كان الشيخ سيدي يعقوب من أول أواخر القرن العاشر وأوائل ما بعده، له مقام كبير في الروحانيات، حتى وصل الْخَبر إلى مولاي إسْماعيل الذي جاء بعده بنحو قرن فبنى عليه مشهدا ومَسْجدا ومدرسة، ثُم قامت أسرة آل علي بن سعيد بعمارتِها بالتدريس قياما عجيبا مُنذ أولِهم علي بن سعيد المتوفى عام (1239هـ) إلى الآن، ولا يزالون فيها، وبين رجالاتِهم علماء أفذاذ.
[163] 29 - مدرسة تَالات أوجْنَار:
تقع هذه المدرسة بقبيلة إيلالْن، وكانت مدرستهم زاوية علمية تتابعوا فيها بالتدريس والإرشاد منذ عهد جدِّهم علي بن سعيد المتوفى عام (1225هـ)، ولا يزال منهم الآن أفذاذا كبار، وقد يشارطون في مدارس أخرى غير مدرستهم الْخَاصة.
30 - الْمَدرسة الأسْغَارْكِيسيَّة:
كانت هذه الزاوية مُنذ أواخر القرن العاشر مدرسة علم وإرشاد، فتتابع فيها منذ جد الأسرة يبورك أفذاذ من العلماء ودرسوا وأرشدوا ورحلوا في سبيل العلم والحج، فكان لرجالاتِها شأن متسلسل طوال هذه القرون، فبعد أن كانت زاويتهم وحدها ميدانهم الخاص، غادرها بعضهم إلى خارجها، خصوصا فرع الوَاليَاضِيِّين الذين منهم عبد الله بن إبراهيم اليُوفْتَارْجَائِي المتوفى عام (1314هـ)، وقبله مُحمد بن الطيفور المتوفى نَحو (1252هـ)، وقد كانت هذه الزاوية بِمثابة أن يَختلف إليها أمثال أحْمَد الصوابي ليدرس فيها البخاري، وقد أدركه أجله هناك.
31 - المدرسة اليُوفْتَارْجَائِيَّة:
كانت مشهورة برجالات من الأَسْغَارْكِيسيِّين؛ كعبد الله بن إبراهيم المتوفى عام (1314هـ)، شيخ الْجَماعة في عصره، وقد كان فيها قبله وبعده آخرون.
32 - الْمَدرسة الْمَحَمْدِيَّة:
في قبيلة هشتوكة مدارس شتى هذه من كبرياتِها، فقد كانت من قبل القرن الثالث عشر، ثُم استفحلت بالشيخ سيدي سعيد الشريف الكثيي المتوفى نَحو عام (1295هـ)، ثُم جاء الأستاذ مُحمد أعْبُّو فتتابع ازدهارها إلى أن توفي نَحو عام (1332هـ)، ثُم تتابعت فيها الدراسة إلى الآن، وقد كانت حينا تُسمى جامع الأزهر السوسي؛ لكثرة تلاميذها من سوس ومن الْحوز ومن الصحراء.
[164] 33 - المدرسة الكونكِيَّة:
تقع في قبيلة إيكونْكَا من هشتوكة أيضا، وكانت قديمة، ثُم علا شأنَها بالعلامة أحْمَد أجْمَل المزالي المتوفى في نَحو عام (1276هـ)، ثُم بالعلامة الْحَاج عابد البوشوَاري الذي خلف والده عبد الله بن عمر في هذا الميدان، ثُم استرسلت المدرسة إلى الآن في القيام بواجبها بين جزر ومد، على حسب من يكونون فيها من الأساتذة.
34 - الْمَدرسة الأغْبَالوئِيَّة:
عرفت هذه المدرسة برفع راية القراءات مُنذ أجيال، ولَم يكن أساتذتُها يَخلون من معاطاة الفنون أخذا وتدريسا، ومن مشاهيرهم مُحمد بن أحمد، وسيدي مَحمد بن الْحَسن نزيل الأخصاص، وسيدي إبراهيم نزيل مسفيوة المتوفى أخيرا.
35 - الْمَدرسة المزارية الكسيمية:
كانت هذه المدرسة من مدارس القراءات العشر من أواخر القرن الثالث عشر على يد الأستاذ سيدي عبد الله الركراكي المتوفى نَحو عام (1340هـ)، أستاذ الجيل في القراءات.
36 - مدرسة تِيزي الإثْنَيْن:
هناك أسرة تلازم إتقان القراءات زيادة على حرف ورش، وهي أهل تَاوريرت وانو الصوابيون، فمنهم الْحَاج مَحمد المتوفى عند مفتتح هذا القرن، فقد ملأ هذه المدرسة بالقراءات، فتخرج به نَحو مئات، ثُم تبعه أحفاده في مدارس أخرى زيادة عن هذه.
37 - الْمَدرسة العَبْلاويَّة البعمرانية:
هناك أيضا آل مولود من أساتذة القراءات، فقد عمروا حينا هذه المدرسة التي كانت قبلهم وبعدهم لدراسة الفنون، ولا تزال كذلك إلى الآن تَخرج طبقا عن طبق.
[165] 38 - الْمَدرسة البونعمانية:
كانت مشهورة بالقراءات غالبا، إلى أن احتلها سيدي مسعود المعدري عام (1279هـ)، فردها علمية، ثُم لَم تلبث أن كبر شأنُها فزخرت بالطلبة إلى أن قاربوا مائتين تولاها أبناء مسعود فزادوها شرفا إلى شرف، خصوصا في عهد الأستاذ مَحمد بن مسعود المتوفى عام (1330هـ) الذي خلف والده المتوفى عام (1319هـ)، وفي عهد الشيخ أحمد أخيه، ولا يزال أحفاد المسعوديين فيها مكبين، وهي من المدارس التي لا تزال تؤدي واجبها.
39 - المدرسة البُوعبدلِيَّة:
¥