تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(يكون استقبال الطفل للمعلومات، واستفادته منها، واقتداؤه بأهله- في هذه المرحلة- في أحسن حالاته) (17)، كما يكون شغوفاً بالاستماع للقصص، لذا يجب الاستفادة من هذا في تأليف ورواية القصص التي توجهه للتصرف بالسلوك القويم الذي نتمناه له، وتكون هذه الطريقة أكثر تأثيراً، إذا كانت معظم القصص تدور حول شخصية واحدة تحمل اسماً معيناً، لبطل أو بطلة القصة [يفضل أن يكون ولداً إذا كان الطفل ولداً، والعكس صحيح]، بحيث تدور أحداثها المختلفة في أجواء مختلفة، وتهدف كل منها إلى تعريفه بالله تعالى على أنه الرحيم الرحمن الودود الحنان المنَّان الكريم العَفُوّ الرءوف الغفور الشكور التواب، مالك الملك، كما تهدف القصة إلى إكسابه أخلاقيات مختلفة إذا قامت الأم برواية كل قصة على حده في يوم منفصل- لتعطيه الفرصة في التفكير فيها، أما إذا طلب قصة أخرى في نفس اليوم فيمكن أن نحكي له عن الحيوانات الأليفة التي يفضلها مثلاً- فيصبح الطفل متعلقا بشخصية البطل أو البطلة وينتظر آخر أخبار مغامراته كل يوم، فتنغرس في نفسه الصغيرة الخبرات المكتسبة من تلك القصص.

وإذا كانت الأم لا تستطيع تأليف القصص فيمكنها الاستعانة بالقصص المنشورة، منها على سبيل المثال لا الحصر سلسلة "أطفالنا"، وقصص شركة " سفير " للأطفال، وقصص الأديب التربوي " عبد التواب يوسف "، وقصص الأنبياء المصورة للأطفال المتاحة لدى " دار المعارف " بالقاهرة، وغير ذلك مما يتيسر.

وفيما يلي قصة سمعتها كاتبة هذه السطور من معلمة ابنتها التي كانت تحفِّظها القرآن، وهي تفيد حب الله والثقة به تعالى، وحسن التصرف، وأخذ الأسباب، ثم التوكل عليه.

كانت " ندى" تجلس بجوار والدتها التي كانت تقوم بتغيير ملابس أختها الرضيعة" بسمة"، بينما اكتشفت الوالدة أن" بسمة" حرارتها آخذة في الارتفاع، فحاولت إسعافها بالمواد الطبيعية المتاحة بالمنزل، دون جدوى، ولما كان الوالد مسافراً، فقد طلبت الوالدة من" ندى" أن تظل بجوار أختها حتى تذهب إلى الصيدلية القريبة من منزلهم لتشتري لها دواء يسعفها، فقالت"ندى": "سمعاً وطاعة يا أمي"

وبينما كانت" ندى" تغني لأختها بعد خروج الأم انقطع التيار الكهربي وساد الظلام الغرفة، فشعرت "ندى" بالخوف الشديد، ولم تدر ماذا تفعل ... ولكنها تذكرت قول والدتها لها: "أن الله تعالى يظل معنا أينما كنا وفي كل الأوقات من الليل والنهار، وهو يرانا ويرعانا ويحمينا أكثر من الوالدين لأنه أقوى من كل المخلوقات، ولأنه يحب عباده المؤمنين؛ فظلت تربُت على"بسمة" التي بدأت في البكاء، ثم جرت إلى الشباك ففتحته ليدخل بعض الضوء إلى الغرفة، فإذا بالقمر يسطع في السماء ويطل بنوره الفضي، فيرسل أشعته على الغرفة فيضيئها، ففرحت "ندى" وقالت لبسمة: "انظري هذا هو القمر أرسله الله تعالى ليؤنسنا في وحدتنا ويضيء لنا الغرفة حتى تعود أمنا ويعود التيار الكهربي، انظري كم هو جميل ضوء القمر لأن الله هو الذي صنعه، فهو خافت لا يؤذي العين، كما أنه يشيع في النفس الاطمئنان، هل تحبين الله كما أحبه يا بسمة؟ " وظلت تحدِّث أختها وتغني لها حتى عادت الأم، فأعطت الدواء لبسمة، ثم اثنت على" ندى" التي أحسنت التصرف، ثم وعدتها بأن تذهب معها إلى المكتبة لشراء كتاب للأطفال عن القمر لتعرف عنه معلومات أكثر، كما قامت بتلاوة سورة القمر عليها مكافأة لها على ما فعلت.

وينبغي حين نتحدث عن الله معهم في هذا العمر أن نكون صادقين، (ونبتعد عن المبالغات، فالله موجود في السماء ونحن نرفع أيدينا عندما ندعوه، وهو يستحي أن نمدها إليه ويردها فارغة، لأنه حييٌ كريم، وهو أكبر من كل شيء، وأقوى من كل شيء وهو يرانا في كل مكان ويسمعنا ولو كنا وحدنا، وهو يحبنا كثيراً، وعلينا أن نحبه لأنه خلقنا وخلق لنا كل ما نحتاجه، فهو يأمر جنوده فينفذون أوامره، فيقول للسحاب أمطر على عبادي كي يشربوا ويسقوا زرعهم وماشيتهم، فينزل المطر، وهو الذي يدخل المسلمين الذين يحبونه الجنة ... ويتمتع في الجنة المسلم الذي يصلي ويصوم ويتصدق ويصدُق مع الناس، ويطيع والديه، ويحترم الكبار، ويجتهد في دراسته، ولا يؤذي إخوته أو أصحابه، والله تعالى يحب الأطفال، وسوف يعطيهم ما يريدون إذا ابتعدوا عن كل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير