تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ذاكرة الأطفال الذين لم يولدوا بعد]

ـ[عفت بركات]ــــــــ[08 - 11 - 2004, 10:36 م]ـ

::: قراءة / عفت بركات

بعد ربع قرن بماذا أجيب أبنائي - الذين لم يولدوا بعد - إذا وضعوني تحت مجهر المساءلة فى ليل من لياليهم الكئيبة، و إذا ما فجَّر أصغرهم سؤاله لماذا أذعن جيلكم لإبادة الشعب الفلسطيني؟ و كيف تخاذلتم تجاه العراق و شعبه؟ و هل في إمكاننا الانتباه - قبل فوات الأوان - إلى أن مصر تمثل هدفا رئيسيا للمغول الجدد، مثلما مثلت مطمعا للمغول القدامى بعد تدمير العراق و الشام، ذلك لأن سياسة خنق مصر و تحديدها باتت فاشلة و هو ما يعني وضعها في سيناريو سياسة بديلة أكثر تأثيرا إلى حدٍ كبير، قدرنا الحقيقي أن نفهم دون الاتكاء على راعٍ غير نزيه، يرضعنا الفهم بمعرفته و ليس أمامي ما أقوله لأبنائي إلا: " ثقوا بدمكم ".

هكذا بدأ " محمد حسن عبد الحافظ " أوراقه السياسية التي ضمنها كتابه " ذاكرة لأطفال لم يولدوا بعد " و الذي يضم أربع فصول لعددٍ من القضايا العربية الملتهبة. و التي بدأ كتابتها مع حلول عام 1995 وواصل كتابتها على نحوٍ متقطع حتى أكتوبر 2002م، ليطرح علينا الأوضاع التي استطاع رصدها عبر سيناريو الذاكرة.

مشهد أول:

حول جدلية الترانسفير و الاستيطان - فى مخطط صهينة فلسطين - عرض المؤلف تصور" د./ اسرائيل شاحاك " المعادي للصهيونية: أن الفلسطينيين مقصرون جدا فيما يتعلق بالتوثيق حول مسألة الترانسفير، بالإضافة إلى تقصير البحث السياسي و الإستراتيجي العربي تجاه تحليل هذه المسألة،و كشف علاقاتها المركبة بالعناصر الأخرى في منظومة العمل الصهيوني، لا سيما مسألة الاستيطان خلال ما يزيد عن قرنٍ كاملٍ من الزمان. و يتجاوز الحلم الصهيوني مداد اللافتة التي تنطوي عليها اللوحة المرفوعة على مبنى الكنيست الإسرائيلي " حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل"، و التي تحيل مباشرةً إلى مشروع إسرائيل الكبرى، الذي يعني المضي فى تطبيق سياستها (التي استهدفت الأرض العربية) كى تزرع المستوطنات الصهيونية فوقها تماما مثل زراعة الألغام؛ لاستيعاب الهجرات اليهودية التي تحققت و تشجع التي لم تتحقق، و على الجانب الآخر تنفي مسألة الحدود من الذهنية العربية وفقا لمنطق مغاير بالطبع، و يعتمد على المبدأ العربي القائل: بأن أساس الصراع بين الوطن العربي و الكيان الصهيوني، هو صراع و جود و ليس صراع حدود، وفقا للتصور الصهيوني حيث أصر قادة إسرائيل على تصفية القضية الفلسطينية أصلا، عبر طرد الفلسطينيين و توطين اليهود المهاجرين محلهم، لأن فلسطين بأسرها لن تكفي لاستيعاب سكان إسرائيل الجدد الذين تحلم بهم و تنتظرهم.

و من ثم: فإن الأردن و سوريا و مصر، برغم المستجدات أو إمكانات التسوية التي طرحت بين إسرائيل و بعض الأطراف العربية، تدخل في دائرة التوسع المخطط له سلفا، و من ثم فإن الهجرة و الطرد و السطو على الأرض و الاستيطان و التهويد، تشكل جميعا: عناصر التجسيد - العملي الصهيونية - التي تعني بالنسبة إلى الشعب العربي في فلسطين، تهويد فلسطين، و اقتلاع شعبها وتدمير بيئته الاجتماعية،

و تواصله الحضاري بينما تعني يهودية اليهودي كما طرحها " بن جوريون ": لا تكتمل إلا بهجرته إلى إسرائيل،لذا فإن صعود معدلات الزيادة السنوية للعرب في فلسطين،مقابل معدلات الزيادة السنوية الضعيفة لليهود، إضافة إلى الهجرة المعاكسة لليهود من دولة الاحتلال، يخيف قادة إسرائيل و يشكل كابوسا يثقل كاهلهم.

و يؤكد المؤلف: أن إيديولوجيا الإرهاب الصهيوني موجه ضد المحيط العربي إجمالا، و الدليل أن الترسانة العسكرية الإسرائيلية تم بناؤها على أساس التفوق على القوى العسكرية العربية المجتمعة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير