ورب الْحسام وإلف العوال
أغاث الأنام وضيم العدو
ينتف غثنونَهم والسبال ()
لوى بالبلاد ومال العباد
بَحر الجلاد ورأي ومال
فعاث عثوا عظيما فلا
يزيد سوى جفوة ودلال
ففي كل يوم له طفرة
وفتك بِمعمعة واغتيال
تبحبح هذي البلاد بِما
له من جنود ومكر مُذال
تَمكن في الناس أجمعم
فيعرك عرك الرحى للثِّفال ()
[69] وأصبح سكانها في ذهول
كأنْ لَم يكن بينهم من رجال
وقد استبيحت بسائطهم
ودب العدو لصوب الجبال
هناك بدا منكمُ يا بني الر
سول مداعسة والنِّزال ()
تَماسون أهل الصليب كما
تفادونَهم بالظبا والإلال ()
فرد إلى نَحرهم كيدهم
بِحرب زَبون وكيد مطال ()
وجند قوي وبأس شديد
ورأي مُطاع ونسج احتيال
وأس الحروب على خدع
تصيد الأسود بِحوك السلال
فطهرت الأرض من رجسهم
بعزم بني المصطفى خير آل
فنلنا الأمان على ديننا
وأبنائنا وخدور العيال
جزيتم بني المصطفى بالتي
يُجازى بِها مَن يقيم المُمَال
فلا زلتمُ في ذرى عزة
\ تصون مَهابتكم والجلال
ولسعيد الْحَامدي بين القصائد التي وقفنا عليها قصيدة طنانة، يعتنى بها في سوس، فتشرح وتُدرس، يقول في غزلِها، وهي في مُحمد الشيخ:
إذا طيفها بالوجد ضافك لَم تكن
لتقريَ إلا بالدموع السواجم ()
تبدت كلمح البرق ثُم تبرقعت
وأغرت دموعي بالشئون الشوائم ()
"
فكم لوعة تنتابني وكأنّما
يسامرني منها سمير الأراقم ()
ألام على حبي سعاد وليتنِي
حشوت غضا صدري صدور اللوائم
رأيت طريف الحب يقتل داؤه
فقل في تليد ذقتُه متقادم
ويقول في مديحها:
أمام إمام عوَّد الطعن بالقنا
وعلَّم حد السيف حز الغلاصم ()
إذا ما الكماة ملت الطعن في القفا
أمل عليهم ضربها بالصوارم ()
[70] بكل فتى يعطي الشجاعة حقها
إذا اصطحب الأحشاء تَحت الحيازم ()
وكل كَمِيٍّ يَحتمي القرن قرنه
يرى ضربة الأقران ضربة لازم ()
فإن خاف نِكْس أو تقاعس لَم يَخف
ملال ملول أو سآمة سائِم ()
أخو العزم إن يعزم تلاشت همومه
وذو الْحَزم لَم تقرع له سن نادم
فلست ترى في الشرق والغرب مثله
سلوبا لأسلاب الأسود الغواشم
إذا ما الرعاء أصدروا الشاء أصدروا
صدور العوالي عن صدور الضراغم
عوارض موت لَم تَحم فوق بلدة
فتقلع إلا باصفرار البراجم ()
وذي نَخوة أخنت عليه فعادلت
ولائده ولدانه في المقاسِم
ملكت على الأعداء بالسَّيفِ سيفهم
جهارا وكان السيف أعدل قاسم ()
فأي حِمى لَم تستبح عَرض غربنا
فمَسَّه قد مست إلى مستغانِم؟
وأي حزون لَم تَجس بقنابل
وأي عزيز لَم تدس بالقوائِم؟ ()
كأني بِمَلك الروم وافتك رسله
تعوَّذ منك أرضه بالتمائِم
إذا عظماء الروم تعنو فإنّما
عنت لعظيم في عيون العظائِم
قصار الجدود والعصائب والخطا
كمَ اطمعها طول العمى في العمائم
رأى وعصا الإسلام شقت لشقوة
رؤى ذلة أضغاثَها كل حالِم ()
فأقدم في تعبيرها كل مرهفٍ
واحجم عن تعبيرها حدس عالِم
ط
فأوطأك السعد المنير متونَها
د وقد شكمت مرانَها بالشكائِم ()
ويقول فيها:
وملحمة لقحت وهْي وليدة
فغادرتُها تدعي بأم الملاحِم
عواصف لَما أن عصفن على العدا
عطفن على الأرحام أرأف راحم
جناح جناب رفرفت رأفة به
قديم التحفي فيه ريش القوادم
إذا انتظر المكروب للكرب فرجة
أتيت مع التفريج أول قادم
فقد حزت بين الناس غير مُدافع
جمال قصي في سلالة هاشم
[71] ويقول في آخرها:
سأنصف حر الشعر مني بِمجلس
حبيب بن أوس فيه والِي الْمَظالِم
ثناء كما هبت من المسك نفحة
يغادي بِها الأرواح روح النواسم
وإن مكان الشعر من كل ماجد
مكان الفصوص من حلي الخواتِم
ويقول أحمد التَّاغاتيني الرسْمُوكي في علي بودميعة التَّازروالتي من قصيدة:
ملك إذا اصطاد الملوك يعافرا
يصطاد أبطال الملوك الصيد
ض
تتقصف الأعداء قبل لقائه
فرقا وإن هو لَم يفه بوعيد ()
أموالَهم لِجنوده ورقابَهم
لسيوفه وجيافهم للبيد
حتى إذا ملك البلاد جميعها
كفل البنين بعطفه والجود
ذو مرة في حربه وقساوة
قصامة للصخر والْجلمود
لكنه في السلم لين كيفما
لا ينته كالخيزر الأملود ()
ويقول سعيد العباسي من النبوية التي عارض بِها النبوية الفشتالية () المشهورة، بعد ما ذكر الشمائل النبوية فتلخص إلى مدح الأمير بودميعة:
فيا سعد من كانوا جوار نبيهم
إذا عنت الهيجاء طاروا كعقبان
يعلمهم من علمه فيسيمهم
بأخصب معلوم وأمرع عرفان
¥