قلت: طيب وان لم يستطع الاعتزال
صمت قليلا ونظر إليّ في حدة كأنما يعاتبني
أو يقرعني ثم قال:
أخي .. الإنسان الحريص على شفائه
سيعمل المستحيل للخلاص من تلك البيئة
سيفكر بآلاف الوسائل التي يمكن أن تعينه
على الانتقال إلى بيئة نظيفة مساعدة
سيبذل قصارى جهده ليجد مسلكا للنجاة ..
فإن علم الله صدقه وعزمه وإصراره على طلب النجاة
فسوف ييسر الله له ذلك من حيث لا يحتسب.
ثم لا أقل من أن يعتزل تلك الأجواء كلها ولو خلى بربه منفردا به
يقضي معه الساعات الطويلة
يملأها بألوان من الطاعات والقربات
والمناجاة والأذكار والصلوات والتفكر
والقراءات والاستماع إلى ألوان من الدروس .. ونحو هذا كثير
هذا إذا افترضنا انه لم يستطع الخلاص من تلك البيئة الضاغطة
ليلتحق بحلقات علم، وينخرط مع صحبة صالحة ..
ثم .. ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحيدا منفردا
يوم جاء يحمل هذا النور،
وكانت الأجواء كلها من حوله ضاغطة عليه
والإغراءات من كل مكان تضغط هي الأخرى
ولكنه ثبت في وجه الأعاصير، وصدق الله فصدقه
ألم يكن يوسف عليه السلام يتعرض لضغط مكثف وهو في بيت العزيز
حيث أجواء القصور الفاسدة تحيط به
http://www.filme-jehad.8m.com/lightening2.gif
حتى أنه اختار السجن من العيش فيها
() قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ)
والآية تشير إلى أنه كان يتعرض لضغوط كثيرة
حتى من غير امرأة العزيز ..
وفي قصة عبد الله بن حذافة السهمي عبرة أيضا
وقد أدخلت عليه امرأة ذات جمال ودلال لتبقى معه ليلة كاملة
يتعرض خلالها لضغوط نفسية هائلة
ولكنه حين صدق الله صدقه ..
وفي العصر الحديث قص مشابهة كثيرة
باختصار ..
أنت بحاجة شديدة إلى أجواء ذكر ومذاكرة دائمة ..
وأجواء دراسة ومُدارسة .. وطلب علم شرعي ..
وأجواء عبادة تحفها الملائكة .. يملأها اصداء القرآن الكريم
ودرسات في السيرة والفقه، وإقبال على أعمال صالحة كثيرة
وألوان من التفكر، وأوراد محاسبة ومعتبة ومعاقبة
وأجواء للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو في أضيق نطاق
حتى يصبح قلبك متوهجاً يؤتي ثماره الطيبة
باختصار أكثر ..
الصادق سيجد عشرات الوسائل للخلاص من تلك البيئة الضاغطة.
http://www.filme-jehad.8m.com/lightening2.gif
قال الرواي:
ولأول مرة شعرت أن كلمات أخي
كأنها تنطلق من مدفع رشاش سريع الطلقات
وقل أن أقول شيئا .. بادر يسحب أوراقا ويقدمها إليّ
وهو يقول: أحسب أن هذه الأوراق ستعينك في هذا الباب
ونظرت إلى المغالف في يدي، فوجدت العنوان كالتالي:
إلى من يشتكي الوحدة .. لست وحدك ..
وأثارني العنوان ايما إثارة .. ورغبت أن أنهي الحوار على غير عادتي
رغبة أن أخلو لأقرأ هذا الموضوع بتأن وتدبر وتركيز
وقك كان .. ووجدت في طيات هذا الموضوع
أمورا كثيرة نفعنا الله بها ..
فلله الحمد له، ولصاحبي الأثير دعواتي الخالصة.
(منقول)
ـ[بشائر الخير]ــــــــ[02 - 02 - 2003, 10:32 ص]ـ
كلامات رائعه حقيقة
تتحدث عن واقع حي
تعيشة الامة هذه الايام
ويعيشه الفرد كل يوم
نسال الله الصلاح والهداية