ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 10 - 2002, 12:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر إخواني عن التأخر في الرد، فقد انشغلت قليلا، كما كنت قد بدأت كتابة موضوعات وأحببت أن أكملها أولا
مشرفنا الجديد عاشق الفصحى .. أشكر لك ردك الحكيم ... لكن محدثك عنيد:)
أخي الجهني ... أقدر كثيرا حرصك على الدين نظيفا خاليا من الشوائب .. وأعلم أن ما تفضلت به نابع من غيرتك على دينك وحبك له وميلك لكل ما هو نقي طاهر
ولكن أخي .. أرجو أن تسمع مني هذه الكلمات
إننا أخي الكريم لسنا بالمنغلقين الجامدين المتعصبين .. بل نحن نأخذ ما كان جيدا حتى وإن كان من أعدائنا .. انظر ألا نأخذ من الغرب الكافر مخترعاته؟ ألا نأخذ منه بعض علومه التي تأسست عندنا؟ ألم نترجم كثيرا من كتبه خاصة في مجال الأدب،وتسنمت تلك المترجمات ذرا أدبنا مع أنه زاخر بكل جميل؟ ألم يكن هذا التأثر قديما منذ العصور الأولى؟
ولكن لو تأملنا جيدا فهل سلم كل ما جاؤوا به وكان نقيا خالصا؟
مرادي ياأخي أن أقول إننا نأخذ الطيب ونذر الخبيث، نبحث عن الخير بحثا، ونترك الفاسد .. هذا حالنا مع أصدقائنا وأعدائنا .. حالنا مع المسلمين ومع الكافرين
أليس نبينا صلى الله عليه وآله وسلم هو القائل: الحكمة ضالة المؤمن، أينما وجدها فهو أحق بها ... أو كما قال عليه الصلاة والسلام
ومن سيد قطب؟ إنه مسلم جهر بالتوحيد، ونادى إلى تحكيم منهج الله في عصر حورب فيه الإسلام وأهله .. وهو إنسان يخطئ ويصيب
من الناس من يشتد خطؤه لكنه يبقى طي الكتمان وينال بين الناس حسن الصيت وعالي السمعة وباطنه سيء خبيث، ومنهم من يخطئ فتظهر أخطاؤه، وقد يعود ذلك إلى نوعية الخطأ نفسه
المهم أن سيدا بشر، وقد أخطأ .. لا ننكر ذلك
ولكن خطأه ذاك يجب ألا يمنعنا عن قراءة كتبه وأخذ ما ينفع منها
ثم ماذا سنأخذ منه؟ هل هو مفت أو قاض أو فقيه؟ لا يا أخي .. نعلم أن الظلال هو كما قال أخونا ليس تفسيرا بمعنى التفسير الذي نعرفه، قد يصنف ضمن التفسير بالرأي وهذا فعله وصنف فيه كبار علمائنا، ولكنه يظل كتابا جيدا مهما كان فيه من أخطاء، إن أردنا التفسير فنحن نعود إلى كتب أخرى لا شك، ويبقى هذا لمرحلة متأخرة
ترى .. هل قرأت شيئا منه يا أخي؟
أنا شخصيا كنت أسمع عن سيد قطب رحمه الله، وأسمع ثناء الناس عليه، ولكن لا شأن لي به ولا أعرف عنه شيئا،،،،، إلى أن حصلت على الظلال، قرأت منه ـ ولا أدعي أني قرأت الكثير ـ فلم أجد هوى يتبعه إلا هوى الإسلام، وشعرت أنه يحملني إلى آفاق أوسع وأجواء أكثر إيمانية ... شعرت أنني بالفعل أعيش مع القرآن وأتفيأ ظلاله الممتدة إلى بعيد ... إنه كتاب يستحق اسمه بالفعل ... (واقرأ الفقرة السابقة التي نقلتها) ... إنه كتاب صيغ بقلم كاتب أديب ونبض عاشق لهذا الدين، فاجتمعت الحسنيان، زل القلم مرة، وزاغ الفكر أخرى .. ولكن هذا لا يعني أن نلغي من ثقافتنا مثل هذا الكتاب .. إنه كما قال أخي عاشق الفصحى (إشراقات)
ثم هل أفهم من كلامك أخي أنه ما دام قد أخطأ، وما دام قد قيل فيه شيء فإن علي أن أحذف موضوعي هذا أو أن أمتنع عن الاقتباس من الكتاب؟
أما الحذف فهو بيدك إن أردت، أما الاقتباس من الكتاب فلا أظن أحدا سيستجيب إما لما تقدم من كلامك وكلامي وإما لأمر آخر يجعل الأعضاء يحجمون عن المشاركة وكنت أظنهم مشاركين بفعالية كما في موضوعات سابقة لي
ثم هل نمتنع عن القراءة له كليا؟
ألم تقل يا أخي وما أصدق المقولة: الحق لا يعرف بالرجال ولكن الرجال تعرف بالحق؟
فهل لأننا عرفنا أن سيدا فيه كذا وكذا فإننا نهمل كل ما كتب؟ ألا ترى أخي أن في هذا مخالفة وتناقضا مع العبارة الرائعة تلك؟ الحق يقول أن نقرأ له فما وافقنا أخذناه وما لم يوافقنا تركناه وحذرنا منه .. من الجزئية تلك لا من المؤلفات عامة .. وإن قال فيه أحد نثق به قولا فلا نأخذه على إطلاقه لأن الحق لا يعرف بالرجال، وكلنا خطاؤون، ولكن ليس فينا نحن المسلمين ـ من هو خطأ خالص مجسم
ثم إننا في منتدى الكتاب ومعظمنا من المتخصصين ويمكننا أن نعرض فقرات من الكتاب كما قلتُ، ونقوم بنقدها وتوضيح مكامن الخطأ فيها، أليس هذا أجدى لنا وللأمة من أن ندفن رؤوسنا ونمتنع عن النظر فيما كتب؟
¥