و- لأنهم إذا أحبوا الله عز وجل وعلموا أن القرآن كلامه أحبوا القرآن، وإذا علموا أن الصلاة لقاء مع الله فرحوا بسماع الأذان، و حرصوا على الصلاة وخشعوا فيها، وإذا علموا أن الله جميل يحب الجمال فعلوا كل ما هو جميل وتركوا كل ما هو قبيح، وإذا علموا أن الله يحب التوابين والمتطهرين، والمحسنين، والمتصدقين، والصابرين، والمقسطين، والمتوكلين، وأن الله مع الصابرين، وأن الله ولي المتقين، وأنه وليُّ الذين آمنوا وأن اللهَ يدافع عن الذين آمنوا ... اجتهدوا ليتصفوا بكل هذه الصفات، ابتغاء مرضاته، وحبه، وولايته لهم، ودفاعه عنهم.
أما إذا علموا أن الله لا يحب الخائنين، ولا الكافرين، ولا المتكبرين، ولا المعتدين، ولا الظالمين، ولا المفسدين، وأنه لا يحب كل خَوَّان كفور، أو من كان مختالاً فخورا ... لابتعدوا قدر استطاعتهم عن كل هذه الصفات حباً في الله ورغبة في إرضاءه.
ز- لأنهم إذا أحبوا الله جل وعلا أطاعوا أوامره واجتنبوا نواهيه بطيب نفس ورحابة صدر؛ وشبُّوا على تفضيل مراده على مرادهم، و" تقديم كل غال وثمين من أجله، والتضحية من أجل إرضاءه، وضبط الشهوات من أجل نيل محبته، فالمُحب لمن يحب مطيع ... أما إذا لم يحبوه شَبُّوا على التفنن في البحث عن الفتاوى الضعيفة من أجل التَفَلُّت من أمره ونهيه" (2)
ح- لأن حب الله يعني استشعار أنه عز وجل يرعانا ويحفظنا في كل وقت ومكان، مما يترتب عليه الشعور بالراحة والاطمئنان والثبات، وعدم القلق أو الحزن ... ومن ثم سلامة النفس والجسد من الأمراض النفسية والعضوية ... بل والأهم من ذلك السلامة من المعاصي والآثام، فعلينا أن نفهمهم أن " مَن كان الله معه، فمَن عليه؟!!! ومَن كان الله عليه فمَن معه؟!!!
ط-لأن هناك نماذج للمسلمين ترى كاتبة هذه السطور أن الحل الجذري لمشكلاتهم هو تجنب تكرارها، بتربية الطفل منذ نعومة أظفاره على محبة الله تعالى.
و من هذه النماذج على سبيل المثال لا الحصر:
*الذين يفصِلون الدين عن الدنيا، ويعتقدون أن الدين مكانه في المسجد، أو على سجادة الصلاة فقط، ثم يفعلون بعد ذلك ما يحلو لهم.
**الذين يسيئون الخُلُق داخل بيوت الله- ولا يستثنون من ذلك المسجد الحرام ولا المسجد النبوي!!! - وفي مجالس العلم، ظانِّين أن التعاملات اليومية والأخلاق لا علاقة لها بالدين.
... الذين يتركون أحد أركان الإسلام مع استطاعتهم - وهي فريضة الحج- بدعوى أنهم ليسوا كبار السن وأن أمامهم حياة طويلة سوف يذنبون فيها، ولذلك سوف يحجون عندما يتقدم بهم العمر، ويشيب الشعر، ليمسحوا كل الذنوب الماضية في مرة واحدة!!!
****اللواتي ترفضن الحجاب بدعوى أن قلوبهن مؤمنة، وأن صلاح القلوب أهم من المظهر الخارجي، غافلات -أو متغافلات- عن كونه أمراً من الله تعالى وفرضاً كالصلاة!!! وكذلك الآباء والأمهات والأزواج الذين يعارضون، بل ويحاربون بناتهم وزوجاتهم في ارتداء الحجاب!!!
***** الذين يعرضون عن مجالس العلم الشرعي، وكل ما يذكرهم بالله تعالى، قائلين أن "لبدنك عليك حقا"، وأن"الدين يسر"، و"لا تنس نصيبك من الدنيا"، بينما ينسون نصيبهم من الآخرة!!!
****** الذين ينبهرون بمظاهر الحضارة الغربية، وبريقها الزائف، فينفصلون عن دينهم تدريجياً ويظل كل ما يربطهم به هو الاسم المسلم، أو بيان الديانة في جواز السفر!!! ومنهم الذين تغمرهم هذه المظاهر حتى تصل بهم إلى الردة عن الدين- والعياذ بالله- ويصبح اسم الواحد منهم "ميمي " أو " مايكل " بعد أن كان " محمداً "!!!
ح- لأن أعز ما يملكه الإنسان - بعد إيمانه بالله عز وجل - هو الكرامة " وليس المال أو المنال، أو الجاه أو القدرة ... فالمجرم يتعذب في داخله قبل أن يحاسبه الآخرون، لأنه على بصيرة من قرارة نفسه التي تحس بغياب الكرامة بفعل الأفعال الدنيئة، أما الإنسان المحترم الذي يحس بوفرة الكرامة لديه، فإنه أحرى أن يعتلي القمم السامية والمنازل الرفيعة ... وهكذا كان شأن " يوسف " الصدِّيق عليه السلام حين توسم فيه عزيز مصر أن ينفعه ذات يوم، ويكون خليفة له على شعبه، أو يتخذه ولداً؛ لذا فقد قال لامرأته حين أتى بيوسف مستبشراً به: {أكرِمي مثواه} أي أكرمي مكانته، واجعليه محط احترام وتقدير، ولم يوصها بأي شيء آخر ... فلعله رأى
¥