تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قلت له: يا عبد الله أنت مسلم، إن إسلامك نعمة كبيرة من الله عليك، ومن حق الله على عبده المسلم أن يطيعه، إن في الأرض ملايين الحيارى التائهين يبحثون عن حقيقة " روحية " تريحهم من ظلمات الإلحاد والضلال والشك؛ إن الإسلام هو طريق النجاة، فكيف ندعو الناس إليه إذا كنا نحن –أهله- متشككين فيه؟!

يا عبد الله: أقترح عليك أن تبدأ بخطوةٍ في الطريق، أن تؤدي الصلاة التي فرضها الله عليك، أنت صاحب إرادة، ومثلك قادر على التنفيذ، تأكد أن الصلاة ستنقلك نقلة ً كبيرة إلى عوالم مضيئة من الراحة واليقين، وستفتح آفاق ذهنك لفهم المعاني التي تتضمّنها الكتب المهداة إليك.

وجلس عبد الله على المقعد بعد أن كان واقفاً، قال لي: تقترح اقتراحاً: يا له من أسلوبٍ رائع تعاملني به، إني أعرف لذَّة الصلاة، لم أتركها إلا منذ أربع سنوات، لقد تعرَّضت لأشدِّ أصناف العقاب من أبي، والتأنيب من أمي، والكلمات الجارحة من بعض أقاربي، من أجل الصلاة، ومع ذلك لم أزد إلاّ نفوراً!

وسكت ثم دسَّ وجهَه في راحتيه وأخذ يبكي، نعم كان بكاءً شديداً، وغامت عيناي فرحةً ببكائه، إنَّ دموعه هذه ستغسل ما ران على قلبه، يا إلهي أشكرك، إنَّ الفاصل بين الضلال والهداية حاجز نفسي إذا زال، تبدَّدت الأوهام.

اللهم لا تحرمني من أجر هداية هذا الفتى، ورفع عبد الله رأسه وقال: أنا مستعد لتنفيذ الاقتراح ..

ولم أناقش عبد الله بعد شهر، لأنه جاء إليَّ وقد غسل عن قلبه أدران الشك وعن ذهنه أوزار الأباطيل.

قال لي: أنا الآن عبد الله بن " ........ " رجعت إلى ساحة الحق بعد رحلةٍ مضنيةٍ مع الأوهام ....

قلت له مبتسماً: ما رأيك في شعري؟

قال: أنا لست ناقدا حتى أقوَّم شعرك، ولكني أخبرك أنني قرأت بعض قصائدك أكثر من مرة لأنني وجدت فيها ما يعبّر عن نفسي ...

قلت له: وأين تذهب برأي أستاذك الذي تثق به؟

قال: لقد أعجبتني كلمة قلتها لي في لقائنا الأوَّل، حين سميت أصحاب الأفكار المنحرفة بـ" قراصنة الأدب والفكر " إن أستاذي واحد منهم.

قلت، وأنا أشعر بالفرح لما أرى من حال عبد الله، وأشعر بالأسى حزناً على عشرات الشباب سواه ممن يتعرضون لأساليب التشكيك والتضليل:

حسبنا الله على " قراصنة الأدب والفكر "!

-0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0

منقول

ـ[حروف]ــــــــ[07 - 10 - 2002, 03:27 م]ـ

جزاكِ الله خيراً ..

وجعله في موازين حسناتك ..

مقالة قصصية رائعة فعلاً ..

و مأخوذة من كتاب " لا تغضب " من تأليف دكتورنا العشماوي ..

وهو كتاب رائع يحتوي على العديد من القصص الرائعة والمؤثرة ..

شكر الله لك جهدك أختي الغالية ..

وبإذن الله .. وإن سمح لي الوقت ..

سأدرج قصة أخرى من نفس الكتاب وسأنتظر تعقيبكِ هناك ...

تحياتي ...

;) ;)

: rolleyes:

ـ[القلم الإسلامي]ــــــــ[10 - 10 - 2002, 12:29 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الغالية

جزاكِ الله كل خير على نقلكِ لهذه القصة!

لا أدري كيف أعبّر عنها، وبأيّ لفظ!؟

أثارت فيّ مشاعر مختلفة .. ؛

بين حزن و فرح و غيظ ..

حزنت لضعف أبناء الإسلام أمام تلك الأفكار، وتقصيرنا في هدايتهم ..

وفرحت لسهولة عودتهم إلى الحقّ .. و بأن الفطرة مهما غيّمت عليها سحابات .. فكلمة كفيلة بتبديدها

وغضبت من أجل (قراصنة الفكر والأدب) أولئك ...

وفق الله الجميع لما يحبّه ويرضاه، و جعل (العشماوي) قلماً مجنداً للدفاع عن الدين ..

تحياتي: صاحبة القلم الإسلامي،،،

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير