[من بطون الكتب]
ـ[أبو سارة]ــــــــ[23 - 04 - 2005, 05:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في حديثي مع الصغار واليافعين من أبنائي و أقاربي ومن ألتقي معهم، أُمثّل لهم الإنسان بـ (الكشكول الجديد) الذي لم يكتب به شيء،وأن عقل الإنسان كهذا الكشكول يولد الإنسان وليس به شيء، والكشكول عندما تقيد به المعلومات والمعارف يمتلئ بأشياء جميلة تسر عين الناظر إليها كلما أعاد القراءة،فنجده يدقق في هذه المعلومة،ويحاول فهم هذه المسألة،ويكرر هذا البيت لحفظه،وهكذا، فهو مشغول في شيء يستحق الشغل،أما الكشكول الذي ليس به شيء، فلا أحد يأبه به، لأنه فارغ من كل شيء، فليس له قيمة عند صغير أو كبير،والإنسان ماهو إلا بين هذين الأمرين لاغير، وكل يضع نفسه بالخانة التي يرتضيها ويحب أن يراه الآخرون فيها0
هذا ما أقوله لصغار السن أملا أن أزرع في عقولهم الندية معلومة قد يفتح الله لها بابا في سلوك طريق العلم والمعرفة،وقد ينتفع بها الكبار أيضا،ولا أدري أين قرأت عن أحد الملوك أو الأمراء أنه إذا حزبه أمر، فر إلى أطفاله ليعرض عليهم ما أشكل عليه من الأمر ثم يأخذ برأيهم!
أعود إلى الموضوع فأقول: الكتب هي أساس العلم والمعرفة،لأنها مستودع العلوم،وكما يقال: لايخلو كتاب من فائدة،يقول الشاعر:
العلم صيد والكتابة قيده ... قيّد صيودك بالحبال الواثقة
وبطون الكتب، إنما هي حبلى من تلقيح عقول وأفهام العلماء لها، ونظرا لكثرة الكتب،ولكثرة الفوائد المبثوثة بين طياتها،فقد رأيت أن أنقل لكم من كل بستان زهرة، وأن أشير إلى الكتاب واسم مؤلفه،وأرجو من الإخوة والأخوات تصويب ماهو بحاجة إلى تصويب،لأن الخطأ وارد 0
1:
قال محمد بن أحمد بن طباطبا العلوي: من الأبيات التي زادت قريحة قائليها على عقولهم، قول جرير:
هذا ابن عمي في دمشق خليفة ... لو شئت ساقكم إليّ قطينا
فقيل له: يا أبا حزرة لم تصنع شيئا! عجزت أن تفخر بقومك حتى تعديت إلى ذكر الخلفاء! فقال له عبدالملك:مازدت أن جعلتني شرطيا لك، أما لو قلت: لو شاء ساقكم إلي قطينا، لسقتهم إليك عن آخرهم0
وكقوله (أي جرير):
يابشر حق لوجهك التبشير ... هلا غضبت لنا وأنت أمير
قد كان نولك أن تقول لبارق ... يا آل بارق فيم سُب جرير!
فقال بشر: أما وجد ابن المراغة رسولا غيري؟
* نقلا عن كتاب: الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء –للمرزباني المتوفى سنة 384هـ0
يتبع إن شاء الله،،،
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 02:02 ص]ـ
شكراً على هذا الانتقاء الإبداعي
لك ألف تحية وتحية أيها المنتقي المبدع
ـ[أبو سارة]ــــــــ[13 - 05 - 2005, 06:50 ص]ـ
أستاذي الكريم:جزاك الله خيرا0
=================================
(2):
قدم النابغة الجعدي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنشده شعره الذي يقول فيه:
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال له صلى الله عليه وسلم:إلي أين يا أبا ليلى؟
فقال: إلى الجنة يارسول الله بك 0
قال النبي صلى الله عليه وسلم: إلى الجنة إن شاء الله0
فلما بلغ قوله:
ولاخير في حلم إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولاخير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر صدرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لايفض الله فاك، فعاش مائة وثلاثين سنة لم تنقص منه ثنية0
عن – حلية النوادر0
ـ[المستبدة]ــــــــ[13 - 05 - 2005, 11:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا ..
درر هذا الذي نقلت، وفقكم الله ..
أما المشاركة الأخيرة فسبحان الله
الأسبوع الماضي كنّا نقف في محاضرة النقد
على قول النابغة ..
فاللهم صل وسلم على سيدنا وحبيبنا المصطفى
وعلى أله وصحبه الكرام ..
ما أجمل وأطهر مجلسه صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي ..
أثابكم الله.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[20 - 05 - 2005, 03:00 م]ـ
هذا مصدر عريق لقصة طريفة،من عالم له باع في الأدب واللغة،وهو المرزوقي شارح حماسة أبي تمام حيث قال:
¥