و إن أحبه ليتوصل به إلي محبوب آخر وتعظيم آخر سوي الله = فهو من فروع هذا
والله سبحانه لم يشرع أن يعبد الإنسان شيئا من دونه أو يتخذ إلها ليتوصل بعبادته كما قال تعالي (و اسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون)
وقال تعالي (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين)
من أحب شيئا كما يحب الله أو عظمه كما يعظم الله =فقد أشرك
فمن أحب شيئا كما يحب الله أو عظمه كما يعظم الله = فقد جعله لله ندا، و إن كان يقول (إنما نعبدهم ليقربونا إلي الله زلفي وأنهم شفعاؤنا عند الله)
قال تعالي (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله) أي يحبونهم كما يحبون الله، والذين آمنوا أشد حبا لله منهم؛ لأنهم أخلصوا لله فلم يجعلوا المحبة مشتركة بينه وبين غيره، فإن الاشتراك فيها يوجب نقصها والله لا يتقبل ذلك كما في الحديث الصحيح " يقول الله تعالي أنا أغني الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا منه بريء وهو كله للذي أشرك".)
قاعدة في المحبة ص 101 - 103
و في الدرء 9/ 374: (وكل إرادة لا يكون الله هو المراد المقصود بالقصد الأول بها كانت ضارة لصاحبها مفسدة له غير نافعة ولا مصلحة له وليس ما يستحق أن يكون هو المحبوب لذاته المراد لذاته المطلوب لذاته المعبود لذاته إلا الله)
و في المجموع 10/ 607: (بل لا يجوز أن يحب شىء من الموجودات لذاته إلا هو سبحانه وبحمده فكل محبوب فى العالم إنما يجوز أن يحب لغيره لا لذاته والرب تعالى هو الذى يجب أن يحب لنفسه وهذا من معانى الهيته و لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فإن محبة الشىء لذاته شرك فلا يحب لذاته إلا الله فإن ذلك من خصائص إلهيته فلا يستحق ذلك إلا الله وحده وكل محبوب سواه إن لم يحب لأجله أو لما يحب لأجله فمحبته فاسدة) ..
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[05 - 06 - 04, 03:38 م]ـ
64 - من أحسن ما سمعت في الذل و الافتقار بين يدي الله:
قول من قال:
لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا ... و قمت أشكو إلى مولاي ما أجد
و قلت ياعدتي في كل نائبة ... ومن عليه لكشف الضر أعتمد
أشكو إليك أمورا أنت تعلمها ... ما لي على حملها صبر و لا جلد
وقد مددت يدي بالذل صاغرة ... إليك يا خير من مدت إليه يد
فلا تردنها يارب خائبة **** فبحر جودك يروي كل من يرد.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[08 - 06 - 04, 12:14 ص]ـ
65 - في الفروق للعسكري فروق مهمة يحسن مراجعتها:
الفرق بين الفرض و الواجب، و بين النافلة و الندب، و بين النافلة و السنة، انظرها من ص 393 إلى ص 397 مع فروق أخرى.
66 - في مسألة المفاضلة بين مكة و المدينة، و الرد على من ذهب إلى تفضيل المدينة على مكة - و هو قول مالك رحمه الله - ذكر العز بن عبد السلام في القواعد الكبرى اثني عشر وجها في تفضيل مكة على المدينة، و مما قاله 1/ 64: (الوجه الرابع: أن التقبيل و الاستلام ضرب من الاحترام، و هما مختصان بالركنيين اليمانيين، و لم يوجد مثل ذلك في مسجد المدينة على ساكنها السلام).
يريد بقوله (وهما) أي التقبيل و الاستلام (مختصان بالركنيين اليمانيين) فالتقبيل للحجر الأسود، و إلا فالاستلام، و الاستلام للركن اليماني.
و فيه 1/ 69: (فإن قيل: قد نقل بعض الناس الإجماع على أن قبره صلى الله عليه و سلم أفضل بقاع الأرض.
قلت: إن صح ما نقل فالجواب ... ).
قلت: القول المذكور هو قول القاضي عياض في كتابه الشفا، و قد تعقبه تعقبا لا مزيد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية، كما تراه في المجموع لابن قاسم
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[08 - 06 - 04, 12:54 ص]ـ
67 - و هذه كلمات من الحبر البحر ابن تيمية في حق الجهبذ ابن حزم و ما يؤخذ عليه، و ما تميز به رحمه الله (4/ 19 - 20): (وإن كان أبو محمد ابن حزم في مسائل الإيمان و القدر أقوم من غيره و أعلم بالحديث و أكثر تعظيما له ولأهله من غيره لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة و المعتزلة في مسائل الصفات ما صرفه عن موافقة أهل الحديث في معاني مذهبهم في ذلك فوافق هؤلاء في اللفظ وهؤلاء في المعنى.
و بمثل هذا صار يذمه من يذمه من الفقهاء والمتكلمين وعلماء الحديث باتباعه لظاهر لا باطن له كما نفى المعاني في الأمر والنهي والاشتقاق وكما نفى خرق العادات ونحوه من عبادات القلوب مضموما إلى ما في كلامه من الوقيعة في الأكابر والإسراف في نفي المعاني ودعوى متابعة الظواهر وإن كان له من الإيمان والدين والعلوم الواسعة الكثيرة ما لا يدفعه إلا مكابر ويوجد في كتبه من كثرة الاطلاع على الأقوال والمعرفة بالأحوال والتعظيم لدعائم الإسلام ولجانب الرسالة ما لا يجتمع مثله لغيره فالمسألة التي يكون فيها حديث يكون جانبه فيها ظاهر الترجيح وله من التمييز بين الصحيح والضعيف والمعرفة بأقوال السلف ما لا يكاد يقع مثله لغيره من الفقهاء).
¥