تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[ماذا تعرف عن العمامة]

ـ[ابو عبد الرحمن الأندلسي]ــــــــ[07 - 02 - 09, 09:52 م]ـ

العِمَامَةُ من لباس الرأس، وجمعها عمائم، واعتمَّ الرجل وتعمَّم: إذا كوّر (طوى) العمامة على رأسه عدة أكوار (طَيَّات). وهي من لباس العرب، اشتهروا به حتى قيل: "اختصّت العرب بأربع: العمائم تيجانها، والدروع حيطانها، والسيوف سيجانها، والشِّعر ديوانها". وكانت من علامات الشرف والسؤدد عندهم. قال شاعرهم مادحًا ومفتخرًا:

فجاءت به سبط البنان كأنّما عِمامته بين الرجال لواءُ

وقال آخر:

تَلُوثُ عمامةً وتجرُّ رمحًا كأنك من بني عبد المدان

ولما جاء الإسلام ازداد تمسّك النّاس بها؛ فقد ورد في صحيح الآثار ـ كما سيأتي ـ أن العمامة من لبس النبي ³ ومن لبس أصحابه وأئمة المسلمين والسّلف الصالح وكل ذي فضل. انظر: النبذة التاريخية في هذه المقالة، الفقرة الخاصة بالعمائم في الإسلام.

العمائم تختلف في أسمائها وأشكالها وألوانها وأطوالها في كل دولة.

هيئات العمائم. تُصنع العمائم من القطن أو الخَزّ أو الدِّيباج أو الصُّوف أو الحرير، وعمائم القطن هي الشائعة اليوم. وتختلف العمائم في أسمائها وأشكالها وألوانها، كما تختلف في أطوالها وهيئة تشكيلها، ويعتمد ذلك على الذّوق، والبراعة، والعادة.

أسماء العمائم. للعمامة أسماء كثيرة منها: المُكَوَّرة والعِصَابة والمِعْجَر والعَمَار والمِْشَوذ والمُقَعَّطة والتَّلْثيمة. وهذه الأسماء مأخوذة من هيئة تكويرها وطيِّها على الرأس؛ فمن النّاس من يشدُّها، ومنهم من يرخي طرفًا منها بين كتفيه أو على أحدهما وهذا الجزء المُتَدَلِّي يسمّى العَذَبة والذُّؤَابَة والزَّوْقَلَة. ومنهم من يصغِّر حجمها ومنهم من يكوِّرها، وبعضهم يميلها وبعضهم يجعلها مستقيمة معتدلة. وقد سمّى العرب هيئات العمائم حسب أشكال الاعتمام، فمن ذلك: المَيْلاء؛ وهي التي تُمال إلى أحد جانبي الرأس، والقَفْدَاء: وهي التي لا عذبة لها، والعَقْدَاء: وهي المعقودة من الخلف، والعَجراء: وهي الضَّخمة المكورة.

ألوان العمائم. كانت ألوان عمائم العرب بحسب أحوالهم الاجتماعية وأذواقهم، وقد سُئِل بعضهم عن الثِّياب وألوانها فقال:

"الأصفر أشكل، والأحمر أجمل، والخضرة أقبل والسّواد أهول والبياض أفضل". ولم يحدّد الإسلام للعمائم لونًا وإن كان البياض هو الغالب، لحديث سَمُرة بن جُنْدب رضي الله عنه قال: قال رسول ³: (البسوا ثياب البياض فإنها أطهر وأطيب وكفِّنوا فيها موتاكم) رواه أحمد والنسائي والترمذي. قالوا: وصيغة الأمر هنا ليست للوجوب إذ ثبت عنه أنه ³ قد لبس غير الأبيض، قال الحافظ السّخاوي: رأيت مَنْ نَسَبَ إلى عائشة رضي الله عنها أنّ عمامة رسول الله ³ كانت في السَّفر بيضاء وفي الحَضَر خضراء.

طول العمائم. لم يثبت في طول عمامة النبي ³ حديث صحيح، غير أن الحافظ السّخاوي ذكر في الفتاوى أنّ عمامته ³ كانت سبعة أذرع. وقال ابن الحاج في المدخل: وردت السُنَّة بالرداء والعمامة والعَذَبة، وكان الرداء أربعة أذرع ونصفًا ونحوها، والعمامة سبعة أذرع ونحوها، يخرجون منها التَّلْحِيَة (ما يجعل تحت اللحية)، والعَذَبة. وذكر الجزري في تصحيح المصابيح عن النووي أنه ³ كان له عمامة قصيرة وعمامة طويلة، وأن القصيرة كانت سبعة أذرع، والطويلة اثني عشر ذراعًا.

ولعلّ أكثر المُعْتمِّين اليوم يتناسب طول عمائهم مع الطول الوارد في هذه الآثار؛ فعمائم السودانيين، مثلاً، تتراوح بين 4 و 5 أمتار.

العَذَبة. عَذَبة كل شيء: طرفه، وعَذَبات الشَّجر: فروعه، وعذبة العمامة هي الطرف المتدلِّي الذي يرخيه المعتمُّ بين كتفيه أو يجعله على أحدهما، وتسمّى أيضًا الذؤابة والزوقلة، وهي شائعة عند المعتمين، قال جرير:

يا أيها الرجلُ المُرخي عِمامته هذا زمانك إني قد مضى زمني

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير