[شيخ الإسلام والبلاغة]
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[13 - 03 - 2003, 05:28 م]ـ
من يتأمل أساطين البلاغة وأعلامها لا يسعه إلا الإذعان بغلبة رجالات المعتزلة والأشاعرة على هذا الفن
والسلفي الوحيد الذي تعارف الدارسون على كونه واحداً من علماء النقد والبلاغة
هو الإمام ابن قتيبة
من هنا تكمن أهمية هذا البحث
هذا جزء من مقدمة كتاب الباحث إبراهيم منصور التركي
البحث البلاغي عند ابن تيمية
دراسة وتقويماً
وهو من منشورات نادي القصيم الأدبي، وفي الأصل أطروحة علمية نال بها الباحث درجة الماجستير
والبحث يشخص ـ كما يقول الباحث ـ موقف علم من أعلام المنهج السلفي ـ هو الإمام ابن تيمية ـ من بعض الملحوظات البلاغية ويعرض تصوره حيالها
وهو ما سيسهم في كشف موقف النهج السلفي من بعض أدوات البلاغة وإجراءاتها
وسيتيح معرفة وجوه الاتفاق والافتراق بين رؤية السلف ورؤى مخالفيهم من المعتزلة والأشاعرة حيال بعض القضايا اللغوية.
انتهى كلامه.
لعلي شوقتكم إلى قراءته، ودمتم طيبين.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[21 - 03 - 2003, 04:30 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا عاشق الفصحى
شيخ الإسلام رجل عبقري قل من يغوص على المعاني كغوصه فلله دره ما أبعد غوره، وأدق مأخذه وتناوله للمعاني.
ولكن يا أخي الكريم: أخشى ما أخشاه أننا من شدة حبنا لهذا العَلَم الكبير، جعلناه بارعاً في كل شيء، فهو نحوي أنحىمن سيبويه! وهو بلاغي أبلغ من الجرجاني! وإذا استمعت إليه وهو يتكلم في علم قلت لا يحسن غيره. وفي هذا نوع من المجازفة، وليست المشاركة القليلة هنا وهناك في بعض العلوم تجعل من الرجل عالماً مقتصراً ومتخصصاً في هذا العلم.
فنحن الآن نأتي إلى ابن تيمية مثلاً فنجمع المسائل التي ناقش فيها مسائل بلاغية في مختلف مؤلفاته، ثم نجمعها في مكان واحد، فيصبح لدينا كتاب في البلاغة، فالمادة لابن تيمية (والتجميع) محلي!! فهل هذا مُسلَّم؟ أحب سماع رأيك.
لا أنكر أنه قد يكون له آراء رائعة ولكن هل يعد مختصاً بذاك العلم؟ له في التفسير كلام كثير أكثر من كلامه في البلاغة، بل إن حديثه في البلاغة كان يأتي في سياق تفسيره لبعض الآيات، وبالرغم من ذلك فقد ندم ابن تيمية على أنه لم يشتغل بالتفسير وقتاً أطول. فالعلم الذي غلب عليه هو العقيدة وتقريرها والدفاع عنها والرد والمناقشة.
أنتظر رأيك أخي الحبيب وفقك الله ولا تؤاخذني على ركاكة أسلوبي فلعلي أن أطوره بمحاورتك.
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[21 - 03 - 2003, 07:52 ص]ـ
مما لاشك فيه أنّ ابن تيمية ليس عالما متخصصاً في اللغة وعلومها
لكنه عالم موسوعي له ملحوظات لغوية وبلاغية
وأراك بالغت وجانبت الصواب بقولك:
"جعلناه بارعاً في كل شيء، فهو نحوي أنحىمن سيبويه! وهو بلاغي أبلغ من الجرجاني! "
فلم يقل أحد بذلك سواك
بل ذكرتُ كما ذكر المؤلف أنّ له وقفات بلاغية مع بعض بعض الملحوظات البلاغية
وكذا الملحوظات النحوية
فهو إذاً ليس واضعاً أو مقرراً لغويا
وإنما عالم موسوعة إذا صحَّ التعبيروله ملحوظات وتطبيقات
أرجو أن يكون الأمر واضح، وألا نتحسس إذا ما تُكلم عن عالم سلفي
بينما هناك دراسات مشابهة لعلماء آخرين غير سلفيين وغير مختصين لم تجابه بمثل كلامك وما ذكرته من عبارات تشنجية لا توافق الواقع الذي بينته باختصار
ـ[ابن هشام]ــــــــ[21 - 03 - 2003, 01:25 م]ـ
حياك الله يا أخي الكريم
وليس هناك تشنج أبداً بل أنا من أكثر الناس حباً لهذا الرجل وأسأل الله أن ينفعنا بعلمه.
بارك الله فيك.
ـ[ابن العربي]ــــــــ[13 - 06 - 2003, 01:12 م]ـ
يا أخي ابن هشام أحسنت و ما أحسنت، أحسنت في بعض و ما أحسنت في بعض آخر ..
و المفترض أن تعقيب عاشق الفصحى يكفي، لكني أقول لك:
هل يلزم يا أخي أن يكون الرجل مصنفا حتى يكون عالما بالفن؟
ما هي الطرائق التي من خلالها يمكن معرفة معرفة الشخص بعلم ما؟
ألست معي أخي الكريم أن المشاركات المتميزة في المسائل المستصعبة من عالم ما في فن ما دليل إتقان و معرفة بالصنعة؟
ألا ترى يا أخي أن ابن هشام شيخك النحوي استدل بابن تيمية في مسألة نحوية عويصة في الشذور و هذا نظير ما نحن نتكلم فيه؟
فابن تيمية لم يتفرغ للكتابة في النحو لا عجزا عن ذلك و لا لقلة بضاعته بل هو الإمام المكتمل الأدوات، الذي جمع آلات الاجتهاد بإتقان؟
و للعلم أخي الكريم كل فقهاء الشريعة حين يتعلمون علوم الآلة إنما يتعلمونها كأدوات توصلهم للمطلبوب و هو فهم أحكام الله من كتابه و سنة نبيه، فهي ليست مقصودة بالتعلم، و قد يوجد منهم من صنف في تلك الآلات و فيهم و هم الأكثر من لم يصنف، و هذا غير دافع عنهم الإتقان و المعرفة بتلك العلوم، فتنبه.