تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأهم أن مكتبات (بطرسبرغ) تحتفظ بمؤلفات الطنطاوي التي كتب فيها تأملاته وأفكاره عن فترة وجوده ومشاهداته عن عاصمة الشمال الروسي، ومن هذه المؤلفات تاريخ خمسة وعشرين سنة من تتويج قيصر روسيا نيكولاي الأول، وتاريخ قدوم سعادة عهد روسيا الأمير (ألكسندر) مع خطيبته الأميرة (ماريا) وتزوجه بها، وتاريخ رجوع الدوقة ماكسمليان لهتنبرنغ من مصر إلى بطرسبرغ، وتاريخ جلوس القيصر ألكسندر الثاني على عرش روسيا، ناهيك بجزء من تاريخ الخلفاء. كما تحظى المكتبات بآخر ما دونه الطنطاوي قبيل رحيله عن الحياة، وتبدو في الوريقات الصفراء -التي خَطَّ عليها خطوط قلمه- متعثرة وعاجزة عن الكتابة بيسر وحرية.

وفي مكتبات ومعاهد بطرسبرغ تمتلئ الخزائن العتيقة بكنوز الثقافة العربية، حيث تتلهف الأيادي لتلمسها بغية غرف ما بداخلها من معانٍ وقيم فريدة عكست ثقافة العرب وتنوع إسهاماتهم في الطب والفلسفة والعلوم واللغة والجغرافيا والتاريخ وعلوم المنطق والفلك.

أعمال ابن سينا والفارابي والرازي والبخاري وأبو حامد الغزالي والشيرازي ووحمزة بن الحسن الأصبهاني وعمرو بن بحر الجاحظ والسمرقندي، تشكل علامات فارقة أسهمت في تعريف الاختصاصيين الروس بمختلف مجالات الحياة التي طرقها العرب في الزمن الغابر.

وتحتل أعمال الذبياني والمتنبي والفيروزآبادي وأبو الفرج علي الأصفهاني والقاسم بن علي الحريري وعبد الرحمن بن خلدون مكانة خاصة في الأمكنة التي تكتظ بها المخطوطات العربية في مكتبات ومعاهد بطرسبرغ، والأثر الذي أحدثته في تلقف محتويات هذه الأعمال بالنسبة للاختصاصيين الروس العاملين في حقول اللغة والأدب والفلسفة.

وتضم المكتبات مخطوطات تعود إلى فترة ما بين القرنين الثاني عشر والتاسع عشر وصلت عبر طرق مختلفة، إما عبر سفر الرحالة الروس إلى أماكن متعددة من منطقة العالم العربي، أو بواسطة شخصيات عربية قدمت إلى روسيا مع بداية القرن التاسع عشر.

وتثير المخطوطات العربية الخاصة بعلم الفلك اهتمامً خاصً لدى الباحثين الروس، ومن أهم المخطوطات في هذا المجال ما كتبه عالم الفلك الفارسي (كوشيار بن لبّان) باللغة العربية كعادة كافة الكتاب المسلمين في ذلك الزمان، واسم المخطوطة: مدخل إلى صناعة أحكام النجوم، وقد كتبت عام 1130ميلادية حيث عرض فيها الكاتب أسس علم الفلك.

وإلى جانب وجود نسخ عديدة للقرآن نجد اهتماما خاصا بالمخطوطات الأدبية الإسلامية، وخاصة الكتاب الذي يعنى بالقصائد عن الأئمة الشيعة لمؤلفه صالح الحسين النجفي تحت عنوان: الدرر الغررية في نعت الأئمة الاثنا عشرية، كما نجد من مخطوطات القرن الثامن عشر مخطوطة تضم مقدمة لكتاب عن الإمام علي، وثمة مؤلفان للكاتب البوصيري الذي كتب قصيدة البردة في القرن الثامن وفيها آيات المديح بالنبي محمد.

ومن الأدب المسيحي العربي في القرن الثامن عشر نجد مخطوطة تضم مؤلفات شعرية لا يشار إلى اسم كاتبها، ناهيك بمخطوطة كتاب البستان في نزهات الندمان تتضمن حكما وأمثالا شعبية.

وجود هذه الأعمال وغيرها من المخطوطات التي تتسم بقيمة علمية وفنية وتاريخية، يعكس إنتاج الثقافة العربية لأعمال شاقة ومضنية كتبت طيلة قرون خلت، ويهدف إلى استنطاق عظماء الماضي ومنحهم قدرة التحدث إلى الأجيال المعاصرة في حوار عميق الهدف يرنو إلى إحياء المعاني الأصيلة المفتقدة، رغم تعدد التفسيرات حول اهتمام الروس بالمخطوطات العربية.

د. أولفا فرالوفا:

د. أولغا فرولوفا

بالنسبة لي، كل شيء في حياتي، لأني أنا غير متزوجة، ولا يوجد عندي أسرة، ولذلك حياتي كلها متصلة بالمخطوطات العربية، يعني أنا شعوري شعوري أنا كأني أتحدث مع الناس، مع العلماء اللي عاشوا منذ زمن قديم، يعني كأنني أسمع صوت القرون، صوت الأجيال القديمة، يعني هذا حبي وربما سعادتي لأنني في إمكانياتي أن أتحدث مع العلماء اللي عاشوا من زمن قديم لمدة قرون بعيدة.

د. ميخائيل بياتروفسكي / مدير متحف الأرميتاج:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير