ان هذا القرآن هو المعجزة الكبرى الخالدة لخاتم الانبياء وامام المرسلين، ونقول بانه المعجزة الكبرى الخالدة لأن المعجزات المادية تنتهي بوقتها، ولكن القرآن ظل خالداً مخلداً وكان كفار قريش لا يؤمنون إلا بتلك المعجزات المادية التي كانت للرسل السابقين، ولذلك - من قصر تفكيرهم - سألوا عن مثلها - كما اخبر القرآن بذلك، قال تعالى: “وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه، قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين. أو لم يكفهم أنّا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم، إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون” العنكبوت الآيتان 50 - 51. قال الباقلاني (في اعجاز القرآن) “أخبر ان الكتاب آية من آياته، وعلم من إعلامه، وان ذلك يكفي في الدلالة ويقوم مقام معجزات غيره وآيات سواه من الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم” وقال الفيروزابادي “في بصائر ذوي التمييز): “وافضل معجزاته وأكملها وأجلها وأعظمها القرآن الذي نزل عليه بأفصح اللغات واصحها”.
اللفظ القرآني المفرد
الواقع ان كل فصل من فصول هذا الكتاب جاء فيه ما يدل على ان المؤلف اجهد نفسه ليقدم لنا دراسة قرآنية في الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم عميقة .. عميقة يخرج منها القارئ بفائدة عظيمة، لم يترك جانبا إلا وبحث فيه، وفي تجوالي مع فصول الكتاب الثمانية احترت بحق ماذا اعرض وماذا ألخص منها فكلها تستحق العرض والتلخيص، فعن اسلوب القرآن دعونا نأخذ شيئا مما كتبه المؤلف عن تأثيره النفسي يقول من حديث طويل: “وقد اخبر الله تعالى عن هذه المهابة وهذه الروعة اللتين للقرآن الكريم ووصف تأثيره في النفوس في اكثر من موضع نكتفي منها بقوله تعالى: “لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله” الحشر الآية 21 بل ان الله تعالى أخبر ان الجن تأثرت به، ولم تتمالك عندما سمعته ان قالت “انا سمعنا قرآنا عجبا. يهدي الى الرشد فآمنا به” الجن - الآيتان 1 - 2.
وعن بلاغة اللفظ القرآني المفرد نقتطف خلاصة القول مما سرد المؤلف: “ان اللفظ القرآني المفرد وجه من وجوه الاعجاز البلاغي في القرآن الكريم، ذلك ان لكل معنى اكثر من لفظ ليعبر عنه، وهذه الالفاظ ليست جميعها على درجة واحدة من الحسن والفصاحة بل منها ما هو ارفع وافصح والقرآن لا يختار الا الارفع الاسمى دائما”.
وعن بلاغة النظم القرآني يقول المؤلف: “انه نمط فريد من تأليف الكلام، يقع فيه كل لفظ في موقع مناسب لا يمكن معه اي تغيير والا فقد الكلام دلالته التي يساق من اجلها”.
وبعد، ماذا نعرض وماذا نترك؟ أنعرض شيئا مما كتب عن الفاصلة القرآنية وجمالياتها؟ أم عن الامثال في القرآن وانواعها واهميتها والاعتبار بها؟ أم عن القصة القرآنية وعناية القرآن بها كلون من الوان التعبير الذي له قدرته على الانسراب في النفس والتأثير فيها؟
انه كتاب في الاعجاز البلاغي للقرآن الكريم ممتع والاطلاع فيه مفيد من الجلدة الى الجلدة كما يقولون.
محمد الطيب عربي
مجلة الصائم ـ صحيفة الخليج الإماراتية
http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=118375
منقول .. سامحوني على الهمزات (المأكولة)
ـ[مسك]ــــــــ[09 - 11 - 2004, 08:03 ص]ـ
الأخت الفاضلة (المشرفة العامة)
شكر الله لكِ هذه الفائدة ..
والسؤال هل يوجد الكتاب لديكِ على ملف ورد بالكامل! ..
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[01 - 12 - 2004, 12:27 م]ـ
مرحبا بك في هذه الصفحة أخي مسك
أما جواب سؤالك
فللأسف .. لا
عندي الكتاب الورقي فحسب
ولا أظن أن صاحبه ودار نشره سيسمحون بنسخه
تحياتي،،،