تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[آخر معارك الكتاب]

ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[14 - 10 - 2002, 09:43 ص]ـ

الكتاب أبسط واجمل وأعظم اختراع على مر العصور. وتبرزعظمته في بساطته المتناهيه وحجمه الصغير واحتوائه على كم متماسك من المعلومات المفهرسه. وكان اختراع الطباعة (على يد جوتنبرغ الألماني عام 1450) اقوى دفعة جعلت الكتاب حقا مشاعا وملكا ميسورا بعد أن كان نادرا ومحصورا وسرا من اسرار الحكماء ..

ولم يظهر أي منافس للكتاب حتى القرن العشرين - واستطاع بعضهم اقتطاع شيء من اهتمام الناس، فحين اخترع الراديو أبدى المثقفون قلقهم من تعلق الناس بالجهاز الجديد. وحين اختراع التلفزيون ظهرت نفس الصيحات، وحين انتشرت دور السينما ظن الجميع انها الضربة القاضية. وبظهور البث الفضائي ثم شبكة الانترنت سمعنا نفس الشكوى وذات النغمة!

@ ورغم عدم إنكارنا اقتطاع تلك الوسائل قسما من اهتمام الناس، ولكن بعد كل معركة يخرج الكتاب من "عنق الزجاجة" ويثبت انه الاول والافضل في مجاله. وحين سألت نفسى عن السبب في بقاء الكتاب على قيد الحياة (حتى الأن) وجدت مايلي:

1) أولا: بساطته المتناهية والتي لم تفلح اي تكنولوجيا في منافستها .. إذ يمكنك مثلا حمل الكتاب في جيبك او أخذه الى سريرك - أو حتى قراءته في رأس الجبل أو بطن الصحراء .. وفي المقابل لا تستطيع فعل ذلك مع الإنترنت أو الكمبيوتر أو التلفاز!

2) والكتاب زهيد الثمن بحيث يستطيع الجميع اقتناءه - وهو مهما غلا يبقى رخيصا مقارنة بما يحتويه من معلومات!

3) والكتاب أداة غير معقدة ولاتحتاج لمهارة خاصة (كبرامج الحاسب) ولايتطلب اي نوع من الصيانة (كالكمبيوتر).

4) وهو أطول عمراً - بحيث يتجاوز القرون، وسهل الفهرسة - بحيث تذهب للمعلومة مباشرة.

5) كما يتميز - لسبب ما - بخصوصية عاطفية وعلاقة حميمية لا نشعر بها مع التقنيات الحديثة .. اما غلبة النص فيه فتتيح للإنسان مجالا خصبا للتخيل وأقلمة الموضوع بالطريقة التي يراها ..

6) كما ان الكتاب متوفر في أي وقت وحسب ظروفك الخاصة .. بمعنى ان برامج التلفاز والراديو والوسائل الاخرى قد تأتي في وقت لا يناسبك ويفوتك متابعتها؛ بعكس الكتاب الذي قد ينتظرك لسنين واعوام.

@ ولكن رغم كل هذه المميزات (ورغم أهمية ان لا يناقض الكاتب نفسه في نفس الصفحة) إلا انني لا أستبعد هزيمة الكتاب الورقي في آخر معاركة. فالتطورات المتلاحقة لتكنولوجيا المعلومات اقتربت كثيرا من ميزات الكتاب الفذة. والعناصر الستة السابقة (التي ميزت الكتاب) بدأت تظهر بالتدريج ضمن تقنية المعلومات الحالية:

1) فبالنسبة للميزة الاولى (البساطة وسهولة التعامل) تتوفر حاليا "كتب الكترونية" بحجم الآلة الحاسبة يمكن حملها الى اي مكان.

2) اما بالنسبة للسعر فيعد الكتاب الالكتروني زهيدا مقارنة بما يحمله من معلومات (قد تتجاوز قريبا مكتبة الكونغرس بأكملها)!!

3) كما ستتميز الكتب الالكترونية بسهولة التشغيل والصيانة - وستعمل على ضوء الغرفة.

4) اما بالنسبة لتنظيم المعلومات وسهولة البحث فيتفوق الكتاب الالكتروني على الكتاب الورقي بمراحل؛ اذ يكفي مثلا ان تضغط على اي كلمة (مثل: اليابان) لتواجه بسيل من المعلومات المفصلة وقائمة بمئأت المراجع!

5) أما حجم الكتاب الإلكتروني الصغير وسهولة اخذه الى اي مكان فقد يوفران خصوصية حميمية بينه وبين القارئ - كالتي نشاهدها بين الأطفال وأجهزتهم الالكترونية ...

6) اما بالنسبة لتوفر المعلومة (حسب ظروفك أنت) فهي ايضا من ميزات الكتاب الالكتروني؛ فذاكرته الضخمة تتيح مراجعته في أي وقت - ناهيك عن قدرته على الاتصال بمراكز المعلومات وتجديد محتوياته دوريا ..

انا شخصياً لا استطيع الجزم بمصير الكتاب الورقي أمام التطور السريع لتقنية المعلومات - خصوصا أنني من الجيل الذي يتعامل مع الطرفين بنفس المهارة .. (مارأيك أنت!؟)

[هذه مقالة رائعة للأستاذ فهد الأحمدي (ابن طيبة) نشرت بالأمس القريب في جريدة الرياض ورأيتها مناسبة لمنتدانا الجديد]

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[12 - 12 - 2002, 11:57 م]ـ

أخي الكريم

مهما قيل عن منافسي الكتاب .. ومهما تحلوا به من مميزات السهولة والسرعة وصغر الحجم

يبقى للكتاب محبوه، وتبقى له خصوصيته، وتبقى له لذة جميلة لا تجدها في غيره ..

ولكن المشكلة في أبناء الجيل الجديد الذين سينشؤون مع الكتب الإلكترونية ويحبونها ولعلهم يزدرون الكتب الحقيقية

ولكن سيبقى الكتاب في نفوسنا وقلوبنا .. وواجبنا أن نربي الجيل الجديد على حب الكتاب دون تقليل من أثر المخترعات الحديثة وتوفيرها للوقت أحيانا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير