[العدوان على العربية .. عدوان على الإسلام]
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[05 - 08 - 2004, 12:03 ص]ـ
العدوان على العربية عدوان على الإسلام!
كتاب: عبدالرحمن رأفت الباشا
يدرك أعداء الإسلام مكانة اللغة العربية .. وعاء الدين الإسلامي ومستودع حضارة المسلمين وخزانة تراثهم الروحي والعقلي، وحيوية دورها في إرساء دعائم الوحدة العربية المنشودة، ومن ثم يعملون على استعباد العقول بإضعاف اللغة العربية وتوسيع الهوة بين الشعوب المسلمة وماضيها، الأمر الذي يفرض على القائمين على أمر اللغة، وكذلك الآباء والمربين ضرورة حفظ اللغة العربية من التراجع أو الاندثار وإنعاشها بجعلها لغة التعليم ولغة التعامل في جميع المراحل والأعمار.
قال الثعالبي: من أحب الله تعالي أحب رسوله (صلى الله عليه وسلم) ومن أحب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحب العرب، ومن أحب العرب أحب العربية التي نزل بها أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب، ومن أحب العربية عني بها وثابر عليها وصرف همته إليها وانطلاقا من هذا الحب وإظهار ا لهذا الاعتناء بلغتنا كان عرضنا لهذا الكتيب الصغير في الحجم، إلا أنه كبير المضمون وعظيم الفائدة، إذ يعد هذا الكتاب العدوان على العربية عدوان على الإسلام خطوة في طريق الدفاع عن اللغة العربية.
ومؤلف هذا الكتاب هو الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا وهو أديب مسلم متميز, شارك في العديد من المؤتمرات والندوات للدفاع عن اللغة العربية وله مؤلفات ذات بصمة واضحة في عالم الفكر والأدب، ومن أشهر كتبه: صور من حياة الصحابة، والعدوان على العربية عدوان على الإسلام، وهو الكتاب الذي بين أيدينا.
يتميز الكتاب بصغر حجمه إذا لا يتعدى الستين صفحة، مشكول الكلمات، جزل اللفظ موضوعي التناول إذ يحتوي على حقائق تاريخية ونقول موثقة، تحدث المؤلف في النقاط الآتية:
-قيمة اللغة في حفظ كيان الأمم.
- العدوان علي لغة القرآن.
- لغتنا ليست ملكا لشعب بعينه.
- تفرد لغتنا وتميزها.
- حق أبنائها علينا.
قيمة اللغة في حفظ كيان الأمم
يتحدث المؤلف هنا عن قيمة اللغة عموما وأهميتها وكيف عرف الأسلاف ذلك القدر فجاهدوا من أجل الحفاظ عليها وأراقوا على عتباتها نور عيونهم ليحفظوها بالتدوين، ولم لا؟ أو ليست هي لغتنا التي حفظت علينا شخصيتنا عبر التاريخ؟ وربطت شعوب أمتنا برباطها الوثيق؟ فهي الحصن الذي لاذ به العرب طوال خمسة عشر قرنا، فصان كيانهم وحفظ شملهم ووحد كلمتهم، وهي فوق ذلك لغة قرآننا العظيم، ووعاء ديننا القويم ومستودع حضارتنا الزاهرة وخزانة تراثنا الروحي والعقلي.
ويواصل المؤلف قائلا: وهذا ليس أمرا خاصا بلغتنا وإنما هو شأن كل اللغات جميعا.
ويذكر المؤلف كيف توحدت ألمانيا، وكيف كانت إلى القرن التاسع عشر مقاطعات متفرقة إلى أن شعر قادة الفكر في ألمانيا، بقدرة اللغة علي جمع الأشتات وتوحيد الأصوات، وكيف قام هردر في النصف الثاني من القرن الثامن عشر ينادي بأن اللغة هي الأساس الذي ترسي عليه دعائم الوحدة.
ويشير المؤلف إلي أن أدباء هذه الحركة قاموا بلفت نظر المقاطعات الألمانية وشعوبها إلى مآثر أسلافهم ونسجوا حول ذلك قصصا رائعة هوت إليها أفئدتهم، مما مهد الطريق أمام بسمارك " لتعبئة الشعور القومي ودفع الأمة الألمانية " نحو الوحدة الكبرى التي تمت على يديه.
ويري المؤلف في أيرلندا مثلا أعظم من ألمانيا وتأثير اللغة في لم شملهم وجمع شتاتهم وكيف قام كرومويل القائد الإنجليزي بإعمال السيف في رقابهم -- وقد كانت بريطانية تحتل أيرلندا -- وباع ما يزيد علي عشرين ألف ا من شبابهم عبيدا في أمريكا، وحاول محو شخصية الأيرلنديين بالقضاء علي لغتهم حتى تم له ذلك أو كاد.
ويذكر المؤلف كيف استطاعت أيضا اللغة العودة بأيرلندا بعدما وصلت إليه من الاندثار في الكيان البريطاني، وكيف قام أديبهم ببعث لغتهم من مواتهم، فلما استقلت أيرلندا قدر المواطنون دوره فكان أول رئيس لجمهورية أيرلندا ذلك المعلم الأديب الرئيس هو ديفاليرا.
العدوان على لغة القرآن
¥