تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اللتين كانتا تغنيان في بيت عائشة بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث فقال أبو بكر مزمور الشيطان فقال النبي ص دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيدا وعيدنا هذا اليوم # وقد تقدم أن الرخصة في الغناء في أوقات الأفراح للنساء والصبيان أمر مضت به السنة كما يرخص لهم في غير ذلك من اللعب ولكن لا يجعل الخاص عاما ولهذا لما قال أبو بكر أمزمور الشيطان في بيت رسول الله ص لم ينكر النبي ص هذه التسمية والصحابة لم يكونوا يفضلون شيئا من ذلك ولكن ذكر النبي ص أمرا خاصا بقوله إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا # ومثل هذا قوله لعمر لو رآك سالكا فجأ لسلك فجا غير فجك لما خاف منه النساء فيما كن يفعلنه بحضرة النبي ص فعلم أن هذا وإن كان من الشيطان لكن الرخصة فيه لهؤلاء لئلا يدعوهم إلى

ما يفسد عليهم دينهم إذ لا يمكن صرفهم عن كل ما تتقاضاه الطبائع من الباطل # والشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها فهي تحصل أعظم المصلحتين بفوات أدناهما وتدفع أعظم الفسادين بأحتمال أدناهما فإذا وصف المحتمل بما فيه من الفساد مثل كونه من عمل الشيطان لم يمنع ذلك أن يكون قد وقع به ما هو أحب إلى الشيطان منه ويكون إقرارهم على ذلك من المشروع فهذا أصل ينبغي التفظن له # والشيطان يوسوس لبني آدم في أمور كثيرة من المباحات كالتخلي والنكاح وغير ذلك وهو يجري من ابن آدم مجرى الدم فلا يمكن حفظ جيمع بني آدم من كل ما للشيطان فيه نصيب لكن الشارع يأمر بالتمكن من ذلك كما شرع التسمية والاستعاذة عند التخلي والنكاح وغير ذلك ولو لم يفعل الرجل ذلك لم نقل إنه يأثم بالتخلي ونكاح أمرأته ونحو ذلك # وكذلك ذكر العرس وقول النبي ص إن الأنصار فيهم غزل ولو أرسلتم من يقول

% أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم % # وقد تقدم ان الخاص لايجعل # ومدار الحجج في هذا الباب ونحوه إما على قياس فاسد وتشبيه الشئ بما ليس مثله وإما على جعل الخاص عاما وهو أيضا من القياس الفاسد وإما احتجابهم بما ليس بحجة أصلا # ثم احتج أبو القاسم بما هو من جنس القياس الفاسد فذكر حديث البراء بن عازب قال سمعت النبي ص يقول حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا وحديثا عن أنس مرفوعا لكل شئ حلية وحلية القرآن الصوت

# وهذا ضعيف عن النبي ص من رواية عبد الله بن محرز وهو ضعيف لا يحتج به بحال # وقال دل هذا الخبر على فضيلة الصوت # قلت هذا دل على فضل الصوت الحسن بكتاب الله لم يدل على فضيلته بالغناء ومن شبه هذا بهذا فقد شبه الباطل بأعظم الحق # وقد قال الله تعالى ^ وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين ^ [سورة يس 69] فكيف نشبه ما أمر الله به من تلاوة كتابه وتحسينه بالصوت بما لم يأمر بتحسين الصوت به # هذا مثل من قال إذا أمر الله بالقتال في سبيله بالسيف والرمح والرمي دل على فضيلة الضرب والطعن ثم يحتج بذلك على الضرب والطعن والرمي في غير سبيل الله # ومثل من قال إذا أمر الله بإنفاق المال في سبيله دل على فضيلة المال ويحتج بذلك على إنفاق المال في غير سبيله # أو قال إذا أمر الله بالاستعفاف بالنكاح دل على فضيلة النساء ويحتج بذلك على فضيلة النساء ويحتج بذلك على فضيلة النكاح ويحتج بذلك على فضيلة ما لم يأذن الله به من النكاح

# وكذلك كل ما يعين على طاعة الله من تفكر أو صوت أو حركة أو قوة أو مال أو أعوان أو غير ذلك فهو محمود في حال إعانته على طاعة الله ومحابه ومراضيه ولا يستدل بذلك على أنه في نفسه محمود على الإطلاق ويحتج بذلك على أنه محمود إذا استعين به على ما هو من طاعة الله ولا يحتج به على ما ليس هو من طاعة الله بل هو من البدع في الدين أو الفجور في الدنيا # ومثل هذا قوله ص لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته وقال ما أذن الله لشئ كأذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به بل قوله ص ليس منا من لم يتغن بالقرآن يقتضي أن التغني المشروع هو بالقرآن وأن من تغنى بغيره فهو مذموم ولا يقال هذا يدل على استحباب حسن التغني # وقوله ليس منا من لم يتغن بالقرآن إما أن يريد به الحض على أصل الفعل وهو نفس التغنى بالقرآن وإما أن يريد به مطلق التغنى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير