ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[25 - 06 - 04, 12:56 ص]ـ
أحسنتم
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[02 - 01 - 05, 10:49 ص]ـ
86 -
قال ابن تيمية متحدثا عمَّا يجب أن يكون عليه الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر: (فلا بدَّ من هذه الثلاثة:
1 - العلم و2 - الرفق و3 - الصبر.
العلم قبل الأمر والنهي، و الرفق معه، و الصبر بعده، و إن كان كلُّ من الثلاثة مستصحبا في هذه الأحوال). (المجموع 28/ 137 - الحسبة).
.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[02 - 01 - 05, 10:56 ص]ـ
87 -
و قال ابن القيم: (و حسنُ الخلق يقوم على أربعة أركان، لا يتصوَّرُ قيامُ ساقه إلا عليها:
الصبر، والعفة، والشجاعة، والعدل.
1 - فالصبر يحملُه على الاحتمال وكظم الغيظ وكف الأذى والحلم والأناة والرفق وعدم الطيش والعجلة.
2 - والعفة تحملُه على اجتناب الرذائل و القبائح من القول والفعل، وتحمله على الحياء، و هو رأس كل خير، و تمنعه من الفحشاء والبخل والكذب والغيبة والنميمة.
3 - و الشجاعة تحمله على عزة النفس وإيثار معالي الأخلاق والشيم، وعلى البذل والندى الذي هو شجاعة النفس وقوتها على إخراج المحبوب ومفارقته، وتحمله على كظم الغيظ والحلم فإنه بقوة نفسه وشجاعتها يمسكُ عِنانَها ويكبحها بلجامها عن النزغ والبطش كما قال النبي صلى الله عليه و سلم: " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"، و هوحقيقة الشجاعة، وهي ملكة يقتدر بها العبد على قهر خصمه.
4 - و العدل يحمله على اعتدال أخلاقه وتوسطه فيها بين طرفي الإفراط والتفريط، فيحمله على خلق الجود و السخاء الذي هو توسُّطٌ بين الإمساك و الإسراف و التبذير، و على خلق الحياء الذي هو توسط بين الذُّلِّ والقِّحَة، و على خلق الشجاعة الذي هو توسط بين الجبن و التهور، و على خلق الحلم الذي هو توسط بين الغضب والمهانة وسقوط النفس.
ومنشأُ جميع الأخلاق الفاضلة من هذه الأربعة.
و منشأ جميع الأخلاق السافلة وبناؤها على أربعة أركان:
الجهل، والظلم، والشهوة، والغضب.
1 - فالجهل يريه الحسن في صورة القبيح، والقبيح في صورة الحسن، والكمال نقصا، والنقص كمالا.
2 - والظلم يحمله على وضع الشيء في غير موضعه، فيغضب في موضع الرضى، ويرضى في موضع الغضب، ويجهل في موضع الأناة، ويبخل في موضع البذل، ويبذل في موضع البخل، ويحجم في موضع الإقدام، ويقدم في موضع الإحجام، ويلين في موضع الشدة، ويشتد في موضع اللين، ويتواضع في موضع العزة، ويتكبر في موضع التواضع.
3 - والشهوة تحمله على الحرص والشح والبخل وعدم العفة والنهمة والجشع والذل والدناءات كلِّها.
4 - والغضب يحمله على الكبر والحقد والحسد والعدوان والسفه.
و يتركب من بين كل خلقين من هذه الأخلاق أخلاقٌ مذمومة.
و مِلاكُ هذه الأربعة أصلان:1 - إفراط النفس في الضعف 2 - وإفراطها في القوة، فيتولد من إفراطها في الضعف:المهانةُ والبخل والخسة واللؤم والذل والحرص والشح وسفساف الأمور والأخلاق، ويتولد من إفراطها في القوة: الظلم والغضب والحدة والفحش والطيش .. ) في كلامٍ له حسنٍ بديعٍ.
مدارج السالكين3/ 308الفقي، و مصححة على طبعة الجليّل 3/ 73 - 76.
.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[02 - 01 - 05, 10:59 ص]ـ
88 -
فائدة عزيزة:
قال الأستاذ محمد الهاشمي في كتابه (الشيخ عبد الفتاح أبو غدة كما عرفته) ص 91: (و في اثناء رحلة الشيخ عبد الفتاح إلى الهند سمع من الشيخ محمد يعقوب قوله: كان تمني خالد بن الوليد أن يموت شهيدا غير مستجاب؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم لقبه: سيف الله، و سيف الله لا يكسر و لا يقتل؛ لهذا لم تكن له الشهادة، ففرح الشيخ بهذه الفائدة، و قال: هذه تعدل رحلة عندي).
قلت: أنعم بها من فائدة، و من تدبر ما قاله الشيخ الهندي، تبين له صحة قوله.
و خالد خالد، سيفُ الله تعالى وفارسُ الإسلام وليثُ المشاهد، كما وصفه الذهبي في سيره و قال: السيدُ الإمام، الأمير الكبير، قائد المجاهدين، أبو سليمان القرشي المخزومي المكي وابن أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث؛ و قال أيضا: هاجر مسلما في صفر سنة ثمان، ثم سار غازيًا فشهد غزوة مؤتة، واستشهد أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلاثة مولاه زيد وابن عمه جعفر ذو الجناحين وابن رواحة، وبقي الجيش بلا أمير، فتأمر عليهم في الحال خالدٌ وأخذ الراية وحمل على العدو فكان النصر، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم سيف الله فقال: إن خالدًا سيفٌ سله الله على المشركين، وشهد الفتح وحنينا، وتأمر في أيام النبي صلى الله عليه وسلم، و احتبس أدراعه ولامته في سبيل الله.
وحارب أهل الردة، ومسيلمة، وغزا العراق واستظهر.
ثم اخترق البرية السماوية بحيث إنه قطع المفازة من حد العراق إلى أول الشام في خمس ليال في عسكر معه.
وشهد حروب الشام ولم يبق في جسده قيد شبر إلا وعليه طابع الشهداء.
و مناقبه غزيرة أمره الصديق على سائر أمراء الاجناد وحاصر دمشق فافتتحها هو وأبو عبيدة
عاش ستين سنة وقتل جماعة من الأبطال ومات على فراشه فلا قرت أعين الجبناء).
¥