تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المنظومة النحوية – للخليل بن أحمد الفراهيدي التعريف بها وتحقيق نسبتها (4)]

ـ[يوسف الراجحي]ــــــــ[04 - 08 - 2002, 12:11 ص]ـ

ان كتب التراجم تشير الى ان النضر بن شميل بن مالك بن عمرو التميمي النحوي البصري الثقة كان من تلاميذ الخليل (23)، بل ان بعض الكتب تشير الى انه كان من أصحاب الخليل (24) أما عن وفاته فيقول ابن خلكان (25) عنه "وتوفي في سلخ ذي الحجة سنة اربع ومئتين وقيل في اولها وقيل سنة ثلاث ومئتين بمدينة مرو من بلاد خراسان" والنظر القريب والمقارنة يؤكدان ذلك التقارب الشديد بين وفاة قطرب (206/هـ) ووفاة النضر بين شميل (204هـ) اي ليس بينهما سوى عامين فقط بالنسبة لتاريخ الوفاة. ولم تذكر كتب التراجم عن الأول انه تتلمذ او قابل الخليل، والثاني ذكر عنه انه تتلمذ على يد الخليل وكان صديقا له والسؤال الذي يواجهنا بشدة هو هل يمكن ان يكون العامان فرقا زمنيا كبيرا الى هذا الحد الذي يجعل النضر بن شميل تلميذا للخليل وصديقا له، ويجعل تطربا بعيدا عن الخليل فلا صداقة ولا ذكر ولا معرفة اطلاقا؟ اعتقد ان العامين ليس لهما هذا التأثير الكبير، وانما لابد من وجود شيء ما جعل المؤرخين يقفون من تطرب موقفا سلبيا بصمتهم عن تلك العلاقة بين الخليل وتطرب وخاصة اذا تأملنا ما يلي:

(أ) امتلأت كتب التراجم والتاريخ عن ان سيبويه قد تتلمذ عل يد الخليل وأن الاول كان أنجب تلاميذه على الاطلاق وعلى ما تذكره كتب التراجم توفي سيبويه عام 161161 هـ أو 177 هـ (26) ,,,, الخ وقيل غير ذلك. اي كانت وفاته قبل الخليل (وهو مستبعد) او بعد الخليل بزمن يسير (وهو الاقرب الى المنطق) وذكرت الكتب ايضا ان قطربا كان يبكر الى سيبويه قبل حضور احد من تلاميذه فقال له "ما أنت الا قطرب ليل فبقى عليه هذا اللقب" (27).

واستمرار قطرب في التبكير الى سيبويه يحتاج الى زمن ليس بالقليل حتى يشعر به سيبويه ويطلق عليه هذا اللقب، وهذا يدل ايضا على حرص تقرب على تحصيل العلم منذ صغر سنه اذا اضفنا الى ذلك وجود تطرب في بصرة الخليل حيث كان الخليل مل ء العين والسمع فلنا ان نتخيل سعي قطرب للاخذ من علم الخليل وان الخليل كان عالما به عارفا اياه، وان ذكر الخليل لقطرب ليس مستغربا.

(ب) والخليل نفسه ذكر سيبويه في نص من نصوصه التي نسبت اليه محققة، فقد ورد في كتاب الجمل في النحو (28) تصنيف الخليل بن احمد الفراهيدي في باب جمل الواوات عندما كان الخليل يتكلم عن واو الاقحام وذكر قول الله تعالى (29): (ان الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله) ان معناه:

يصدون، والوار فيه اقحام. قال الخليل: "ومثله قول الله عز وجل (30): (فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا) معناه: ناديناه والوار حشو على ما ذكر سيبويه النحوي هكذا ذكر الخليل تلميذه سيبويه (31) ونسب رأيا له ولا ضير في ان يذكر الاستاذ تلميذه، ولهذا فذكر الخليل لتطرب لا يدعو الى الدهشة اذا تأكد لنا حرص تطرب عل العلم والتبكير اليه وشففه به فليس من المعقول ان يعيش بالبصرة في تلك الفترة ولا يقابل الخليل او لا يأخذ منه شفافة ولهذا نجد ابن خلكان يقول عن قطرب انه "اخذ الادب عن سيبويه وعن جماعة من العلماء البصريين " (32) ترى من هم هؤلاء العلماء؟ لا ندري!! وايضا لا ندري لم سر هذا التجاهل لتلك العلاقة

العلمية المنطقية، واذا كان ابو محمد اليزيدي بن المغيرة العدوي قد توفي متزامنا مع تطرب كما يذكر ابن خلكان سنة 202 هـ (33) ولكنه "أخذ عن الخليل من اللغة امرا عظيما وكتب عنه العروض في ابتداء وضعه له (34)، اقول اذا كان "اليزيدي" تتلمذ على يد الخليل واخذ عنه من اللغة امرا عظيما، بل عاش معه فترة اكتشافه لعلم العروض، وكانت وفاته متزامنة مع قطرب. أفلا يكون الأمر مثيرا ان تجاهلت كتب التراجم شأن تلك العلاقة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير