تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تلك خَمسون مدرسة اخترناها من بين نَحو المائتي المنبثة في نواحي القطر السوسي، وإنَّما اقتصرنا منها على هذه الخمسين؛ لأنَّها كافية في إعطاء القارئ نَماذج فقط لكل أنواع المدارس العتيقة هناك قدما وحدوثا واستدامة وانقطاعا، فلينتظر القارئ الكتاب الذي يَجمع هذا الموضوع فإن فيه شفاء الغليل؛ لأننا ربَّما ذكرنا هنا مدرسة وتركنا نظائرها أو أفضل منها؛ لأننا لا نقصد إلا أن ما يقصده مُمثلوا معامل المنسوجات عندما يعرضون منسوجاتِهم على البزازين، إذ يأتون من كل نوع من أنواع الثياب بنماذج صغيرة وبالله تعالى التوفيق.

[168]

الْخَزائن العلمية السوسية

رأينا مقدار تأصل جذور العلوم العربية في قبائل سوس من نَحو ألف سنة فيما نعلم، وهل يتصور أن تروج العلوم رواجها من غير أن يكون محورها خزائن علمية تضم كل ما أمكن من خزائن تلك العلوم، وهذا ما لَمسناه حقّا، ورأينا آثاره في كل مَجالاتنا التي تضمنتها رحلات «خلال جزولة»؛ ولذلك لا ينبغي أن نَخرج من هذا البحث حتى نلقي نظرة ولو خاطفة على هذه الناحية أيضا، فلنستعرض أسْمَاء الْخَزائن التي بلغتنا أخبارها، أو زرناها، وهي زهاء عشرين، زيادة على خزائن الأفراد التي لا تَخلو منها دار فقيه.

1 - المسعودية:

نسبة للشيخ سيدي مسعود المعدري المتوفى عام (1319هـ)، وقد أسسها بنفسه، وأكثر من استنساخ الكتب، وكثيرا ما يستعير الكتاب، فيجمع تلاميذه فينسخونه في يوم واحد، كما اشترى هو وولداه العلامتان سيدي محمد وسيدي أحمد كثيرا من المطبوعات، حتى صارت المكتبة المسعودية، تعد بِمئات الدفاتر إن لَم تصل ألفا فما فوق، وهي الآن مُفرَّقة تَحت يد أحفاد مؤسسها في المدرسة البونعمانية بضواحي تزنيت، أو في ديارهم بالمعدر.

2 - الْحسينية:

نسبة إلى آل حسين، من قبيلة أجلو إزاء تزنيت، كان أجدادهم في الماضي اجتهدوا في جَمع كل ما في إمكانهم من الكتب، حتى صارت المكتبة تذكر بين الْخَزائن العلمية الكبرى، وهي زاخرة بكتب الفقه والتفسير والنحو، ويقل فيها غير ذلك.

3 - الأدوزيات:

نسبة إلَى أدْوز القرية التي سكنها أحفاد الشيخ سيدي عبد الله بن يعقوب السملالي المتوفى (1052هـ)، وكتبه هي النواة لِهذه الخزائن فقد انتقل من تَازمورت بِسملالة، أحفاده: سيدي إبراهيم، وسيدي مَحمد إلى قرية [169] أدوز بعقيلة، فاشتغلوا بالعلم وبثه، وجَمع كتبه إلى الآن، فهناك الخزانة التي هي الآن تَحت يد الْخَال الفقيه سيدي أحمد بن محمد بن العربي، وهي تطفح بنوادر الكتب ()، فضلا عن المتعارف، وهناك أخرى تَحت يد الفقيه سيدي الحاج إبراهيم بن عبد العزيز القاطن في قبيلة آيت براييم بِمدرسة سيدي بُوعَبْدلي، وهي كالمتقدمة، تسلسلت بعلماء الأسرة الْجَهابذة منذ عبد الله بن يعقوب، فكم هناك من نوادر ومن خطوط للعلماء ()، وهناك ثالثة تَحت يد الأستاذ سيدي عيسى بن المحفوظ، ولَم أرها، كما رأيت الأخريين ولعلها أصغر منهما، وربَّما لا تتجاوز بضع مئات من الأجزاء، على حين أن كل واحدة من أختيها قد تصل ألفا فما فوق، وهناك خزانة أخرى للأسرة في قرية تَامْجرت في تلك القبيلة لَم نرها، وإنَّما وقفنا على كتاب (أزهار الرياض) منها.

4 - العمْرية:

نسبة إلى العلامة سيدي عمرو، دفين فاس في أوائل القرن العاشر، وقد تسلسل الاهتمام بِجمع الكتب في الأسرة، كما تسلسل فيها العلماء إلى الآن وخزانتهم في الوقت الراهن تَحت يد الفقيهين، سيدي الطاهر وسيدي أحمد، وقد سمعت بِها ولَم أرها، وتقطن هذه الأسرة في بعقيلة بضاحية تزنيت.

5 - الإيليغِيَّة:

نسبة إلى إيليغ عاصمة تَازَارْوَالت من قديم، رأيت منها كتبا كثيرة () عند صاحبنا سيدي علي بن مُحمد رئيس تازاروالت، فإن كانت لا تزال مصونة فإنَّها إحدى الْخَزائن المرموقة، وأخشى أن يضيع كثير منها بعد ما رأيتها.

6 - الْمَحجوبية:

نسبة إلى آل المحجوب، وهُم الأسرة العالِمة التي ابتدأ مَجدها العلمي من العلامة سيدي مَحمد بن مبارك بن علي المتوفى حوالي 1177هـ سَمعت [170] بِهذه الْخَزانة ولَم أرها، وهي الآن تَحت يد عميد الأسرة العلامة الفهامة سيدي علي بن الطاهر الذي زادها كثيرا حتى صارت من الْخَزائن الكبرى في سوس.

7 - الْجَرَّاريات:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير