59 - معنى المثل المشهور (أنا ابن جلا ... )
في مجمع الأمثال للميداني: (يضرب للمشهور المتعلم. وهو من قول سحيم بن وثيل الرياحي:
أنا ابن جلا و طلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني
وتمثل به الحجاج على منبر الكوفة.
قال بعضهم: ابن جلا النهار.
و حكي عن عيسى بن عمر أنه كان لا يصرف رجلاً يسمى بضرب و يحتج بهذا البيت و يقول: لم ينون جلا؛ لأنه على وزن فعل، قالوا: و ليس له في البيت حجة؛ لأن الشاعر أراد الحكاية، فحكى الاسم على ما كان عليه قبل التسمية، و تقديره أنا ابن الذي يقال له جلا الأمور وكشفها).
و قال الزمخشري في الأساس: (وهو ابن جلا: للرجل المشهور. وأنا ابن ليلها، وابن ليلتها: لصاحب الأمر الكبير).
و في موضع آخر قال: (ومن المجاز: هو ابن جلا: للرجل المشهور أي ابن رجل قد وضح أمره وشهر).
و في أمالي القالي: (ويقال هو ابن جلا، أي المنكشف المشهور الأمر، وأنشد الأصمعيّ:
أنا ابن جلا وطلاع الثّنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني
قال: وابن أجلى مثله، وأنشد للعجاج:
لاقوا به الحجاج والإصحارا ... به ابن أجلى وافق الإسفارا
قال: ولم أسمع بابن أجلى إلا في بيت العجاج.).
و في الكامل للمبرد: (قوله:" أنا ابن جلا "، إنما يريد المنكشف الأمر، ولم يصرف "جلا " لأنه أرادالفعل فحكى، والفعل إذا كان فاعله مضمراٌ أو مظهراٌ لم يكن إلاحكاية، كقولك: تأبط شرأ، .. ).
قلت: قصة البيت أسندها صاحب الأغاني فقال: (أخبرني محمد بن العباس اليزيدي قال: حدثنا عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي، قال: حدثنا عمي قال: أتى رجل الأبيرد الرياحي وابن عمه الأخوص، وهما من رهط ردف الملك من بني رياح، يطلب منهما قطراناً لإبله فقالا له: إن أنت بلغت سحيم بن وثيل الرياحي هذا الشعر أعطيناك قطراناً. فقال: قولا. فقالا اذهب فقل له: فإن بداهتي وجراء حولي لذو شق على الحطم الحرون
قال: فلم أتاه وأنشد الشعر أخذ عصاه، وانحدر في الوادي، وجعل يقبل فيه ويدبر، ويهمهم بالشعر. ثم قال: اذهب فقل لهما: فإن علالتي وجراء حولي لذو شق على الضرع الظنون
أنا ابن الغر من سلفي رياح كنصل السيف وضاح الجبين
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
وإن مكاننا من حميري مكان الليث من وسط العرين
وإن قناتنا مشط شطاها شديد مدها عنق القرين).
و في لسان العرب: (ويقال للرجل إذا كان على الشرف لا يخفى مكانُه: هو ابنُ جَلا؛ وقال القُلاخ: أَنا القُلاخُ بنُ جَنابِ بن جَلا
وجَلا: اسم رجل، سمي بالفعل الماضي. ابن سيده: وابنُ جَلا الليثي، سُمِّي بذلك لوضوح أَمره؛ قال سُحَيْم بن وَثِيل: أَنا ابنُ جَلا وطَلاَّعُ الثَّنايا، مَتى أَضَعِ العِمامةَ تَعْرِفُوني
قال: هكذا أَنشده ثعلب، وطلاَّعُ الثنايا، بالرفع، على أَنه من صفته لا من صفة الأَب كأَنه قال وأَنا طلاَّع الثنايا، وكان ابنُ جَلا هذا صاحبَ فَتْك يطلعُ في الغارات من ثَنِيَّة الجبل على أَهلها، وقوله: مَتى أَضع العمامة تعرفوني
قال ثعلب: العمامة تلبس في الحرب وتوضع في السِّلْم. قال عيسى بن عمر: إِذا سمي الرجل بقَتَلَ وضرَبَ ونحوهما إِنه لا يصرف، واستدل بهذا البيت، وقال غيره: يحتمل هذا البيت وجهاً آخر، وهو أَنه لم ينوِّنه لأَنه أَراد الحكاية، كأَنه قال: أَنا ابنُ الذي يقال له جلا الأُمور وكشَفَها فلذلك لم يصرفه. قال ابن بري: وقوله لم ينونه لأَنه فعل وفاعل؛ وقد استشهد الحجاج بقوله: أَنا ابنُ جَلا وطلاَّعُ الثَّنايا
أَي أَنا الظاهر ا لذي لا يخفى وكل أَحد يعرفني. ويقال للسيد: ابنُ جَلا. وقال سيبويه: جَلا فعل ماض، كأَنه بمعنى جَلا الأُمورَ أَي أَوضحها، وكشفها؛ قال ابن بري: ومثله قول الآخر: أَنا القُلاخُ بنُ جَنابِ بنِ جَلا، أَبو خَناثِيرَ أَقُود الجَمَلا
وابن أَجْلَى: كابنِ جَلا. يقال: هو ابن جَلا وابن أَجْلى؛ قال العجاج: لاقَوْا بِه الحجاجَ والإِصْحارا، به ابن أَجلى وافَقَ الإِسْفارا .. ).
و في خزانة الأدب للبغدادي: (أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
على أن "جلا" غير منصرف عند عيسى بن عمر، لأنه منقول من الفعل، ولم يشترط غلبة الوزن بالفعل. وأجاب عنه الشارح المحقق تبعاً لغيره بوجهين: الأول وهو جواب س: أن العلم إنما هو الفعل مع ضميره المستتر، فهو جملة محكية وليس العلم هو الفعل بدون ضميره. ويرد عليه أن "جلا" ليس اسماً لأبي الشاعر ولا لقباً له كما يعلم من ترجمته الآتية، وإنما "ابن جلا" في اللغة المنكشف الأمر، كما قال المبرد في الكامل ... ).
قلت: و قد لا يخلو كتاب من كتب الأدب من هذا البيت، بل كتب كتب شروح الحديث و غريبه أوردته، و تعرضت لشرحه.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[05 - 06 - 04, 12:20 ص]ـ
60 - في المزهر للسيوطي: (وفي ذيل الفصيح للموفق البغدادي: تقول جاءني غيرُك ولا تدخل عليها الألف واللام، ومثله حضر الناس كافة وقاطبة، ولا تقل: الكافة ولا القاطبة .. ).
¥