تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الكتاب .. هل اقتربت نهايته!؟]

ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[13 - 07 - 2004, 05:11 ص]ـ

الكتاب أقدم وأجمل وأعظم اختراع على مر العصور .. وتبرز عظمته في بساطته المتناهية وحجمه الصغير وفي نفس الوقت احتوائه على كم هائل من المعلومات المفهرسة والمتعة الفكرية .. وبعد انتشار المطابع في أوروبا (بعد اختراعها عام 1450م من قبل جوتنبرغ الألماني) نزل الكتاب من عليائه وأصبح حقاً شائعاً وملكاً ميسوراً بعد أن كان نادراً ومحصوراً وسراً من أسرار الحكماء.

وفي القرن العشرين ظهر منافسون أقوياء استطاعوا بالفعل اقتطاع قسم من اهتمام الناس بالكتب، فحين اخترع الراديو أبدى كثير من المثقفين قلقهم من تعلق الناس بالجهاز الجديد، وحين اخترع التلفزيون ظهرت نفس الصيحات، وحين انتشرت دور السينما ظن الجميع أنها الضربة القاضية - وسمعنا نفس الشيء بعد ظهور البث الفضائي وشبكة الانترنت .. ورغم عدم إنكارنا اقتطاع تلك الوسائل قسماً من اهتمام الناس، إلا انه في كل مرة يخرج الكتاب من "عنق الزجاجة" ويثبت أنه الأول والأفضل في مجاله.

وحين سألت نفسي عن السبب في بقاء الكتاب على قيد الحياة - حتى هذا الوقت - وجدت ما يلي:

1) أن الكتاب يتميز ببساطته البالغة التي لم تفلح أي تكنولوجيا في منافستها .. فالكتاب تستطيع حمله في جيبك أو تأخذه إلى سريرك أو تقرأه في أي بقعة نائية، وفي المقابل لا تستطيع فعل ذلك مع الكمبيوتر أو التلفاز أو الدش!!

2) والكتاب زهيد الثمن بحيث يمكن للجميع اقتناؤه - وهو مهما غلا يبقى رخيصاً مقارنة بما يحتويه من معلومات!

3) والكتاب أداة غير معقدة ولا يحتاج لمهارة تشغيلية خاصة كالكمبيوتر .. ولا يتطلب أي نوع من الصيانة.

4) وهو سهل التنظيم والفهرسة ويتيح الذهاب إلى المعلومة بشكل مباشر.

5) كما أن طبيعته النصية توفر لكل إنسان مجالاً خصباً للتخيل وأقلمة الموضوع بالطريقة التي يراها ..

5) كما أن طبيعته النصية توفر لكل انسان مجالاً خصباً للتخيل واقامة الموضوع بالطريقة التي يراها.

6) والكتاب متوفر في الوقت الذي ترغبه أنت - بمعنى أن برامج التلفاز والراديو والأجهزة الأخرى تأتي في وقت معين قد يفوتك موعدها، بعكس الكتاب الذي ينتظرك لسنين وسنين ..

كل هذه المميزات (التي يمكن اختصارها بالبساطة في التعامل والاقتناء والممارسة) جعلت الكتاب يكسب الجولة دائماً ويستعيد مكانته بعد كل معركة بسرعة كبيرة .. فرغم تقدم تكنولوجيا المعلومات لم تصل إلى "الحد الأدنى" الذي يميز الكتاب في كل شيء .. أضف لذلك ان خصوصية ورومانسية التعامل مفقودة بين الإنسان والآلة لم تتجاوز يوماً طبيعة اللقاء العابر أو لحظة الحاجة ..

ولكن رغم كل هذه الميزات أرى أن الكتاب معرض للخطر أمام التطورات المتتالية في تكنولوجيا المعلومات .. وإن أردنا مقارنة العناصر الستة السابقة (التي ميزت الكتاب) مع التكنولوجيا المتوفرة حالياً سنلاحظ أن الفجوة - والجفوة - تضيق باستمرار:

1) فبالنسبة للميزة الأولى (البساطة وسهولة التعامل) تتوفر حالياً كتب الكترونية (عبارة عن كمبيوترات مصغرة) بحجم الآلة الحاسبة يمكن حملها إلى أي مكان.

2) أما بالنسبة للسعر الزهيد فالكتاب الالكتروني مقارنة بما يحمله من معلومات (قد تتجاوز مكتبة الكونجرس بأكملها) يصبح أرخص كثيراً من الكتاب الورقي!!

3) كما يتميز الكتاب الالكتروني بسهولة التشغيل والصيانة - وسيعمل قريباً على ضوء الغرفة.

4) أما بالنسبة لتنظيم المعلومات وسهولة البحث فيتفوق الكتاب الالكتروني على الكتاب الورقي بمراحل - حيث يكفي الضغط على أي كلمة تمر بك (مثل: ايفرست) لتواجه بسيل من المعلومات المفصلة اضافة إلى قائمة بمئات المراجع!!

5) وحجم الكتاب الالكتروني الصغير وسهولة أخذة إلى أي مكان قد يوفر خصوصية وعلاقة حميمة بينه وبين القارئ كالتي ميزت الكتاب الورقي ..

6) أما بالنسبة لتوفر المعلومة (حسب ظروفك أنت) فهي أيضاً من مميزات الكتاب الالكتروني حيث يمكنك استعماله في أي وقت تشاء!!

قد لا توافقني الرأي .. ولكن هذه المرة يبدو أن نهاية الكتاب ستكون مؤكدة!!

(نص مقال للكاتب الرائع فهد الأحمدي في جريدة الرياض)

الأخوة الأعضاء هل توافقون الكاتب الكبير رأيه؟!

ـ[أبو سارة]ــــــــ[15 - 07 - 2004, 02:10 م]ـ

أستاذنا المنعنع عاشق الفصحى رعاه الله وسيّر على الخير خطاه

لا لا ثم لا ولا وألف لا، مهما بلغ الكتاب الإلكتروني فلن يحل محل الكتاب الحقيقي، وشتان مابين الثرى والثريا0

رغم ظهور جميع المخترعات التي ذكرها الكاتب، سيبقى الكتاب مميزا بأصالته 0

ربما يكون الكتاب الإلكتروني أسرع في البحث،فتستطيع من خلال البحث الوصول إلى المراد بسرعة وسهولة، ومن ثم تعود إلى الكتاب الأصلي لتقرأه، نعم أوافقك على هذا لاغير0

أما الكتاب، فقراءته ممتعة وتستطيع أن تجلس أي جلسة حتى وأنت على فراشك تتصفحه وتقرأه، أما الكتاب الإلكتروني فيلزمك بالجلوس أمام الحاسب مع ماتحمله هذه الجلسة من سآمة مع طول الجلوس، كما أن الكتاب يرافقك أينما ذهبت دون طلب (كهرباء) أو (شحن بطارية) بعكس الكتاب الإلكتروني، أضف إلى هذا مايتمتع به الكتاب من حواش تكتبها على طرفي الصفحة بخط يدك أو إشارات وتعليقات أو تعديلات تراها مهمة لما هو مكتوب في الصفحة0

بالنسبة لي، فاستعمالي للكتاب الإلكتروني تتوقف على البحث فقط أو قراءة صفحات قليلة جدا، ثم أعود للكتاب بعد معرفتي موضع ما أريد البحث عنه،ولا أبالغ حينما أقول أنني اشتريت كتبا ألكترونية قبل سنة أو سنتين ولم استعملها إلى الآن والسبب معرفتي المسبقة (للملل الألكتروني) 0

هذا رأيي المتوضع، والله تعالى أعلم وأحكم0

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير