن، والتأويل بالباطن والباطل، ولو لم يحدث خلافا في النطق أصلا!!

وكم من آية اتفق أهل الإسلام على لفظها، فأبى أهل السوء والجهلاء بالتفسير إلا أن يتأولوها ويخرجوا منها معاني باطنية تخدم أهواءهم، وذلك حتى دونما متكإ على اختلاف الصوت أو اختلاف موضع الوقف أو غير ذلك.

فلا نتخذ ذلك حجة. فكل جاهل ضال يستطيع أن يتأول القرآن بحسب هواه وما يريد بزعمه، ولو رام العلم لعاد إلى أهله فهُدي وهدى.

أما العامة، فالغالب أن تلك المعاني لا تمر بمخيتلتهم إلا أن يثيرها بعضهم، كمروجي هذي النغمات، فما ظنك - فوق ذلك - لو شغلناهم بالتفسير عنها؟!

أقول: لا ينتطح في ذلك كبشان (إلا كبشينا من طرف وكبش كل مؤول) وكلامك جميل جدا وهو بعيد عما نحن فيه فلا اختلاف. إلا أن القراءة مقدمة على كل حال، وذلك قبل التبين. ثم بعد ذلك نعود إلى التفسير بعد أن نعرف كيف تٌقرأ الآية.

يعني نتعلم أولاً الآية كيف تٌقرأ ثم نفهم ما يفهم ونستعين بكتب النفسير. فالقراءة أولاً ثم بيانها ..

قال تعالى: (لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه.).

وأعلم كما تعلم أننا إنما نقصد الحق لا المراء، واعذرني أخي الكريم إن وجدت في كلامي قسوة وحدة من حيث لا أقصد. اسأل الله أن يغفر لي ولك ويشملنا برحمته.

ـ[أبو محمد البهجاتي]ــــــــ[13 - 11 - 09, 06:50 م]ـ

بارك الله فيكم اخوانى فقد اثلجتم صدرى وجزاكم الله خيرا كثيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير