تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إياك .. إياك وهذا الفخ ..

إن اللعين يجيد بمهارة صناعة الفخاخ الكثيرة

بين أقدام السائرين إلى الله تعالى

وهذا من أخطر فخاخه .. فإياك وإياه.

ألم تسمع قول ربك سبحانه وتعالى:.

) إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)

فخذ حذرك جيدا ..

قلت وطعم المرارة يملأ فمي:

يا أخي الكريم

لقد اصبحت افكر كثيرا في هذه المسألة:

هل ما كنت عليه سابقا مجرد عبادة خارجية لا قيمة لها

وبمجرد ان أواجه اية فتنة ضيعتني معها .. ؟

شعرت وأنا أقول هذا أنني أرغب في البكاء ..

http://www.filme-jehad.8m.com/lightening2.gif

غير أني فوجئت بأخي يقول:

لا لا لا لا لا ... أرجوو ووك ..

استحلفك بالله أن تجمع معي قلبك للحظات:

أولا: أهنئك بحرارة على هذه النفسية الرائعة

التي وهبك الله إياها ...

أنت في نعمة من حيث لا تشعر ..

فالنفوس يا أخي ثلاث:

أمارة بالسوء ... ونفس لوامة .. ونفس مطمئة

فأنت الان واضح أنك في الدائرة الثانية في النفس اللوامة

ولست في دائرة النفس الأمارة بالسوء ..

وليس معنى هذا انها تركتك إلى غير رجعة

ولكن الالب عليك أنك الآن في الدائرة الثانية

وهذه نعمة .. ويبقى عليك أن تحافظ عليها وتستثمرها

ركز معي قليلا لما ساقوله:

صاحب النفس الأمارة بالسوء الذي تكون هي الغالبة عليه

ولم يصل بعد إلى النفس اللوامة

هذا تجده لا يحاسب نفسه أصلا، ولا ينتبه لها،

ولا يعرف خسارته من ربحه،

يمضي على عماه، ويبحر مع هواه

و يحسب أنه يحسن صنعا .... ‍‍ ‍‍‍!!!

بل قد يرى أنه ما فعل شيئا يستحق عليه العقوبة ..

ونحو هذا .. ولا أحسبك من هذا الصنف

حيث كلامك يؤكد لي انك لست من هؤلاء ..

وصمت قليلا ثم قال:

أخي الفاضل ممكن أسألك سؤالاً يوضح الأمر

لكن أرجو أن تركز في السؤال فإنه مهم:

الإنسان في (لحظة غفلته) ..

في الساعة التي يكون فيها منغمساً في الغفلة،

هل يكون مستيقظا .. مع اننا قلنا أنه في غفلة .. ؟؟

قلت في تلقائية: لا .. لا .. هذا مستحيل

تهلل وجهه وقال:

بارك الله فيك .. إذن اسمع جيدا ما سيأتي:

قال علماؤنا: فالإنسان الذي يكون غافلا

لا يكون مستيقظا في نفس اللحظة

ومن عرف أنه غافل، فقد استيقظ ..

خطوة على طريق اليقظة الكاملة

وهذا محسوب له .. ولصالحه ويبقى عليه خطوات مكملة

المهم ثق الآن:

أن شعورك هذا وإحساسك هذا وحرقتك هذه ...

تصب لصالحك في النهاية .. ابقَ على هذا

محاسبة للنفس، ومجاهدة لها ..

وثق انك على خير وإلى خير ..

) وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)

وعد رباني قاطع .. والله لا يخلف الميعاد

المهم إياك واليأس من روح الله ..

http://www.filme-jehad.8m.com/lightening2.gif

قال الراوي:

وجدت لهذه المعاني صداها الواضخ في نفسي

وشعرت أنني تهللت واقبلت بكليتي على ما يقول .. قال:

والآن ركز معي كثيرا، وقد يهولك ما ستسمع ..

سئل الإمام الجنيد رحمه الله: هل يزني (العارف)؟؟؟؟؟

يعني هل يمكن أن يقع في الزني

وقد بلغ من المعرفة درجة كبيرة جدا؟؟؟؟

قال بعد أن أطرق طويلا .. _ ما معناه _

نعم .. ممكن أن يقع .. !!

نعم .. رغم معرفته العالية الراقية

ممكن أن يقع منه هذا .. ولكن متى .. ؟

هذا هو السؤال؟؟؟؟؟؟ وهذه هي القضية

إذا وجد نفسه في أجواء ضاغطة

وفي لحظة ضعف بشري تصيب كل إنسان حتى لو كان عارفا

قال الراوي: ووجدت نفسي أتأوه ثم أقول:

اجواء ضاغطة!! أه .. أرايت؟؟

وواصل حديثه:

نعم إن للأجواء المحيطة بالإنسان أثرها القوي عليه

ولهذا حذرنا رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم

فقال (من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه)

وهذا تحذير عجيب

أن مجرد الحوم حول الفتنة يوقع فيها

فكيف بمن كان داخل أجواءها يرتع فيها؟؟

شيء طبيعي أنه سيقع فيها مرات ومرات و مرات

أرأيت لو أن إنسانا مريضا

فلما عرض نفسه على طبيب حاذق ..

وعرف الطبيب أن هذا الإنسان يعيش في بيئة موبوءة ..

فما هو أول طلب سيطلبه منه .. من أجل علاجه؟

قلت: يعتزل البيئة الموبوءه ابتداءً ..

أخذ صاحبي يهتف:

الله أكبر .. الله أكبر .. نعم ..

أول طلب هو: أن يغادر هذه البيئة .. إلى بيئة نظيفة نقية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير