شكرا لك. وليس يثقل الإخوة على بعضهم بعضا، فمرحبا بك.
أريد بداية أن أنبه إلى أن الويكيبيديا ليست مصدرا علميا موثوقا به، فهي من وضع زوار الإنترنت ولا يُطمَأن البتة لكثير من الموعلومات الواردة فيها! فلقد تسرب التدليس إلى أكبر معجم على الإنترنت على الإطلاق، وأقصد به معجم ويبستر كما أشرت مرة على الرابط التالي:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=14945
والكتب المنسوبة إليه من تأليف أشخاص آخرين يعتقد فيهم أنهم مسيحيون لبنانيون!
أما بخصوص اللغة العربية، فلقد استقر رأي علماء اللغة المسلمين على أنها اصطلاح من وضع البشر وليست إلهاما من عند الله. والآراء في ذلك مبثوثة في كتب اللغة ومنها الخصائص لابن جني والمزهر للسيوطي وغيرهما.
من جهة أخرى: اللغة العربية لغة سامية وقرابتها مع الساميات ثابتة ثباتا لا جدل فيه ولا فائدة من الجدل فيه لأسباب منطقية جدا، فأين المشكل في قرابتي أنا مع ابن عمي الذي أبوه شقيق أبي بدلالة النسب والشبه وغير ذلك؟! ونحن هنا نتحدث عن قرابة لغوية وقرابة بين الساميين الشرقيين بحكم الأصل وأصل الساميين من الجزيرة العربية بالإجماع!
ثم إن التشابه موجود بين العربية والعبرية والحبشية والآرامية وغيرها من الساميات. ونحن نتحدث عن اللغة لا عن الكتابة. وحتى التشابه في الكتابة موجود، فأين المشكلة في ذلك أخي الكريم؟ القرابة والتشابه لا يدلان إلا على القرابة والتشابه فقط، ولا يعنيان، لا من قريب ولا من بعيد، أن للغةٍ فضلا على أخرى! هنالك بعض الشعوبيين المحدثين من الجهلة ممن رد كثيرا من الكلمات العربية التي تتشابه جذورها مع الجذور السريانية إلى السريانية لأن السريانية أقدم تدوينا من العربية الشمالية، ولكن هذا وساوس موسوسين لا يعتد بها لأن الإرث السامي المشترك هو مشترك بين جميع الساميين. ولو جاز لنا اتباع هذا المنطق الأعوج ـ أي سبق التدوين ـ لرددنا جميع الجذور السامية المشتركة إلى البابلية لأنها أقدم اللغات السامية تدوينا (2900 قبل الميلاد)، ولكن عالما واحدا لا يقول بذلك، إنما يقول به المتفذلكون من الشعوبيين المحدثين!
ولقد أجمع جميع علماء الساميات الذين يعول عليهم على أن العربية أقرب اللغات السامية إلى اللغة السامية الأم التي انبثقت منها وتفرعت عنها اللغات السامية الأخرى. وإن شئت ملأت عليك هذه الصفحة بالمراجع التيتثبت هذا القول، إلا أني أنصحك، بما أنك تتقن الألمانية، بقراءة كتاب اللغات السامية لبروكلمان وكذلك كتب نولدكة اللغوية.
وللاستناس أذكر هنا رأي عالم عربي في الساميات هو الأب أنستاس ماري الكرملي (في كتابه نشوء اللغة العربية ونموها واكتمالها، صفحة 67) الذي يقول: "ولا تكون الكلمة العربية من العبرية أو الآرامية إلا إذا كانت تلك الكلمة خاصة بشؤون بني إرم أو بني إسرائيل. أما الألفاظ العامة المشتركة بين الساميين جميعا، فليس ثم فضل لغة على لغة".
فالقرابة اللغوية ليست إدخال لغة في ثنايا أخرى أخي الفاضل. القرابة اللغوية تكون ثابتة عندما يكون هنالك بين لغتين قرابة في أربع مجالات المجال الصوتي والصرفي والنحوي والمعجمي وأن تكون هنالك قوانين صوتية مضطردة (أي بدون شواذ) تحكمها الخ.
أما بالنسبة إلى سؤالك في الحور العين، فلي عودة إليه إن شاء الله، بعد الانتهاء من الأشغال الكثيرة، والتفرغ للبحث فيها.
حياك الله،
عبدالرحمن السليمان.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[01 - 11 - 2006, 11:54 م]ـ
أخي الفاضل الحسيني،
ورد في النسخة الالكترونية لمجلة شبيغل في تاريخ اليوم مقالاً عن خوري ألماني متقاعد يبلغ الثالثة والسبعين من العمر أحرق نفسه قرب كنيسة في مدينة ارفورت بسبب الانتشار المتزايد للإسلام، وكان هذا الخوري قد كتب رسالة وداع رفضت زوجته نشرها، فما رأيكم في هذا الخبر؟
http://www.spiegel.de/panorama/0,1518,445991,00.html
وهذا الخبر منقول عن موقع الجمعية الدولية للمترجمين العرب، من صياغة أختنا الفاضلة أم طارق مشرفة المنتدى العربي الألماني.
ـ[أنا البحر]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 05:24 ص]ـ
الأخت الفاضلة:
لا أنصحك بتغيير موضوعك, فالموضوع الذي أشرت إليه وهو المصطلح اللساني موضوع في غاية الأهمية, وكما ذكر الأستاذ فصيحويه نحن نعيش أزمة مصطلحات وبالأخص في مجال الدراسات اللساني, فأنت حين تقرأ في كتب من ألف في مجال اللسانيات تجد لكل منهم مصطلحاته التي يستخدمها ولا يستخدمها غيره.
هذا بناء على ما فهمته من كلمة "مصطلح" في عنوان موضوعك: (المصطلح اللساني) أي المصطلح العلمي في مجال الدراسات اللسانية.
أتمنى أن أفيدك أكثر لكني قليلة الزاد في هذا المجال.
واللسان القرآني جد متميز ولم يدرس بعد الدراسة اللائقة به مع احترامي للجميع، فهم قد درسوه من زاوية تفسيرية ـ وإن كان القرآن لا يحتاج لتفسير ولكن لتدبر ـ أو نحوية أو بلاغية.
الأخ الحسيني بل القرآن يحتاج إلى الجمع بين التفسير والتدبر, فكيف نتدبر القرآن وقد طغت العامية على المجتمعات وأصبحت بعض ألفاظ القرآن لا يفهمها البعض, بل إن بعضا من خريجي الجامعات لو سئل عن كثير من معاني القرآن لم يجب.
وأما بالنسبة إلى تطبيق النظريات الحديثة على القرآن الكريم فقد كفيت المؤونة بقول الأخ فصيحويه:
الحذر من تطبيق كل ما هب ودب من النظريات والدراسات الغربية على القرآن الكريم. قد نستفيد منها نعم، ولكن بعضها مبني على فلسفة غربية بحتة، وكل ما خمدت ثورة ظهرت ثورة أخرى كالبنيوية وغيرها.
بعض هذه النظريات تنظر للقرآن كنص جامد فيذهب جمال القرآن ويزول بريقه.
يجب أن يدرس القرآن الكريم ضمن دائرة الشريعة الإسلامية وضمن خصوصيته وقدسيته.
وبالإمكان تطبيق هذه النظريات على أحد النصوص الشعرية أو النثرية القديمة, أو الحديثة.
¥