تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

6 - أن في ذلك اللقاء الخيالي ينقطع اللقاء بين الرجل والمرأة بمجرد ذهاب أحدهما وانقضاء مجلس المسائلة، وتصعب المعاودة إليه وتكراره، وربما جحد أحدهما بعد زمن وقوعه بينهما نسيانا، أما الماسنجر فلا ينقطع اللقاء بينهما أبدا حتى يحذف أحدهما بريد صاحبه، وهو مما لا يفعله إخواننا وأخواتنا اليوم، معللين ذلك بأوهن الأسباب، فيبقى أثر المحادثة الأولى بينهما متصلا يرى أحدهما صاحبه أمام عينيه كل وقت وحين، ولو أراد العود للحديث معه لعاد دونما تردد.

7 - أن في اللقاء الخيالي لا يمكن للرجل الإطلاع على أحوال المرأة وحياتها مطلقا، أما في لقاء الماسنجر فيمكن للرجل أن يعرف الشيء الكثير عن المرأة فمن ذلك معرفة وقت دخولها للنت، وعدد ساعات مكوثها عليه، و ينبني على هذا معرفة وقت نومها واستيقاظها، ومدى استغلالها لوقتها خارج النت، وبعض عباداتها كقيامها الليل أو صلاة الضحى من عدمهما، ومعرفة حالتها المادية، ومعرفة طبع أهلها من تشدد أو تساهل، وذلك بحسب وقت تواجدها على الماسنجر، بل ويمكن معرفة إن كانت طالبة أم لا بانقطاعها وقت الاختبارات الدراسية، ومعرفة انشغالها أو مرضها إذا افتقدها .. وهكذا مما لا يمكن معرفته في اللقاءات قديما، بل لا يوجد هذا في أي لقاء غير الماسنجر إذ هو أشبه بمراقبة جاسوسية، فكيف يشك العاقل بعد هذا أن الماسنجر من أعظم ما يقوي العلاقة ويغذيها، وأنه من أجل أبواب الفتن على الرجل والمرأة، وأن تجويزه مصادمة كبيرة لحديث (اتقوا الدنيا واتقوا النساء).

8 - أن اللقاء الخيالي لا يمكن لأحد أن ينتحل شخصية طالب العلم أو العالم، وأما الماسنجر فقد يسطو عليه غيره ويستعمله كذئب فطن يستدرج به فتيات المسلمين ممن قد وثقن بالشيخ أو الطالب فأضفنه لسؤاله واستفتاءه، وقد وقفت على سذاجة بعض أخواتنا بشكل لا يوصف ولست أحده بحد، فرأيت وثوق بعضهن بالشيخ ثقة عمياء فلا تستنكر عليه أمرا أبدا ولو طلب منها أن تبعث بصورتها إليه، أوأن تلتقي به في مكان عام، وربما خاص كما وقع لأحد إخواننا حمله عليه حب الاطلاع ومعرفة إلى أي مدى وصل نزع الحياء من قلب صاحبته. نسأل الله السلامة.

9 - أن لقاءات الماسنجر باب عظيم للاستحسان، والاستحسان بريد الحب ومنشأه، وهو باب خطير جدا إذا وقع بين الجنسين، فسدا للذريعة لا بد من غلق هذا الباب وعدم فتحه مطلقا، إلا عند الحاجة الماسة مع مراعاة أنها مقدرة بقدرها.

فإن قلت: كيف يكون الماسنجر باب عظيم للاستحسان؟

فالجواب: أن هذا أمر جلي ليس به خفاء ليسأل عنه ومع ذلك أقول:

كل ذي لب يعلم أن مجرد تكرار دخول المرأة على الرجل أو العكس لابد وأن يستهوي أحدهما للحديث، سواء كان ذلك في الماسنجر أم في الواقع، وقد يغذي ذاك ويزيده في الماسنجر غير ما تقدم أمور كثيرة منها: استحسان أحدهما من صاحبه انضباطه والتزامه واستقامته لكونه لا يكلمه إلا حين يجب، أو يستحسن منه وقت دخوله للإنترنت أو قلته، أو يستحسن منه رجاحة عقله، أو حسن تعامله، أو صقله للكلام وتحبيره، أو قوة علمه وطرحه، أو فقهه للواقع، أو شعوره بمقاربته لفهمه ومنهجه، أو لتجانسه مع طبعه وسماته، أو لسؤاله عنه إذا افتقده، أو لتعاهده بالإهداءات المفيدة، وغير ذلك مما يضعه الله في قلب العبد من غير سابق إنذار، فإذا استحسن الرجل المرأة أو هي استحسنته، ورآها كل يوم تدخل عليه، وهو يبحث عن الزوجة الصالحة، وهي تبحث عن الكفؤ الذي لم تجده في أقاربها، أتراهما يمسك أحدهما وجدانه عن الانفلات ليخلق المعاذير ليحدث صاحبه أنصاف الساعات إن لم تكن سويعات في كل لقاء علها تكون رفيقة الدرب، أو يكون هو فارس الأحلام. يسأل هذا عن أحوالها، وآخر كتاباتها، وحسن صياغتها، وحاجة المنتديات لعلمها، وتبدي هي تواضعها وقلة حيلتها وتثني على طرحه، وتسأله اتحافها بالجديد، فيرسل لها كل جديد ويستشيرها قبل نشره، فتبارك جهده وسعة اطلاعه، ويبارك هو ملاحظاتها ودقة فهمها، ثم ربما أشعرها أو أشعرته بضيق الصدر وكآبة القلب، فتشاطرا الحزن والهموم، وتعاهدا على التعاون على البر والتقوى، فقد جمعتهما أخوة الدين، وغربة الحق، وراحا يروحون عن أنفسهما بين الحين والحين، أليس من أفضل الأعمال إلقاء السرورعلى محيا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير