تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كتب محترقة، تستنجد غيرتنا العربية!]

ـ[أبو سارة]ــــــــ[30 - 06 - 2003, 02:32 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في بداية دخول عصر الطباعة وطبع المخطوطات كان المهتمون بالعلوم يسعون لنشر ما أمكنهم نشره من الكتب العربية التي نراها اليوم على أرفف المكتبات وفي دور الكتب وغيرها، وهي تمثل المراجع الرئيسة لعلومنا العربية وهي مصادر هامة يرجع الباحثون إليها في دراساتهم وبحوثهم، كان هذا في بداية الطباعة ودخولها حياة الناس 0

وعشاق الكتب يحفطون أسماء الأعلام الذين كانت لهم همم عالية في نشر الكتب مثل عبد السلام هارون ومحمود شاكر وأحمد شاكر وغيرهم من تلك النخبة النادرة رحمهم الله جميعا رحمهم الله وجزاهم عنا كل خير،وليت زماننا يجود بمثلهم 00ولكن هيهات

أما اليوم فالمذهب التجاري هو السائد،حتى أننا نجد دار نشر تسرق كتابا وتعيد طبعه متجاهلة حقوق المحقق أو الناشر الأول والهدف تجاري بحت،بل أصحبت دور النشر لاتنشر إلا الكتب ذات المردود المادي فحسب، ونظرة لمعارض الكتب تبرهن على هذه الظاهرة السيئة، أما كتب الأصول التي تستحق النشر والطبع فما زال أكثرها يشتكي حبس المخطوطات وهاجس النسيان0

وهذه بعض الشواهد لبعض الكتب التي لم تر النور رغم أهميتها وحاجة القراء إليها،فهذه ألفية ابن مالك رغم نشر كثير من شروحها إلا أن أهم شرح لها لم ينشر الى الآن وهو شرح الإمام الشاطبي صاحب كتاب الموافقات الشهير، وأيضا كتاب "التسهيل" في النحو لإبن مالك، نشرت كثير من شروحه إلا أن أضخم وأهم شرح لم ينشر الى الآن وهو شرح أبي حيان الموسوم " التذييل والتكميل"0

والأسوأ من هذا أن كتاب سيبويه " الكتاب" والذي يطلق عليه قرآن النحو، لم ينشر أهم شروحه وهو شرح أبي سعيد السيرافي، وكذلك كتاب " الحجة في القراءات السبع"لأبي على الفارسي لم ينشر الى الآن رغم مايحويه من فوائد لغوية ونحوية واشتقاق ولهجات القبائل وغيرها0

هذا في علوم اللغة فحسب، أما في المجالات الأخرى كالتاريخ والتفسير وغيرها فحدث ولاحرج0

لقد طرق العلماء العرب كثير من الفنون وكتبوا فيها وأبدعوا أيما إبداع، ولا تزال هذه الإبداعات رهينة أرفف المخطوطات المهددة بالضياع أو الإهمال إن لم تنتشلها سواعد الغيورين وتخرجها من ظلام المخطوطات الى نور النشر0

في الحقيقة أن هذا التجاهل لنشر هذه الكتب المهمة يعتبر مؤشرا خطيرا في الحقب القادمة،لأنهم سيكونون أقل حظا من معاصرينا بلا شك، وليت شعري ماهو عمل دور النشر الجامعية أن لم تكن هذه وظيفتها الأولى0

هل هذا تقاعس ولا مبالاة من القابعين في المراكز العلمية المتقدمة؟

أم هو خذلان أصحاب دور النشر ممن يلهثون وراء المادة فحسب؟

في الحقيقة لا أدري

إن صاحب دار النشر سيذهب يوما ما، وستنتقل ثروته وماله الى آخرين وكما قال الرندي في رثاء الأندلس:

أين الملوك ذوي التيجان من يمن*****واين منهم اكاليل وتيجان

وأين ماشاده شداد من ارمن ***** وأين ما ساسه في الفرس ساسان

واين ماحازه قارون من ذهب *****واين عاد وشداد وقحطان

اتى على الكل أمر لا مرد له ***** حتى قضوا فكأن القوم ماكانوا

وصار ما كان من ملكٌ وملكٍ***** كما حكا عن خيال الطيف وسنان

بل أينهم مما ذكره التاريخ أن هرما بن سنان ممدوح زهير لما أكثر زهير من مدحه كان يكثر له العطاء مقابل ذلك المدح، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لبعض ولد زهير: مافعلت الحلل التي كسا هرم بها زهيرا أباكم؟ قال أبلاها الدهر0 قال عمر: لكن الحلل التي كساها أبوكم هرما لم يبلها الدهر، لقد فنى ما أعطاكم وبقى ما أعطيتموه0

فلو كتب صاحب دار النشر اسمه على الكتاب مشيرا الى عمله في نشره لنال شيئا من حلل زهير!

ولكم أجمل تحياتي وأزكاها

ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[30 - 06 - 2003, 08:56 م]ـ

نعم، أحسنت يأخي بطرحك لهذا الموضوع

وكأنك تقرأ ما في نفسي ونفوس كثيرين من الغيورين والحريصين على لغتهم

أتدري يأخي بأن شرح السيرافي لكتاب سيبويه قد اكتمل تحقيقه

وعلى يد من؟

على يد أساتذة كبار في النحو

ولكن للأسف لم يتم نشره حتى الآن

والمصيبة أنّ مركز صالح كامل بالقاهرة عقد صفقة (صفعة للعلم وأهله)

هذه الصفقة تخوله بتصوير الرسائل العلمية في جامعة الأزهر لمن أراد

ولكن بسعر (تظنون زهيد تقديراً للعلم وأهله، كلا!!!!) مرتفع جداً

الصفحة الواحدة بجنيهين: confused:

ومن ضمن الرسائل: الرسائل التي قام أصحابها بتحقيق شرح السيرافي

فما رأيك في هذا التكريم: (: (

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[06 - 07 - 2003, 11:09 م]ـ

نعم .. هو العلم تجارة كسائر أهمالنا وأخلاقنا وحياتنا التي صارت كلها تجارة في تجارة

أتذكر في مثل هذه الحالات شكوى المنفلوطي من المحسنين

فهم ينفقون الكثير ـ أو يصير كثيرا إن ضم بعضه إلى بعض ـ ولكنهم ينفقونه في غير موضعه

أفلا يعلم أهل المال وأهل الإحسان أن العلم الذي ينتفع به أكبر وجه من أوجه الخير وأقل ما يُحتفل به الآن؟

والمؤسسات الإسلامية الكبيرة نرجو منها الخير كمجمع الملك فهد مثلا

ومن العلماء الأفاضل أن يجدوا لتحقيق المخطوطات وإخراج نفائس العلم لأمتنا

قبل أن تصبح نهبا وعرضة للسرقة باسم التجارة أو ربما باسم الحرية كما يحدث في هذه الأيام، وقبل أن يفقد أبناؤنا قدرتهم على قراءة لغتهم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير