[المرأة والرجل (ما لم يكتشفه العلم بعد ... )]
ـ[هيفاء العرب]ــــــــ[23 - 10 - 2002, 09:19 ص]ـ
أشكركم على هذا الموقع المميز الذي أرشدني إليه عاشق الخيمياء ...
هذه المقالة هي دراسة نقدية حول كتاب
"المرأة والرجل في مفهوم الايزوتيرك"
http://www.neelwafurat.com/abookstore/images/normal/80/80710.gif
http://www.esoteric-lebanon.org/[URL]
كتاب: "المرأة والرجل في مفهوم الايزوتيرك"
تتميز سلسلة علوم الايزوتيريك عن سواها بأنها تتخذ من الإنسان محوراً… ولا تعالج أي موضوع لا يفيد تطور الإنسان. وكتاب " المرأة والرجل في مفهوم الايزوتيريك " هو كتاب المرأة-الإنسان، والرجل-الإنسان في مسار التطور. فلكلمتيْ المرأة والرجل أبعاد تجعل الفكر يغوص عميقاً في كل ما كتب و يكتب عن علاقة هي في الأصل أساس بناء الحياة أولا والمجتمع ثانياً. خاصة أن واقع تلك العلاقة يضع المرأة في موقف غير متكافئ، تتنازعه الحيرة والأسى والشد العكسي. وهو واقع حال الجمعيات النسائية ولجان الدفاع عن حقوق المرأة اذ تخوض صراع التحرر، صراع المساواة الكاملة بين المرأة والرجل. فالمرأة التي كانت تمثل العنصر الضعيف على مر العصور (بحسب التاريخ الذي كتبه الرجل عنها) ما فتئت تطالب بحقوقها إلى حد الثورة على الرجل ومحاولة التسلط عليه، إن لم نقل الثأر منه أحيانا… والرجل من ناحيته، والذي كان يمثل الحاكم المطلق داخل العائلة وخارجها، بات يجد في المرأة منازعاً يهدد وجوده وسلطته وتاريخه. فهل المرأة محقة بثورتها للمطالبة بحقوقها إسوة بالرجل؟ وهل الرجل عادل في تصلبه؟ ولاسيما أننا وسط هذه الصراعات نشهد العائلة كمؤسسة تتضعضع أو تنهار وبالتالي تتصدع البنية التحتية للمجتمع.
الإجابة عن هذه الطروحات تستلزم الوعي في تحليل أسباب صراع المساواة بين الجنسين الذي زُرِعَت بذوره مع بدء التاريخ المكتوب، وتمتد جذوره في أعماق حاضرنا، ويكاد يهدد ظلامه مستقبل الأجيال الصاعدة من خلال تبادل الأدوار…فمرة الظالم هو الرجل ومرة المرأة، فتتفاقم سوء المعاملة ويعود العنف إلى الواجهة.
في خضم هذا الواقع المهين من جانب الرجل والمرأة معاً، ظهر كتاب "المرأة والرجل في مفهوم الايزوتيريك" (تأليف د. جوزيف مجدلاني - منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء) ملقياً بصيصاً من نور، من وعي ومعرفة وتخطيط وتصميم مستقبلي، ومن دون مفاضلة بين جنس وآخر. يسلط الكتاب الضوء في دقة وشفافية وحكمة على الإنطلاقة الأولى للمرأة والرجل معاً … تكرست أو بالأحرى تقدست بالمساواة التامة بينهما، والمساواة أساس العدل، عدل الخلق.
ويسترسل الكتاب " ناكشاً " ماضي باكورة البدايات وصولاً إلى الحاضر، ومنتهياً في المستقبل… واصفاً علاقة المرأة والرجل بالمقدسة. لان وجودهما هو الأقوى تقديساً لفعل الخلق!
يخبرنا الكتاب أن المرأة والرجل انطلقا معاً في مرحلة ما من مفهوم الإنسان كوجود، وهذا الوجود هو حقيقة وحدةٍ انعكست من الإنسان الكامل في رجل وامرأة، وهذا الانعكاس امتداد، والامتداد مساواة أطلقها النظام الكوني العادل الحكيم. فهو (أي الكتاب) " محاولة تتصدى لأعتق مشكلة في التاريخ، ألا وهي الثنائية " (على ما تذكر السيدة عايدة نصرالله الحلواني نائبة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية في مقدمتها للكتاب). لكن لماذا تهتم علوم الايزوتيريك بهذه المسالة؟ يجيبنا الكتاب نفسه بالقول إن " مهمة الايزوتيريك جلاء الغموض وإزالة الغبارعن كل ما يفيد الإنسان ويفتح وعيه. لان الايزوتيريك كما وصف البعض مؤلفاته هو" تاريخ وجود الإنسان وأصالته وإطلالة معرفته ونهج تطوره في الحاضر… نحو المستقبل البهي".
السر، كل السر يكمن في الوعي، لأنه المحور الذي يرسم بموجبه الإنسان دائرة وجوده ضمن مسار التطور والارتقاء صعداً نحو الأصل، نحو الوحدة الأولى، نقطة الانطلاق والهدف في آن واحد. "والصعود هو الاسم الروحي للتطور" على ما يذكر الأب يوسف يمين في مقدمته للكتاب. يبدأ الكتاب بالقول "اكثر ما يلفت الانتباه في واقع مجتمعنا هو التمييز المجحف بين المرأة والرجل… واكثر ما يلفت الانتباه على مسار الباطن الإنساني - الايزوتيريك، هو تساويهما اللأساسي".
¥