تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أن التربية القائمة على أساس الكرامة تنتهي بالإنسان إلى أن يكون عالماً، وقادراً على أًن يتخذ القرارات السليمة وفقاً لأسس وقواعد التفكير الحكيم، هذا بالإضافة إلى قدرته على وضعها موضع التنفيذ " (3)

فإذا أردنا الكرامة ونتائجها لأطفالنا فما أحرانا بأن نهبها لهم من خلال حبهم لخالق الكرامة الذي كرَّم أباهم آدم وأسجد له الملائكة، وقال عنهم: {ولقد كرَّمنا بني آدم} ... وإذا أردنا لهم الدرجات العُلا في الدنيا والآخرة، فلا مفر من مساعدتهم على حب الله الذي يقودهم إلى التقوى، فيصبحوا من الذين قال عنهم: {إن أكرمكم عند اللهِ أتقاكم}

4 - كيف نزرع حب الله عز وجل في قلوب أطفالنا؟

تحتاج هذه المهمة في البداية إلى أن يستعين الوالدان بالله القوي العليم الرشيد، فيطلبا عونه، ويسألاه الأجر على حسن تربية أولادهما ابتغاء مرضاته، ويرددان دائماً: {رب اشرَح لي صدري، ويسِّر لي أمري، واحلُل عقدةً من لساني يفقهوا قولي}؛ " مع ضرورة بناء علاقات صحيحة وسليمة بين الأهل والأولاد " (4) ثم بعد ذلك تأتي العناية، والاهتمام، واليقظة، والحرص من الوالدين أو المربين لأنهم سوف يتحدثون عن أهم شيء في العالم، وأهم ما يحتاج إليه طفلهم؛ لذلك فإنهم " يجب أن يتناولوا هذا الموضوع بفهم وعمق وحب وود " (5) ... أما إن أخطأوا، فإن الآثار السلبية المترتبة على ذلك ستكون ذات عواقب وخيمة.

لذا يجب مراعاة متطلبات المرحلة العمرية للطفل، وسماته الشخصية، وظروفه ... وكلما بدأنا مبكرين كان ذلك أفضل، كما أننا إذا اهتممنا بالطفل الأول كان ذلك أيسر، وأكثر عوناً على مساعدة إخوته الأصغر على حب الله تعالى؛ لأن الأخ الأكبر هو قدوتهم، كما أنه أكثر تأثيراً فيهم من الوالدين.

و يجب أيضاً اختيار الوقت والطريقة المناسبة للحديث في هذا الموضوع معهم ... وفيما يلي توضيح كيفية تعليمهم حب الله في شتى المراحل:

أولاً: مرحلة ما قبل الزواج:

إن البذرة الصالحة إذا وضعت في أرض خبيثة اختنقت، وماتت، ولم تؤت ثمارها، لذا فقد جعل الإسلام حسن اختيار الزوج والزوجة من أحد حقوق الطفل على والديه، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {الطيباتُ للطيبين، والطيبون للطيبات}، وقال صلى الله عليه وسلم: (تخيَّروا لِنُطَفِكُم، فإن العِرق دسَّاس)، وقال أيضاً: (تُنكح المرأة لأربع: لمالها، وجمالها، وحسبها، ودينها، فاظفَر بذات الدين تَرِبَت يداك)، وروي عن الإمام جعفر الصادق أنه قال: قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطيباً، فقال: (أيُّها الناس إياكم وخضراء الدُّمُن. قيل: يا رسول الله، وما خضراء الدُّمُن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء).

كما أكَّد صلى الله عليه وسلم على أن يكون الزوج مُرضياً في خُلُقه ودينه، حيث قال: (إذا جاءكم من ترضون خُلُقه ودينه فزوجوه)، وأردف صلى الله عليه وآله وسلم ذلك بالنهي عن ردّ صاحب الخلق والدين فقال: (إنّكم إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، كما قال صلى الله عليه وسلم: (من زوّج ابنته من فاسق، فقد قطع رحمها).

فإذا اختلط الأمر على المقدمين على الزواج، فإن الإسلام يقدم لهم الحل في" صلاة الاستخارة".

ثم يأتي بعد حُسن اختيار الزوج أو االزوجة: الدعاء بأن يهبنا الله الذرية الصالحة، كما قال سيدنا زكريا عليه السلام مبتهلاً: {رب هَب لي ِمن لَدُنكَ ذُرِّيَةً طيبةً إنك سميعُ الدعاء}، وكما دعا الصالحون: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما}.

ثانياً: مرحلة الأجِنَّة:

تقترح كاتبة هذه السطور على كل أم مسلمة تنتظر طفلاً أن تبدأ منذ علمها بأن هناك رزق من الله في أحشائها؛ فتزيد من تقربها إلى الله شكراً له على نعمته، واستعداداً لاستقبال هذه النعمة، فتنبعث السكينة في قلبها، والراحة في نفسها، مما يؤثر بالإيجاب في الراحة النفسية للجنين؛ كما يجب أن تُكثر من الاستماع إلى القرآن الكريم، الذي يصل أيضاً إلى الجنين، ويعتاد سماعه، فيظل مرتبطاً به في حياته المستقبلة إن شاء الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير