تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فما للمرء خير من حياة

إذا ما عد من سقط المتاع"

[113] وقد أسمعني بعض نفاليسهم () المفاليس، الذين لمثلهم خلقت كلمة (بيس) ما يكاد السماوات يتفطرن منه، وتنشق الأرض وتَخر الجبال هدّا، فلم أجد من المغادرة ونفض الكف من مدرستهم بدّا، وسأرد عن قريب، فأكون عن أعذاري خير مُجيب.

وقال شيخنا الإفراني في رسالة كتبها إلى كبير أشياخه الإلغيين وهو علي بن عبد الله من فاس سنة (1313هـ):

أيا نسمة من نفح ريح الصبا روحي

بأطيب أنواع السلام على روحي

فقد فارقتني حين فارقت ساحة

رمتني عيون العين منها بتبريح

وخلفتها بين الربيع أسيرة

لكل مليح لا يَمن بتسريح

وبؤت بِجسم دون روح تَمجه

بِحكم النوى فيح الفجاج إلى فيح

فلله كم قاسيت من مضض الأسى

وبرح هموم لا تبان بتشريح

فمن غربة تضني وبين أحبة

تروح عني الهم أية ترويح

همُ سادتي من لا أقول سواهمُ

علي له منّ برمز وتصريح

عسى نفحة من عطفة الله تَنْثَني

بوصل قريب يَجمع الشمل ممنوح

سيدي الذي تقيدت بِمحاسنه وأنا المطلق، واستفتحت بفاتِحة يُمنه فانفتح كل باب مغلق، ونصبت شباك سعده فاصطدت بيض الأنوق، وأدركت الأبلق العقوق، واستبصرت به في ليل الهموم، فما رأيت من غير جبين إحسانه طالع الفلق، ولا استرقيت بسوى سورة ذكره، متى عس طائف الغسق، أو اعتاد القلب من جن عائد الأولق () قبلة وجهي أينما توجهت، ومولى نعمتي الذي عن غيره تنزهت، سيدنا وأستاذنا، وأصل نعمتنا أبو الحسن، جذب الله شوارد النعم والعوارف إلى ربعه بالرسن ()، وأعاد عليه ما عوده من لطفه الجميل الحسن .. ». إلى آخرها.

وقال في مطلع قصيدة مدحية في جناب المولى الحفظ الذي له فيه قصائد عدة:

[114] تبسم ثغر من جانبي نَجد

فأذكر عهد الجزع قدس من عهد

وأذكى رسيس الحب من بعد ما بدت

بوارق صبح الشيب من مشرق الفَود

وجدد تذكار الحمى ونعيمه

وغزلانه اللائي يبحن حِمى الأسد

من اللائي يصبين الخلي ويسبين الـ

ـحليم ويصددن المنيب عن القصد

بأقمار تَم في ظلام ذوائب

وكثبان ردف فوقها قضب القد

يفوقن عن قوس الحواجب أسهم اللـ

ـحاظ فيصمين البريء على عمد

ويبسمن عن سمطي لآل تضمنا

رضابا كطل الزهر قد شيب بالشهد

على مثلها يَحلو التهتك صبوة

ويُحسن في شرع الهوى الزهد في الزهد

رعى الله عهد الجزع ما من ذكره

على القلب إلا ازداد وقدا على وقد

إلَى أن قال في وصف الممدوح:

ورأي إذا طاش الحليم وأخرس الـ

ـفصيح مضى من حيث تنبو ظبا الهند

ونور يقين مشرق وعزيمة

كما سل مسنون الغرارين من غمد ()

وقال من أول قصيدة ألقيت بِمناسبة ختم مُختصر خليل:

تعال حَمام الغصن نبتحث الوجدا

لنعلم في شرع الهوى أينا أهدى

ونعلم عمن تسند الشوق أنني

تعلمت أحكام الصبابة من هندا

فبرزت في دست الغرام مُحرما

سلوا ومن أسر اللواحظ أن يُفدى

وأصلتت من نَجل الحسان صوارما

على سارق باللحظ تقتله حدا

وحللت للغزلان تقتيل كل من

تصدى بلا وتر وتقتنص الأسدا

وقال في أول قصيدة يُخاطب بِها الشيخ أحمد الهيبة بن ماء العينين وله فيه روائع:

دعت للهوى بعد الصبا أعين العين

فلبيت إذعانا وطوع المها ديني

خرائد أبدى الخدر منهن غادة

كشمس على غصن على حقف يبرين

غزالية وحشية غير أنَّها

تتيه على الغزلان بالدل واللين

تَميس بعطف كالقنا متأطرا

وتسطو بسيف من ظبا اللحظ مسنون

وتسفر عن أبهى من الصبح زانه

أزج كعطف القوس أو عطفة النون

وتبسم عن أحوى اللثاث مؤشرا

كدر نظيم في القلادة مكنون

[115] وقال من قصيدة طويلة يُخاطب الشيخ أبا العباس الجشتيمي يذكر ما يُهدد المغرب من الاحتلال سنة (1325هـ):

فيا بدر أفق يا ليث غابه

ويا غوث ملهوف ويا خير مُنجد

تدارك ذماء الدين واسمع صريخه

وشمر إلى نصر الْهُدى وتَجلد ()

فقد أنشب الكفر المداهن نابه

ومد إلى سرح الْهُدى كف مفسد ()

وكاد بأنواع المكايد أهله

وصار يُنادي خامري وتلبدي ()

أسر احتساء في ارتغاء وما له

سوى الدين من مرمى يُرام ومقصد ()

وقد بلغ السيل الزبى بظهوره

وإن لَم يداو العر بالكي يزدد ()

فقد طبق الصحراء بالنحس شؤمه

وأعدى نواحي التل بالخبث الردي ()

وجاش على هذي السواحل كلها

ببحر سفين بالقوارب مزبد

وغص به الدين الحنيفي فاكتسى

لِما يشتكي من بثه ثوب مكمد

شجاه الأسى من فقد حر يهمه

فكاك ذماه من يد المتمرد

يقود إليه كل أصيد قارم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير