تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[06 - 06 - 08, 09:38 م]ـ

موضوع مفيد، كتب الله الأجر لصاحبته تاما غير منقوص ..

رأيت فيما يرى النائم رجلا يقرأ قوله تعالى: أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ر بهم ويخافون سوء الحساب والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة ألئك لهم عقبى الدار جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض ألئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا ومالحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب.

سمعتها بأحسن ترتيل وأداء، وعلمت أنها رسالة، فأصبحت أرددها دائما، وأسأل الله أن يعينني على العمل بها.

يقول تعالى: مفرقا بين أهل العلم والعمل وبين ضدهم:

" أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق "

ففهم ذلك، وعمل به.

" كمن هو أعمى "

لا يعلم الحق، ولا يعمل به، فبينهما من الفرق، كما بين السماء والأرض، فحقيق بالعبد أن يتذكر ويتفكر، أي الفريقين أحسن حالا، وخير مآلا، فيؤثر طريقها، ويسلك خلف فريقها، ولكن ما كل أحد يتذكر ما ينفعه ويضره.

" إنما يتذكر أولوا الألباب "

أي: أولو العقول الرزينة، والآراء الكاملة، الذين هم، لب العالم، وصفوة بني آدم، فإن سألت عن وصفهم، فلا تجد أحسن من وصف الله لهم بقوله:

" الذين يوفون بعهد الله "

الذي عهده إليهم، والذي عاهدهم عليه من القيام بحقوقه كاملة موفرة، فالوفاء بها، توفيتها حقها، من التنمية لها، والنصح فيها، (و) تمام الوفاء بها، أنهم

" ولا ينقضون الميثاق "

أي: العهد الذي عاهدوا الله عليه، فدخل في ذلك، جميع المواثيق والعهود، والأيمان والنذور، التي يعقدها العباد. فلا يكون العبد من أولي الألباب، الذين لهم الثواب العظيم، إلا بأدائها كاملة، وعدم نقضها وبخسها.

" والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل "

وهذا عام في كل ما أمر الله بوصله، من الإيمان به، وبرسوله، ومحبته، ومحبة رسوله، والانقياد لعبادته وحده لا شريك له، ولطاعة رسوله. ويصلون آباءهم وأمهاتهم، ببرهم بالقول والفعل، وعدم عقوقهم، ويصلون الأقارب والأرحام، بالإحسان إليهم، قولا وفعلا. ويصلون ما بينهم وبين الأزواج، والأصحاب، والمماليك، بأداء حقهم، كاملا موفرا، من الحقوق الدينية والدنيوية. والسبب الذي يجعل العبد واصلا ما أمر الله به، أن يوصل خشية الله، وخوف يوم الحساب، ولهذا قال:

" ويخشون ربهم "

أي: يخافونه، فيمنعهم خوفهم منه، ومن القدوم عليه يوم الحساب، أن يتجرأوا على معاصي الله، أو يقصروا في شيء مما أمر الله به، خوفا من العقاب، ورجاء للثواب.

" والذين صبروا "

على المأمورات بامتثالها، وعن المنهيات بالانكفاف عنها، والبعد منها، وعلى أقدار الله المؤلمة، بعدم تسخطها. لكن بشرط أن يكون ذلك الصبر

" ابتغاء وجه ربهم "

لا لغير ذلك من المقاصد والأغراض الفاسدة، فإن هذا هو الصبر النافع، الذي يحبس به العبد نفسه، وطلبا لمرضاة ربه، ورجاء للقرب منه. والخطوة بثوابه، هو الصبر الذي من خصائص أهل الإيمان، وأما الصبر المشترك، الذي غايته التجلد، ومنتهاه الفخر، فهذا يصدر من البر والفاجر، والمؤمن والكافر، فليس هو الممدوح، على الحقيقة.

" وأقاموا الصلاة "

بأركانها، وشروطها، ومكملاتها، ظاهرا وباطنا،

" وأنفقوا من ما رزقناهم سرا وعلانية "

دخل في ذلك، النفقات الواجبة، كالزكوات، والكفارات، والنفقات المستحبة، وأنهم ينفقون، حيث دعت الحاجة إلى النفقة، سرا وعلانية،

" ويدرؤون بالحسنة السيئة "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير