[قواعد الفهرسة الألمانية للمخطوطات الشرقية]
ـ[العوضي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 12:39 م]ـ
قواعد الفهرسة الألمانية للمخطوطات الشرقية - د. عدنان جواد الطعمة
تفتخر الأمم و شعوب العالم بتراثها الحضاري و الفكري، الذي ورثته عبر قرون عديدة و أجيال متعاقبة. و من أجل ذلك قامت بتأسيس المعاهد و المكتبات و المتاحف و مكاتب التوثيق و الأرشيف لجمع و تدوين و صيانة إبداعاتها و إنتاجاتها و صناعاتها للكتب و الأدوات و الآلات و القطع الفنية و غيرها، التي تمثل وجودها الإنساني و كيانها الحضاري و فكرها الثقافي و مستواها الإجتماعي على مر العصور.
و من أجل الحفاظ على تراث الأمة الإنساني فقد تأسست معاهد متخصصة للدراسات التاريخية و العلمية و الأثرية في جامعات العالمين الغربي و الشرقي و مدنهما، حيث أرسلت البعثات العلمية و التبشيرية في رحلات إلى الشرق الأوسط للقيام بالتحري عن الإسلام و بالحفريات الأثرية، و جمع المخطوطات العربية و الإسلامية و القطع الفنية و الآثار بشتى الطرق. ثم استعانت بالعلماء و الخبراء الذين درسوا اللغات الشرقية و المتخصصين في علم الآثار لحل الرموز و الألغاز المدونة على القطع الفنية و الأثرية، و كذلك القيام بترجمة و حل الكتابات المدونة على أوراق البردي، و الرق، و ألواح الطين و الفخار و القطع المعدنية و المسكوكات المنقوشة عليها، و المخطوطات و غيرها في العصور المختلفة.
تحتفظ مكتبات الجامعات و المعاهد و المتاحف و المكتبات الخاصة الألمانية بعشرات الآلاف من المخطوطات الشرقية النفيسة و غير النفيسة و النادرة، حيث كان عددها حتى مطلع القرن الثامن عشر قليلا. وبعد ذلك الزمن دخلت كميات هائلة من المخطوطات الشرقية النفيسة، لا يحصى عددها، في حوزة المكتبات الألمانية حتى منتصف القرن العشرين من خلال الشراء و الإهداء و غيرهما.
و كانت في طليعة المكتبات الألمانية كلا من مكتبة الدولة البروسية في مدينة برلين و مكتبة الدولة البافارية في مدينة ميونيخ.
إقتنت مكتبة الدولة البروسية في برلين في الفترة الواقعة ما بين 1918 و 1939 آلاف المخطوطات الشرقية الذي فاق عددها على المخطوطات الغربية.
تقدم هذه المخطوطات بطبيعة الحال، معلومات مهمة في كافة موضوعات الإستشراق (اللغات، الآداب، و الديانات، و الثقافات و التاريخ و العلوم و غيرها).
لم تكن هذه المعلومات مهمة للإستشراق و المستشرقين فحسب، بل و انما لكافة ميادين المعرفة و العلوم البحتة.
و مما تجدر الإشارة إليه أن كثيرا من هذه المخطوطات العربية و الشرقية نفيسة مميزة بأغلفتها و مواد كتابتها و الصور الصغيرة و الرسوم المنمنة و بنقوشها المزوقة و زخارفها المزينة، فهي أيضا مهمة للدراسات العلمية لأقسام و معاهد تاريخ الفنون التابعة لجامعات ألمانيا.
كانت المخطوطات الشرقية تستخدم لأغراض دينية لخدمة العبرية لغاية منتصف القرن الثامن عشر، فهي أو أعداد منها لم تكن معروفة، و لكن المكتبات ابتدأت بإعداد وصف موجز للمخطوطات الشرقية و تم نشره على هيئة فهارس.
و مهما كانت هذه المحاولات نافعة، إلا أن الباحث لا يستطيع العمل و الإستفادة من الفهارس الصادرة قبل عام 1850 ميلادية، لأن تلك الفهارس لم تكن نافعة للمستشرق، ولأنها لم تكتب و تفهرس وفق قواعد وأساليب موحدة، و ثانيا لأنها لا تتماشى مع مستوى التقدم العلمي في هذا العصر الحديث.
وإضافة إلى ذلك فإن معظم هذه الفهارس القديمة غير متوفر.
صدرت في الفترة الواقعة 1850م – 1910 م عدة فهارس للمخطوطات العربية و الإسلامية و الشرقية في برلين Berlin و غوتنغن Göttingen و غوتا Gotha و لايبزغ Leipzig و ميونيخ München و توبنغن Tübingen .
نماذج من مصورات فهارس المكتبات الألمانية قبل إصدار قواعد الفهرسة الألمانية للمخطوطات الشرقية عام 1957 م من قبل فولفجانج فوجت (بلفظة الجيم المصرية):
Wolfgang Voigt: Katalogisierung der orientalischen Handschriften in Deutschland, in:
Westdeutsche Bibliothek ( ehem. Preussische Staatsbibliothek ),
Jahresbericht 1957-58, Marburg-Lahn, S. 67-76.
¥