[الكفاف: كتاب يفرق بين النحو والقواعد]
ـ[ابن الوادي]ــــــــ[18 - 02 - 2003, 07:03 م]ـ
النحو عند الصيداوي إعمال للعقل في مسائل اللغة، أما القواعد فرصد لما قالت العرب، وإيضاح له، وصوغ لأحكامه.
اغسطس 02, 2000 تمام الساعة 08:41 ص
بتوقيت جرينتش عمّان (أريبيا أون لاين)
- صدر عن دار الفكر في دمشق أخيرا كتاب "الكفاف" لمؤلفه يوسف صيداوي في جزءين و1262 صفحة.
وقي هذا الكتاب الفريد يناقش المؤلف عددا من قضايا اللغة العربية بعضها شائك وبعضها الآخر إشكالي.
وينطلق الكاتب والباحث اللغوي في كتابه الذي يحمل عنوانا فرعيا يقول إنه أي الكتاب، يعيد صوغ قواعد اللغة العربية، من نقطة يفرق فيها بين النحو والقواعد، فالنحو بالنسبة له شيء، وقواعد اللغة شيء آخر، وهذا ما يحاول البرهنة عليه في كتابه. لكن هذا لا يعني إلغاء النحو بل استلال القاعدة منه، خالصة من كل ما يحيط بها من تشعب الآراء، وملابسات التحيز لهذا المذهب أو ذاك، وهذه المدرسة أو تلك.
كما أن ذلك لا يعني تبسيط النحو، لأن الباحث يرى أن كل محاولات اللغويين لتبسيط النحو أو تيسيره إنما هي جهد ضائع لا طائل منه، فالنحو العربي "كائن حضاري لو ملكت مثله أمة من الأمم الراقية، لحرصت عليه حرصها على إنسان عينها، ولعاقبت مرتكب تيسيره عقاب من يسيء إلى أمة"، فالنحو، كما أجمع المؤرخون إنما نشأ لحفظ القرآن الكريم ممن لا يعرفون قواعد اللغة العربية.
ويركز الباحث في كتابه على قضية "العامل" النحوي الذي يرى أن وجوده واجب، وإلا ارتفع المرفوع، وانتصب المنصوب وانجر المجرور بغير علة النحو لدى الصيداوي هو فلسفة القواعد. تقول العرب "زيدٌ مجتهدٌ" حيث المبتدأ والخبر مرفوعان.
ولكن ما الذي رفعهما؟ هنا تبدأ المعارك الطاحنة، فريق يقول: المبتدأ رفعه الابتداء، وآخر يقول: بل المبتدأ والخبر مترافعان، فهذا يرفع ذاك، وذاك يرفع هذا وثالث يقول: بل الخبر رفعه الابتداء وحده. ثم يشرع كل فريق يدافع عن رأيه، وينقض رأي غيره بالمنطق والحجة والقياس واستحضار الشاهد. وكل مسألة لهم فيها خلاف، ونزاع وآراء.
والعرب فتحت آخر المنادى المضاف فقالت يا أهل الدار. ويا غافلاً تنبه إذا كان المخاطب غير معيّن أو غير مقصود بذاته، وضمت آخر المنادى في حالتين أخريين، فقالت: يا سعد، ويا غافلُ تنبه وذلك إذا كان المخاطب غافل معين مقصود. لكن النحو لا يقنع بما قالت العرب، بل يريد أن يعرف ما الذي نصب هذا المنادى أو رفعه. فتتحول هذه القضية البسيطة إلى مسألة شائكة، فبحث النداء في كتاب سيبويه استغرق أربعا وثمانين صفحة، وفي كتاب النحو الوافي مئة وخمس عشرة صفحة.
النحو عند الصيداوي إعمال للعقل في مسائل اللغة، أما القواعد فرصد لما قالت العرب، وإيضاح له، وصوغ لأحكامه. لذا فإن الباحث يصوغ القواعد بعيدا عن نحوها، ويؤكد مرارا وتكرارا أن النحو لا ييسر، لذا فهو هو يدعو إلى قراءة هذا التراث العظيم، وحفظه للمتفقهين والمؤرخين. وليس لإرباك الطالب به فهذا عمل غير ذي جدوى، لأن النحو لا يعلم اللغة، ولا يقوّم لسانا. ولو صحت مقولة أن النحو يعلم اللغة، لكان سيبويه أبلغ من كل بليغ، أو لكان المستشرقون المتخصصون بالنحو العربي أئمة فصاحة وبيان.
وهو يلاحظ أن "الأجيال الجديدة نظرت إلى طرائق في اللغة تختلف عن طرائق علوم زمانهم، فامتنع عليهم أن يتمثلوا قواعد اللغة، واستثقلوها، ثم سخروا منها وكرهوها، ثم كرهوا اللغة كلها، ثم كرهوا العاملين عليها والمشتغلين بها"، وهذا ما دعاه لإعادة صوغ قواعد اللغة.
ومن الأمثلة على تلك الطرائق بحث "المستثنى بإلا" الذي كثيرا ما اشتكى الناس من صعوبته وجعلت كتب اللغة استيعاب أحكامه ومصطلحاته عملية شاقة ومعقدة، فالاستثناء أنواع منها المتصل والمنقطع والمفرغ، أو الناقص والتام، والمثبت والمنفي وغير ذلك من تصنيفات. وقد حاول الصيداوي إعادة صوغ هذا البحث في أسطر قليلة وموجزة. ويرى الصيداوي أن القاعدة قانون لغوي لا يوجز وإنما الذي يوجز هو الحديث عن القانون والبحث فيه.
يقول الصيداوي في مقدمته للكتاب أنه أنفق من العمر أكثر من ست سنوات منقطعا للعمل على بحثه انقطاع المستغرق المفتون، معرضا عن كل شيء في الحياة، ملازما الكتاب والحاسوب، ثلاث عشرة ساعة كل يوم في الأقل، مع مراجعة شاملة كاملة لكل الكتب التي تناولت هذا الشأن، ليخرج بكتابه هذا.
منقول عن موقع: أرابيا أون لاين.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[18 - 02 - 2003, 11:59 م]ـ
تشوقت له
ليتك أخي الكريم دللتنا عليه قبل شهر فقد كانت دارالفكر هنا .. ولكن ..
سنبحث لعلنا نجده
جزاك الله خيرا
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[19 - 02 - 2003, 12:05 ص]ـ
من بحث سريع على الشبكة جئتكم بهذا
http://fikr.com/cgi-bin/_showcard.cgi?id=879
والآن سأترككم لأتابع القراءة عن الكتاب
فمثله دون شك سيثير النقاش حوله
تحياتي،،،
¥