تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولنا في امرأة عمران- والدة السيدة مريم- الأسوة الحسنة حين قالت: {ربِّ إني نَذَرتُ لك ما في بطني مُحرَّراً، فتقبل مني إنك أنت السميع العليم}، فكانت النتيجة: {فتقبَّلها ربُّها بقَبول حَسَن}.

ولقد أثبتت التجربة أن أفضل الطعام عند الطفل هو ما كانت تُكثر الأم من تناوله أثناء حملها بهذا الطفل، كما أن الجنين يكون أكثر حركة إذا كان حول الأم صخباً أو ضجة، وهذا يعني تأثر الجنين بما هو حول الأم من مؤثرات.

(وهاهي الهندسة الوراثية تؤكد وجود الكثير من التأثيرات التي تنطبع عليها حالة الجنين، سواء أكانت هذه التأثيرات بيولوجية، أوسيكولوجية، أو روحية، أوعاطفية.

ونحن نطالع باستمرار مدى تأثر الجنين بإدمان الأم على التدخين، فإذا كان التدخين يؤثر تأثيراً بليغاً على صحة الجنين البدنية، فَتُرى ما مدى تأثره الأخلاقي والروحي بسماع الأم للغيبة أو أكلها للحم الخنزير، أو خوضها في المحرمات وهي تحمله في أحشائها؟!) (6)

ويؤكد الدكتور "علاء الدين القبانجي" (7) هذا بقوله: " هناك خطأ كبير في نفي التأثير البيئي على النطفة، في نفس الوقت الذي نلاحظ فيه التأثير ا لبيئي على الفرد ذاته سواء بسواء، ولن تتوقف النطفة عن التأثر بالمنبهات الكيماوية - بما فيها المواد الغذائية والعقاقير- أو بالظروف البيئية، بل ستظل تتأثر بقوة التوجه إلى الله أيضا، فروح الاطمئنان والتوجه إلى الله تعالى تخفف من التوترات والتفاعلات النفسية المضطربة.

ويضيف فضيلة الشيخ "علي القرني":" أثبت العلم الحديث أن للجنين نفسية لا تنفصل عن نفسية أمه، فيفرح أحياناً، ويحزن أحياناً، وينزعج أحياناً لما ترتكبه أمه من مخالفات كالتدخين مثلاً، فقد أجرى أحد الأطباء تجربة على سيدة حامل في شهرها السادس وهي مدمنة للتدخين، حيث طلب منها الامتناع عن التدخين لمدة أربع وعشرين ساعة، بينما كان يتابع الجنين بالتصوير الضوئي، فإذا به ساكن هادئ، حتى أعطى الطبيب الأم لفافة تبغ، فما إن بدأت بإشعالها ووضعها في فمها حتى بدأ الجنين في الاضطراب، تبعاً لاضطراب قلب أمه.

كما أثبت العلم أيضاً أن مشاعر الأم تنتقل لجنينها، فيتحرك بحركات امتنان حين يشعر أن أمه ترغب فيه ومستعدة للقائه، بينما يضطرب وينكمش، ويركل بقدميه معلناً عن احتجاجه حين يشعر بعدم رغبة أمه فيه ... حتى أن طفلة كانت أمها قد حملتها كُرهاً، وحاولت إسقاطها، دون جدوى، فلما وضعتها رفضت الطفلة الرضاعة من أمها، فلما أرضعتها مرضعة أخرى قبلت!!! ولكنها عادت لرفض الرضاعة مرة أخرى حين عصبوا عيني الطفلة، ثم أعطوها لأمها كي ترضعها!!! " (8)

بينما نرى أماً أخرى حرصت- منذ بداية الحمل- على تلاوة القرآن والاستماع له في كل أحوالها ... قائمة، وقاعدة، ومضطجعة، فكانت النتيجة أن وضعت طفلاً تمكن بفضل الله تعالى من ختم القرآن الكريم حفظاً، وتجويداً، وهو في الخامسة من عمره!!! فتبارك الله أحسن الخالقين" (9)

مما تقدم نخلص إلى أن تربية الطفل تبدأ من مرحلة الأجنة، " فإذا نشأ الجنين في بطن أمه في جو من الهدوء والسكينة - وخير ما يمنحهما هو القرب من الله سبحانه- فإنه يستجيب بإذن ربه، ويعترف بفضل أمه عليه، ويتمتع بشخصية سوية ونفسية هادئة، يقول لسان حاله: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!!!} " (10)

ثالثا: مرحلة مابعد الوضع حتى السنة الثانية:

" بعد أن يولد الطفل ويبدأ بالرضاعة والنمو يكون أشد استقبالاً لمتغيرات الحياة من الشاب البالغ، لأن الوليد يكون مثل الصفحة البيضاء الجاهزة لاستقبال خطوط الكتابة، بينما يكون الشاب البالغ قد أوشكت قناعته على الاكتمال، فيصبح من الصعب التلاعب بها أو محوها " (11)

لذا يجب أن نرقيه بالرقية الشرعية (المأخوذة من الكتاب والسنة المطهرة)، ونسمع معه التلاوات القرآنية لشيوخ ذوي أصوات ندية، كما نُكثر من الاستغفار والتسبيح والتحميد والتهليل والحوقلة ونحن نحمله، حتى تحُفُّه الملائكة، ويتعود سماع مثل هذه الكلمات النورانية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير