ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[07 - 01 - 05, 01:48 م]ـ
96 -
قال أبو الحسن ابن قريش: حضرت إبراهيم الحربي و جاءه يوسف القاضي و معه ابنه أبو عمر، فقال له: يا أبا إسحاق لو جئناك على مقدار واجبِ حقِّك = لكانت أوقاتُنا كلُّها عندك، فقال: ليس كلُّ غيبةٍ جفْوةً، ولا كلُّ لقاءٍ مودَّةً، وإنما هو تقارب القلوب.
السير للذهبي 13/ 358
97 - و فيما يتصل بهذا ما صحَّ عن ابن عباس: " النِّعم تُكفَر، والرَّحم تقْطَع ولم نرَ مثلَ تقاربِ القلوب ".
و في لفظ: قرابة الرحم تقطع، ومنة المنعم تكفر، ولم نر مثل تقارب القلوب، يقول الله: " لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم ".
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (262) و الخطابي في العزلة ص 42 و البيهقي في الشعب رقم 9032و9034، و الرافعي في التدوين 3/ 477، و ابن عساكر في تاريخه (41/ 283).
و له لفظ آخر: " إن الرحم تقطع وإن النعمة تكفر وإن الله عز وجل إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء أبدا، قال: ثم قرأ ابن عباس: " لو أنفقت ما في الأرض جميعا ".
أخرجه معمر في الجامع 11/ 171 و ابن المبارك في الزهد (362) ابن أبي حاتم في تفسيره رقم 9131 و الحاكم في المستدرك 2/ 301 - 302و328 - 329.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[08 - 01 - 05, 05:02 م]ـ
98 -
قال أبو مسلم الخولاني:
إن الناس كانوا ورقا لا شوك فيه، وأنتم اليومَ شوكٌ لا ورق فيه
، إنك إن ناقدتَ الناس ناقدُوك وإن تركتهم لم يتركوك، و إن فررت منهم أدركوك
فقال رجل: كيف أصنع؟ قال: اعط من عرضك ليوم فقرك.
و في لفظٍ: كان الناس ورقا لا شوكَ فيه، فإنهم اليومَ شوكٌ لا ورَقَ فيه
؛ إن ساببتَهم سابُّوك وإن ناقدتهم ناقدُوك وإن تركتهم لم يتركوك
.
قال أبو نعيم عقبه: رواه صفوان بن عمرو عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن أبي مسلم مثله، و زاد: و إن نفرت منهم يدركوك
، قال: فما أصنع؟ قال:هب عرضك ليوم فقرك.
أخرجه ابن أبي شيبة رقم35373، -ومن طريقه أبو نعيم 2/ 123 - و عبد الله بن أحمد في الزهدص 367، و ابن الأعرابي في معجمه رقم: 2433 - و عنه الخطابي في العزلة ص 72– و من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 27/ 228، و كذا من طريق غيره، و أبو نعيم 3/ 162 من طريق صفوان بن سليم عنه.
وله طريق آخر عن ليث بن أبي سليم عنه.أخرجه ابن عساكر 28/ 229.
و الأثر يروى مرفوعا، و لا يصحّ.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[08 - 01 - 05, 05:06 م]ـ
99 -
قال مطرف: ليس لأحد أن يلقي نفسه من فوق البيت، و يقول: قدِّر لي
، و لكن يتقي و يحذر، فإن أصابه شيء علمنا أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
أخرجه ابن الأعرابي في معجمه رقم 2220 و أبو الشيخ كما في الدر 4/ 215.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[08 - 01 - 05, 05:07 م]ـ
فائدة في عظم تثبُّتِ الأئمَّة إذا أرادوا التحديث!
100 - قال ابن معين: إني أريد أن أحدِّث الحديث فأسهر له [ليلة] مخافة أن أكون قد أخطأت فيه.
أخرجه ابن الأعرابي في معجمه رقم 2312 – و ما بين [] منه، مع ذهاب بعض لفظه من المطبوعة – و الخطيب في الجامع رقم 1021، و ابن عساكر في تاريخ دمشق 65/ 28، و هو في تهذيب المزي 31/ 559.
و زاد ابن الأعرابي (رقم 2313): " قال أبو عبد الله – يعني الخياط – قلت أنا ليحي بن معين: حدثني أبو عبد الرحمن – يعني الغلابي عنك – بهذا، قال: نعم، وبعده بليلة
.
قلت: مراده يسهر له ليلة قبله و ليلة بعده زيادة في التحري و التثبت!!
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[10 - 01 - 05, 11:18 ص]ـ
101 -
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (و لهذا تجد المعتزلة والمرجئة والرافضة وغيرهم من أهل البدع يفسرون القرآن برأيهم ومعقولهم وما تأولوه من اللغة.
و لهذا تجدهم لا يعتمدون على أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم والصحابة والتابعين وأئمة المسلمين.
فلا يعتمدون؛ لا على السنة، و لا على إجماع السلف وآثارهم؛ و إنما يعتمدون على العقل واللغة.
و تجدهم لا يعتمدون على كتب التفسير المأثورة والحديث وآثار السلف، و إنما يعتمدون على كتب الأدب وكتب الكلام التي وضعتها رؤوسهم، و هذه طريقة الملاحدة أيضًا، إنما يأخذون ما في كتب الفلسفة وكتب الأدب واللغة؛ و أما كتب القرآن والحديث والآثار، فلا يلتفتون إليها.
هؤلاء يعرضون عن نصوص الأنبياء؛ إذ هي عندهم لا تفيد العلم، و أولئك يتأولون القرآن برأيهم وفهمهم بلا آثار عن النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه.
و قد ذكرنا كلام أحمد وغيره في إنكار هذا وجعله طريقة أهل البدع).المجموع7/ 119 - كتاب الإيمان.
قلت: قول الإمام أحمد المشار إليه، هو قوله قبل هذا بصفحة 118: أكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل و القياس.
و شرح شيخ الإسلام عبارته في موضع آخر فقال 7/ 392: (يريدُ بذلك أن لا يحكم بما يدلُّ عليه العام و المطلق قبلَ النظر فيما يخصُّه و يقيِّده، و لا يعمل بالقياس قبل النظر في دلالة النصوص؛ هل تدفعه؟.
فإن أكثر خطأ الناس تمسكهم بما يظنونه من دلالة اللفظ والقياس؛ فالأمور الظنية لا يعمل بها حتى يبحثَ عن المعَارِض بحثًا يطمئنُّ القلبُ إليه، و إلا أخطأ من لم يفعل ذلك، و هذا هو الواقع في المتمسكين بالظواهر و الأقيسة، و لهذا جعل الاحتجاج بالظواهر مع الإعراض عن تفسير النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه طريقَ أهل البدع، و له في ذلك مصنف كبير.
و كذلك التمسك بالأقيسة مع الإعراض عن النصوص والآثار = طريق أهل البدع، و لهذا كان كلُّ قولٍ ابتدعه هؤلاء قولاً فاسدًا، و إنما الصواب من أقوالهم ما وافقوا فيه السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان).
و هذا كلام متينٌ يكتب بماء الذهب.
¥