تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الهدف من هذا الوصف العلمي لما يجري في عملية البصر وما يحيط بها هو الاشارة إلى دور الضوء في نقل المعلومات والمعطيات، أو حملها للإنسان، من خلال العينين، وكأنه يبني خطوطَ تواصلٍ بين قطبين هما الإنسان ومحيطه، المحور والدائرة ... علماً أن الإنسان العادي لا يشعر بذلك، بل ينظر حوله وحسب، متلقياً المعطيات من دون التساؤل عن العنصر الذي ينقلها إليه!

من الملاحظ أن الأشياء الشفافة كالهواء والغازات والفراغات ... لا تدركها حاسة البصر عادةً كون الضوء يمر عبرها دون التفاعل معها. كذلك الأشياء المحجوبة بعازلٍ مادي، لا تدركها حاسة البصر أيضاً، كون كثافة العازل المادي تمنع الضوء من الوصول، وكون البصر محدوداً في مركز العين. مثالٌ على ذلك: لا تستطيع العين المجردة رؤية شخص في الغرفة المجاورة أو رؤية منزلاً وراء الجبل ... لكن هل الكيان الإنساني محدود بمقدرات حواسه الماديّة، ورهنٌ لخصائص الضوء؟ أم أن هناك وسائل أخرى يلمس بها أو يبصر بها ما حجبته كثافة المادة، أو ما لم يتفاعل معه الضوء؟

الجواب كالعادة يكمن في النواحي الخفيّة من الكيان، في تلك الحواس اللامادية التي لا تعتمد على الضوء، كالبصر الباطني أو البصيرة ... لينقل إليها المعطيات، بل تعتمد على الانعكاسات الأرقى للنور والأشف.

نعود إلى الإشارة أن الإنسان، كما تعرِّفه علوم الإيزوتيريك، مكوّن من ستة أجسام باطنيّة بالإضافة الى الجسد المادي. وهذه الأجسام متداخلة فيما بينها، ولكن على درجة تذبذب مختلفة. ولكلّ من هذه الأجسام الباطنيّة بصر باطني! كأنما لكلّ ذبذبة من هذه الأجسام عين ترى فيها كل ما هو من طبيعتها ... فتستشف من خلاله المعطيات المتواجدة على درجة تذبذبها، وذلك بتمددها نحوها على شكل مدٍّ وجزر ... ريثما تتمكن من استيعاب تفاصيل مكنوناتها. أمّا الأشعة التي تتفاعل مع الحواس الباطنيّة وتنقل لها المعطيات، فهي أشف من فوتونات الضوء كونها أرديةٍ للنور في الطبقات الأرقى من المادة.

لذلك، عند تفتّح الحواس الباطنيّة، يصبح بمقدار البصر الخاص بالجسم الأثيري، "الرؤيا" عبر كثافة المادة، مثلاً رؤية شيءٍ ما في غرفة مجاورة، كون ذبذبات الأثير أشف من المادة. كما ويمكن للبصر الكوكبي "الرؤيا" عبر المسافات الشاسعة، كالتقاط الأشعة الشفافة الذبذبية، تلك التي تبثها الكواكب مثلاً، حتى لو كان المرء في غرفة مقفلة. وكما الدم يزوّد أعضاء الجسد بالغذاء، كذلك أشعة النور المتواجدة في الفضاء تتفاعل مع الموجودات الذبذبية في الفضاء، مستخلصةًًً خصائصها، ثم مزودةً الأجسام الباطنيّة بمعطياتها عبر ملامستها ... تلك المعطيات الذبذبية التي لم يتمكن الضوء من التفاعل معها أو نقلها!

أمّا البصر الباطني الخاص بالجسم العقلي، فيمكنه التقاط صوراً ومشاهدَ خارج حدود الحاضر، وهذا البصر الباطني أيضاً لا يعتمد على إشعاعات الضوء، بل على مقدرة أشعة الوعي الخاصة بالجسم العقلي على تخطي عامل الزمن. (((وأترك التفاصيل في هذا الخصوص للأسئلة ... ))) ...

من هنا بات واضحاً أن الفرق شاسع بين الضوء والنور. والمطلعين على الايزوتيريك يعلمون أن سرعة الضوء القصوى كما تشرحها نظريّة أينشتاين، تعادل 300000 كم في الثانية تقريباً. فهذه ليست سوى سرعة لأحد انعكاسات النور في طبقة الأرض فقط، وأن هناك إنعكاسات أخرى في طبقاتٍ أشف وأرقى من المادة، متفاوتة السرعات، إنما جميعها أسرع من سرعة الضوء القصوى عند أينشتاين.

من خلال الفارق بين الضوء والنور، يتجلى الفارق بين البصر والبصيرة. انطلاقاً من أن الحاسة البصرية لا تقتصر على ما تراه العين، بل تضم أيضاً ما تلتقطه الهالة الأثيريّة والمشاعر الذبذبيّة والعقل، وذلك من خلال التفاعل مع المحيط التي تتمدد إليه، كذلك مع ما تحمله ذبذبات أشعة النور المختلفة التي تصلها.

لكل إنسان بصر باطني كامن في أجسامه الباطنيّة، لكن تفاعلاته تكوْن لاواعية عند الشخص العادي أو المبتدئ على درب التطوّر، فتُسجَّل الصور في وعي الباطن الخاص بأجسامه الباطنيّة، من دون أن يتمكن وعي الظاهر من إدراكها. فالمفتاح هو الارتقاء في الوعي، وبالأخص، في حالة البصر الباطني، اكتساب منطق حكمة الوعي الذي هو بمثابة صمام الأمان للبصر الباطني!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير