تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومع تفتح المرء على الحكمة، تتفتح شيئاً فشيئاً رقائق الوعي والقنوات الذبذبيّة في الكيان الباطني، ويبصر الإنسان ما ينطبع في أجسامه الباطنيّة من صور وذلك بعد انتقالها إلى الوعي الظاهري عبر مركزه في الدماغ، وبالتحديد عبر الغدة الصنوبريّة أو "العين الثالثة"، مركز البصر الباطني، لتترجَم وتتجلّى على شاشة الواقع. علماً أن الطب والعلم لا يجدان علاقة بين وظائف الغدة الصنوبرية والبصر الباطني، ولا يتخطى بحثهما النطاق المادي لحاسة البصر، أي العينين وتفرعاتهما، والمنطقة الخلفيّة للقشرة الخارجيّة في الدماغ الخاصة بالحاسة البصرية.

في هذا الصدد أستشهد بما ورد في كتابنا "رحلة في مجاهل الدماغ البشري" ص160: "سرّ وجود الغدة الصنوبريّة يكمن في كونها أداة البصر الباطني في الإنسان ... وإنسان الماضي الغابر، قبل أن يتكون جسده المادي الكثيف كان كياناً هيولياً، وكان يملك أداة للبصر، أشبه بالعين تقع في منتصف ما كان يمثل رأسه ... وهي ما صارت تدعى بالغدة الصنوبريّة، بعدما غارت داخل رأسه ... لتظهر بدلاً منها عينان ماديتان (دليل الإزدواجيّة) لا يرى من خلالهما غير المحيط المادي الذي يعيش ضمنه."

الأشعة والإشعاعات تلوّن الفضاء والوجود والكائنات والجماد بألوانٍ يحددها نظام حركة الذبذبة الفائق الدقة! لكن قلّما راقبها الإنسان العادي أو تقصى ماهيتها ودقتها في سبيل المقارنة والربط، حتى من الناحية المادية! فكم من شخصٍ عاش طوال سنين تحت الشمس ولم يتساءل لمرّة واحدة، لماذا إشعاعات الشمس تبدو صفراء في النهار فيما ترتدي وشاحاً أحمر عند المغيب؟ وكم من شخص تأمل في زرقة السماء من دون أن يتساءل لماذا السماء زرقاء؟ علماً أن الجواب يكمن في هذه التساؤلات، كونها تتطرّق إلى ثلاثية الألوان الأساسية: أحمر، أصفر وأزرق! وكم من شخصٍ نظر إلى أيقونات قديمة مقدّسة، دون أن يتساءل عن سبب بروز هذه الألوان الثلاثة فيها بشكل رموز باطنيّة!؟!

(((وأترك التفاصيل في هذا الخصوص للأسئلة))) ...

إذن بالإضافة إلى البصر المادي أي الرؤية، والبصيرة أي الرؤيا، هناك التبصّر، وهو المراقبة والتمعن في المعطيات والصور التي التُقٍطَت عبر شاشة البصر ... وهو أيضاً القراءة بين السطور، والتساؤل عن الغوامض، والمقارنة والربط. بذلك فقط تصبح حواس البصر بأنواعها ... أداةً للتطوّر بالوعي والإرتقاء! لقد ورد في كتابنا "تعرف إلى وعيك" ص 45: "الوعي لا يحقق ذاته من دون مقارنة وتفاعل بين قطبين ... والدليل هو ازدواجيّة الإنسان، وازدواجيّة الطبيعة الأرضيّة، وكلّ الكائنات"

ختاماً، أستعرض بعضاً من صفات النور (الذي هو مصدر الضوء)، علنا نتمعّن فيها ونستخلص عبرةً وحكمة:

1. للنور مقدرة على التمدد والانتشار، وتخطي المسافات والأبعاد ... وهو يختار دوماً الطريق الأقصر والأسرع نحو الهدف ... إنه كذبذبة الذكاء ينطلق مباشرةً وفي خطٍّ مستقيم نحو الهدف.

2. النور في حالة إشراق وتذبذب مستديم، لكنه يحترم ازدواجيّة النهار والليل وأيضاً حرية من قرر البقاء في الظلمة، وراء العوازل والحجب.

3. أشعة النور منتشرة في كل مكان، كما الوعي متمدَّداً في كل كيان الإنسان ... والنور كالإنسان، أبدي أزلي، لا تنتقص أشعته بل تتمدّد، وتتدرّك وتنعكس ... وقدرها أن تعود الى موئلها ...

بقلم زياد دكاش

مهندس إتصالات

طالب في معهد الإيزوتيريك

http://www.esoteric-lebanon.org

http://www.esoteric-lebanon.org/test3.gif

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير