[المعجم الطبيعي للقرآن الكريم]
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 05 - 2004, 12:54 ص]ـ
في سياق الدراسات والابحاث القرآنية دخل الباحث العراقي عزيز العلي العزي مدخلا مميزا في التعاطي مع القرآن الكريم. فقد اراد من خلال وضع «المعجم الطبيعي للقرآن الكريم» أن يطرق بابا جديدا في البحث، لا هو بتفسير على الطريقة المعتادة ولا هو ببحث تاريخي كما يفعل مؤرخو النزول او الباحثون في الظروف الزمانية والمكانية لنزول القرآن الكريم على قلب النبي محمد «صلى الله عليه وسلم» بين مكة والمدينة
http://members.lycos.co.uk/alhobara/up/pic/moajam.jpg
لقد أخذ الباحث العزي الجانب المتعلق بالمفردات القرآنية التي وردت في الآيات الكريمة والتي تتصل تحديدا بالجانب الطبيعي والكوني والغاية الآلهية من نزولها. واذا كان علماء السلف قد اولوا عناية خاصة بآيات الكتاب المبين بوصفه المصدر الأول للتشريع واستنباط الأحكام فيما يتعلق بالاخلاق والمعاملات وقواعد الايمان والالتزام بطاعة الله عز وجل، فانهم لم يتوسعوا في تفاسيرهم ومؤلفاتهم ليتناولوا مواد الطبيعة الواردة في الآيات.
فاذا جاء مثلا اسم نبات أو حيوان اكتفى هؤلاء، على الاجمال بأن هذا أمر معروف. وهو معروف لدى الناس فعلا، بما يكفي لتمييزه عن غيره من النبات او الحيوان، لكنه يبقى مجهولا لديهم او شبه مجهول من حيث موقعه التصنيفي وتشريحه وطباعه وتوزيعه الجغرافي ومنافعه أو أضراره للانسان، ونحو ذلك من أمور. وهي أمور وان كانت لا علاقة لها بصحة عقيدة المسلم وايمانه.
الا ما تعلق منها بالتشريع كتحليل حيوان او تحريمه وطهارته أو نجاسته، مثلا، فان المام المسلم المثقف بها خير من جهله بها كلا أو بعضا. وبحسب واضع المعجم الطبيعي للقرآن الكريم، انه على الرغم من كثرة الكتب والرسائل والدراسات القرآنية فانه لم يعثر من بينها على معجم واحد أفرد لمواد الطبيعة ومواضيعها في القرآن، وبالتالي لم يسمع به أو بما يماثله مع أن عدد آيات العلوم في كتاب الله يربو على سبعمئة وخمسين آية. في حين ان عدد آيات الفقه الصريحة لا يزيد على مئة وخمسين آية. كما يقول المرحوم الشيخ طنطاوي جوهري. واما السبب فيعود الى جهتين على الاجمال:
الأولى: ان معظم المفسرين لم يكونوا نباتيين أو كيميائيين او علماء حيوان ليوفوا هذه المواضيع حقها في تفاسيرهم، أو مؤلفاتهم الاخرى. في حين غلب التفسير الفقهي واللغوي الى جانب بعض التفسيرات الصوفية والتي تدخل أساسا في باب التأويل.
الثانية: أن للفقه علاقة وثيقة بحياة المسلمين اليومية من سلوك ومعاملات وعبادات، لذلك اولوه عنايتهم الفائقة دراسة وبحثا. في حين أنه لم تكن للعلوم مثل هذه العلاقة في حياتهم.
لعل ما يمنح المؤلف مسوغه في تناول القرآن الكريم على هذا النحو هو أولا النقص المعرفي بين المسلمين لدراسة وفهم الجانب الطبيعي من آيات الله، فضلاً عن ان عشرات الكتب ومئات البحوث المتعلقة بالنبات والحيوان والكيمياء وجدت في الكتاب المقدس (التوراة والانجيل) مادة لها في البحث العلمي.
اما الجانب الثاني فهو أن القرآن الكريم بما هو كتاب جامع شامل للوجود فانه يفتح الافاق اللا متناهية امام العقل الانساني لكي يمضي في طرق معرفية لا حصر لها. ومن بينها الطريق الطبيعي.
والذين بحثوا في كتاب الله بحثا منهجيا وعلميا هم على يقين من ان الله سبحانه وتعالى حفظ القرآن وجعله معصوماً عن أي تغيير او تحريف ليكون المرجع المطلق للبشرية كلها، تعود اليه في كل زمن وفي كل عصر وفي كل مكان، فتعرف منه كيف ترسم مناهج الحياة وكيف تسلك السبيل الى الله.
واذا حاول احد ان يضع القرآن الكريم ـ باطلاق ـ في اطار فهم بشري محدود في زمانه ومكانه أو اسلوب او منهجية خطاب معين، فانه بذلك يصادر على القرآن الكريم خاصية من أهم خواصه الكثيرة وهي الاطلاق، فالقرآن العظيم نص مطلق يستطيع الناس ان يفهموه في كل عصر وفي كل مكان بطريقة تجعلهم قادرين على معالجة مشكلاتهم انطلاقا من هديه وتوجيهه مستفيدين من اللغة التي نزل بها وتطورها الدلالي واتصال الفهم والتأويل والتفسير بمناهج السلف الصالح.
وحتى يأتي أهل عصر من العصور ليقولوا ان فهمنا البشري للقرآن الكريم هو الفهم الوحيد، فان ذلك يعني انهم قد اعلنوا هيمنة فهمهم ذاك على القرآن العظيم، وعارضوا هيمنته المطلقة واعجازه الدائم المستمر، وحولوه الى جانب من جوانب تراثهم يأخذ الناس منه ويتركون. ولذلك فقد أعلن القرآن الكريم في مواضع عديدة هيمنته على كل ما عداه من كتب سماوية فكيف تهيمن عليه افهام البشر في اي عصر من العصور؟
المصدر: صحيفة البيان الإماراتية ـ ملحق بيان الكتب
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[24 - 07 - 2005, 02:41 ص]ـ
جزاكي الله سبحانه له الحمد
أختي أنوار الأمل
أين أجد هذا الكتاب
و أين طبع
وهل طبع كتب أخرى في هذا الموضوع
¥