تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولما كان هذا مصدرهم الذي يرجعون إليه في دينهم وعبادتهم، وقد تركوا الرجوع إلى الكتاب والسنة صاروا أحزابا متفرقين. كما قال ـ تعالى ـ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} .. (الأنعام)، الأية: ' 153 '. فصراط الله واحد، لا انقسام فيه ولا اختلاف عليه، وما عداه فهو سبل متفرقة تتفرق بمن سلكها، وتبعده عن صراط الله المستقيم، وهذا ينطبق على فرق الصوفية فإن كل فرقة لها طريقة، خاصة تختلف عن طريقة الفرقة الأخرى. ولكل فرقة شيخ يسمونه شيخ الطريقة يرسم لها منهاجا يختلف عن منهاج الفرق الأخرى، ويبتعد بهم عن الصراط المستقيم. وهذا الشيخ الذي يسمونه شيخ الطريقة يكون له مطلق التصرف وهم ينفذون ما يقول ولا يعترضون عليه بشيء. حتى قالوا: المريد مع شيخه يكون كالميت مع غاسله وقد يدعي بعض هؤلاء الشيوخ أنه يتلقى من الله مباشرةما يأمربه مريدية وأتباعه.

3 ــ من دين الصوفية التزام أذكار وأوراد يضعها لهم شيوخهم فيتقيدون بها، ويتعبدون بتلاوتها، وربما فضلوا تلاوتها على تلاوة القران الكريم، ويسمونها ذكر الخاصة. زأما الذكر الوارد في الكتاب والسنة فيسمونه ذكر العامة. فقول لا إله إلا الله. عندهم هو ذكر العامة، وأما ذكر الخاصة: فهو الاسم المفرد:: الله:: وذكر خاصة الخاصة:: هو:: قال شيخ الاسلام ابن تيمية: ومن زعم أن هذا الدين، أي قول لا إله إلا الله ذكر العامة وأن ذكر الخاصة ـ هو الاسم المفرد ـ وذكر خاصة الخاصة:: هو:: أي الاسم المضمر فهو ضال مضل. واحتجاج بعضهم على ذلك بقوله ـ تعالى ـ {قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} .. (الأنعام)، الأية: ' 91 ' من بين أبين غلط هؤلاء، بل من تحريفهم للكلم عن مواضعه، فإن الاسم:: الله:: مذكور في الأمر بجواب

الاستفهام في الأية قبله، وهو قوله ـ تعالى ـ: {من أنزل الكتب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس} إلى قوله ـ تعالى ـ {قل الله} أي الله هو الذي أنزل الكتاب الذي جاء به موسى. فالاسم:: الله:: مبتدأ خبره دل عليه الاستفهام، كما فينظائر ذلك. نقول. من جارك؟ فيقول: زيد. وأما الاسم المفرد مظهرا ومضمرا فليس بكلام تام، ولا جملة مفيدة، ولا يتعلق به إيمان ولا كفر ولا أمر ولا نهي، ولم يذكر ذلك رسول الله، " صلى الله عليه وسلم "، ولا يعطي القلب نفسه معرفة مفيدة، ولا حالا نافعا، وإنما يعطيه تصورا مطلقا لا يحكم فيه بنفي ولا إثبات. إلى أن قال: وقد وقع بعض من واظب على هذا الذكر بالاسم المفرد وبـ ـ:: هو:: في فنون من الاتحاد، وما يذكر عن بعض الشيوخ في أنه قال: أخاف أن أموت بين النفي والاثبات، حال لا يقتدي فيها بصاحبها، فإن في ذلك من الغلط ما لا خفاء به، إذ لو مات العبد في هذه الحال لم يمت إلا على ما قصده ونواه، إذ الأعمال بالنيات، وقد ثبت أن النبي، " صلى الله عليه وسلم "، أمر بتلقين الميت لا إله إلا الله. وقال: ((من كان أخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)) ولو كان ما ذكره محظورا لم يلقن الميت كلمة يخاف أن يموت في أثنائها موتا غير محمود. بل كان ما اختاره من ذكر الاسم المفرد، والذكر بالاسم المضمر أبعد عن السنة، وأدخل في البدعة، وأقرب إلى إضلال الشيطان، فإن من قال:: ياهوياهو::، أو:: هو::، ونحو ذلك لم يكن الضمير عائدا إلا إلى ما يصوره قلبه، والقلب قد يهتدي وقد يضل ـ وقد صنف صاحب الفصوص (6) .. كتابا سماه كتاب: " الهو " وزعم بعضهم أن قوله ـ تعالى ـ: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ} .. (ال عمران)، الأية: ' 7 '. معناه: وما يعلم تأويل هذا الاسم الذي هو الهو، وهذا مما اتفق المسلمون بل العقلاء على أنه من أبين الباطل. فقد يظن هذا من يظنه من هؤلاء. حتى قلت لبعض من قال شيئا من ذلك لو كان هذا كما قلته لكتبت الأية وما يعلم تأويل هو منفصلة (7) .. ، أي كتبت:: هو:: منفصلة عن: تأويل ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير