تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أنواع المعاملات الربوية وعقود المخاطرات لا يعتقد أنه أباح الخمر والميسر والربا # ولكن وقوع مثل هذا التأويل من الأئمة المتبوعين أهل العلم والإيمان صار من أسباب المحن والفتنة فإن الذين يعظمونهم قد يقتدون بهم في ذلك وقد لا يقفون عند الحد الذي انتهى إليه أولئك بل يتعدون ذلك ويزيدون زيادات لم تصدر من أولئك الأئمة السادة والذين يعلمون تحريم جنس ذلك الفعل قد يعتدون على المتأولين بنوع

من الذم فيما هو مغفور لهم ويتبعهم آخرون فيزيدون في الذم ما يستحلون به من أعراض إخوانهم وغير أعراضهم ما حرمه الله ورسوله فهذا واقع كثير في موارد النزاع الذي وقع فيه خطأ من بعض الكبار # واعتبر ذلك بمسألة السماع التي تكلمنا فيها فإن الله سبحانه شرع للأمة ما أغناهم به عما لم يشرعه حيث أكمل الدين وأتم عليهم النعمة ورضى لهم الإسلام دينا وهو سماع القرآن الذي شرعه لهم في الصلاة التي هي عماد دينهم وفي غير الصلاة مجتمعين ومنفردين حتى كان أصحاب محمد إذا اجتمعوا أمروا واحدا منهم ان يقرأ والباقون يسمعون وكان عمر بن الخطاب يقول لأبي موسى يا أبا موسى ذكرنا ربنا فيقرأ وهم يستمعون وقد بسطنا القول في ذلك في غير هذا الموضع وإنما ذكرنا هنا نكتا تتعلق بالسماع # قال تعالى ^ الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ^ [سورة الزمر 23] # وذكر سماع المؤمنين والعارفين والعالمين والنبيين فقال تعالى ^ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ^ [سورة الأنفال 2] # وقال تعالى إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا [سورة الإسراء 108 109]

# وقال أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا [سورة مريم 58] # وقال تعالى الذين يستعون القول فيتبعون أحسنه [سورة الزمر 18] # وقال والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا [سورة الفرقان 73] # وقال تعالى وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون [سورة فصلت 26] # وقال تعالى وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا [سورة الفرقان 30] # وقال تعالى إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون [سورة الانفال 23] # وقال فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة [سورة المدثر 49 51] # وقال ^ وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ^ الآية [سورة الإسراء 54]

# وقال ^ وإن احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ^ [سورة التوبة 6] # وقال تعالى ^ اتل ما أوحي إليك من الكتاب ^ [سورة العنكبوت 45] # وقال فاقرأوا ما تيسر منه [سورة المزمل 20] # وقال النبي ص ليس منا من لم يتغن بالقرآن وقال من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول ألم حرف ولكن أقول ألف حرف ولام حرف وميم حرف وهذا باب واسع يضيق هذا الموضع عن ذكر جزء منه # فلما انقرضت القرون الفاضلة حصل فترة في هذا السماع المشروع الذي به صلاح القلوب وكمال الدين وصار أهل التغيير فيه أحد رجلين رجل معرض عن السماع المشروع وغير المشروع ورجل احتاج إلى سماع القصائد والأبيات فأحدث سماع القصائد والأبيات كالتغير وكان الأكابر الذين حضروه لهم من التأويل ما لهم فأقام الله في الأمة من أنكر ذلك كما هو سنة الله في هذه الأمة الآمرة بالمعروف الناهية عن المنكر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير