تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المسلمين، فنشأ بينهما المزاح، وتنادى بأحب الأسماء، فانفتح ما كان موصدا، وانفرج ما كان مغلقا، وتقاربت الأرواح، وخفة النفس، وتغيب العقل، وناب الهوى، وعلت صرخات الجوى، ونادت العادة لا حياة لي إن لم أره، فهو أنس ليلي، وبلسم فؤادي ... ولنا أن نتسائل هنا هل كانا يظنان أن تصل بهما الحال إلى هذا الحد؟ و إلى أي مدى يا ترى سيرضى منهما إبليس اللعين؟ نسأل الله السلامة والثبات على دينه.

ولست هنا لسرد بعض القصص الواقعية التي وقفت على بعضها بنفسي، والتي وقعت من خيرة إخواننا وأخواتنا بكل ما تعنيه كلمة الخيرية، وإنما أردت بيان أن لقاء الماسنجر بين الرجل والمرأة لا مثيل له قديما ليقاس عليه، ولا نظير له شرعا ليقال بجوازه، وأما مساءلات الصحابة لعائشة وغيرها فكانت على الملأ، وبعد الاستئذان قبل اللقاء، وبعد تهيئة مكان المسائلة شرعا، فلا خلوة فيه، ولا ريبة، ولا خيانة لما أتمنها عليه أهلها. وهذه مما لا يتوفر في لقاءات الماسنجر كما لا يخفى، فكيف بربك يصح يقاس الظلمات على النور.

والحاصل: أن ههنا بضعة عشرة وجها لمفارقة لقاءات الماسنجر للقاءات المساءلة قديما، فلا يصح قياس أحدهما على الآخر. وأنه يجب على الرجل إذا أضافته المرأة إلى ماسنجرها لتسأله عما أشكل عليها، أن يقوم بثلاثة أمور:

ا- أن يجيبها عن سؤلها، ولا يكتم العلم إن كانت المسألة مما لا تحتمل التأجيل كما هو معلوم.

ب- أن يبين لها خطورة إضافة الرجال في الماسنجر، إذا شعر أنها مما تستهين بالأمر، وإلا فقد خان نفسه وسكت عن منكر ظهر له.

ج- أن يحظرها بعد انتهاء اللقاء ويوصيها بحظره، والأفضل عندي أن يحذف بريدها ويوصيها بحذف بريده مع الاحتفاظ به إن شاءت، فإن أشكل عليها أمر في المستقبل لا يحتمل التأجيل أضافته مره أخرى لتسأل عما استجد، هذا إن لم تجد غيره، وإلا فلا يصح أن يعلقها بذاته وشخصه، ووجه هذه الوصية أمور:

منها: عملا بحديث (إنها صفية) أعني أن الصالح يجب عليه تبرئة ذمته مما قد يجلب لها الشكوك، ويسقط حرمة عرضه من عقلاء الناس وسفهاءهم، فإن من طبع بني آدم حينما يرى شخص اسم امرأة في ماسنجر رجل مهما كان ذاك الرجل صالح أو غير صالح وهي غير محظوره، فلا بد وأن يقوم في نفسه بذرة شك تسقيها الأيام بالظنون لتنبت كل حنظل مرير، فالواجب على العاقل التنزه عن مواطن الريب، وقد أغنى الله الناس بحلاله عن حرامه، فعلام الحرص على بقاءها في الماسنجر يرى دخولها أمام ناظريه آناء الليل وأطراف نهار، وما الحكمة في ذلك؟.

ومنها: أن تكرار دخول المرأة على الرجل كما هو الحال في الماسنجر لابد وأن يقذف في القلب استحسانا لها، ويشحذ الذهن لتذكر اللقاء الأول والحديث الذي دار بينهما، فلا تأمن بعدها ما سيكون بينهما كما تقدم، ومن جلف طبعه عن فهم هذا فهو جاهل بأمور القلوب فليدعه فليس الخطاب له، ويكفيه ما تقدم.

منقول

ـ[الغزالي]ــــــــ[03 - 02 - 2003, 06:20 ص]ـ

فائدة:

أنت في منتدى " الفصيح " و " ماسنجر " كلمة أعجمية

ومرادفها مرسال.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير