تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التخنيث والغناء واستعلمه في تزيين كتاب الله والتغني به كان بهذا العمل الصالح وبترك العمل السئ أفضل ممن ليس كذلك فإنه يثاب على تلاوة كتاب الله فيكون في عمله معنى الصلاة ومعنى الزكاة # ولهذا قال النبي ص ما أذن الله لشئ كأذنه لبني حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به وقال لله أشد أذنا للرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته

# ومن كان له صورة حسنة فعف عما حرم الله تعالى وخالف هواه وجمل نفسه بلباس التقوى الذي قال الله فيه يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير [سورة الأعراف 26] كان هذا الجمال يحبه الله وكان من هذا الوجه أفضل ممن لم يؤت مثل هذا الجمال ما لا يكساه وجه العاصي فإن كانت خلقته حسنة ازدادت حسنا وإلا كان عليها من النور والجمال بحسبها # وأما أهل الفجور فتعلو وجوههم ظلمة المعصية حتى يكسف الجمال المخلوق قال ابن عباس رضي الله عنه إن للحسنة لنورا في القلب وضياء في الوجه وقوة في البدن وزيادة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق وإن للسيئة لظلمة في القلب وغبرة في الوجه وضعفا في البدن ونقصا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق # وهذا يوم القيامة يكمل حتى يظهر لكل احد كما قال تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون [سورة آل عمران 106 107] # وقال تعالى ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين [سورة الزمر 60]

# وقال تعالى وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة [سورة القيامة 22 25] # وقال تعالى وجوه يومئذ ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة اولئك هم الكفرة الفجرة [سورة عبس 38 42] # وقال تعالى وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية [سورة الغاشية 2 4] و وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية [سورة الغاشية 89] # وقال تعالى وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه [سورة الكهف 29] # وقال تعالى إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون تعرف في وجوههم نضرة النعيم [سورة المطففين 22 24] # وقال النبي ص لا تزال المسألة بأحدهم حتى يجئ يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم

# وقال من سأل الناس وله ما يكفيه جاءت مسألته خدوشا أو كدوحا في وجهه يوم القيامة # وقال عليه السلام أول زمرة تلج الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم كأشد كوكب في السماء إضاءة وقال يوم حنين شاهت الوجوه لوجوه المشركين # وأمثال هذا كثير مما فيه وصف أهل السعادة بنهاية الحسن والجمال والبهاء وأهل الشقاء بنهاية السوء والقبح والعيب # وقد قال تعالى في وصفههم في الدنيا محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بنيهم إلى قوله سبحانه سيماهم في وجوههم من أثر السجود [سورة الفتح 29] فهذه السيما في وجوه المؤمنين والسيما العلامة وأصلها من الوسم وكثيرا ما يستعمل في الحسن كما

# جاء في صفة النبي ص وسيم قسيم # وقال الشاعر % غلام رماه الله بالحسن يافعا له سيماء لا تشق على البصر % # وقال الله تعالى في صفة المنافقين ولو نشاء لأرينا كهم فلعرفتهم بسيماهم [سورة محمد 30] فجعل للمنافقين سيما أيضا # وقال وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر [سورة الحج 72] فهذه السيما وهذا المنكر قد يوجد في وجه من صورته المخلوقة وضيئة كما يوجد مثل ذلك في الرجال والنساء والولدان لكن بالنفاق قبح وجهه فلم يكن فيه الجمال الذي يحبه الله وأساس ذلك النفاق والكذب # ولهذا يوصف الكذاب بسواد الوجه كما يوصف الصادق ببياض

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير