ـ[أبو الحارث وهمام]ــــــــ[20 - 04 - 08, 08:07 ص]ـ
قال المؤلف في حاشية صفحة 48 تعليقاً على قول النبي صلى الله عليه و سلم في الدعاء المشهور: " و الشر ليس إليك " ما نصه: (أي لا ينسب الشر إلى الله تعالى لانه ليس من فعله تعالى، بل أفعاله عز و جل كلها خير لأنها دائرة بين العدل و الفضل و الحكمة، و هذا كله خير لا شر فيه. و الشر إنما صار شراً لانقطاع نسبته و اضافته إليه تعالى. قال ابن القيم – رحمه الله تعالى -: و هو سبحانه خالق الخير و الشر، فالشر في بعض مخلوقاته لا في خلقه و فعله، و لهذا تنزه سبحانه عن الظلم الذي حقيقته وضع الشيء في غير محله فلا يضع الأشياء إلا في مواضعها اللائقة بها و ذلك خير كله. و الشر وضع الشيء في غير محله فإذا وضع في محله لم يكن شراً فعلم أن الشر ليس إليه. ا. هـ.
قال محمد الأمين: وهذا صحيح تماماً، والذي رد عليه قد أخطأ في فهم النص.
واعترض الشيخ بقوله: "في أول كلام الشيخ الألباني نظر، لأن إخراج الشر من أفعال الله تعالى يقتضي أن يكون للشر خالق غير الله تعالى"
وكلامه لا يناقض كلام الألباني كما سنرى. واتهامه للشيخ الألباني بموافقة القدرية والمجوس، فيه مبالغة عظيمة.
فإن الشر هو نقص الخير. كما أن الظلام هو نقص النور، والبرد هو نقص الحرارة. فلا يوجد عملياً شيء اسمه برد، بل هناك درجة حرارة (برودة) مطلقة وهي -375 تحت الصفر، بينما لا حد لدرجة الحرارة العليا. وكذلك هناك درجة ظلام مطلق (أي لا توجد أي فوتونات ضوئية)، بينما لا حد لدرجة النور العليا.
فحديث " و الشر ليس إليك " وما فهمه الشيخ الألباني منه، لا يعني أن يكون للشر خالق غير الله تعالى. بل إن الشر ليس شيء بذاته، بل هو نقص الخير في موضع. وبذلك لا معنى لاتهام الشيخ الألباني بموافقته للقدرية والمجوس، وحاشاه من ذلك. هذا والله أعلم.
لقد تراجع الشيخ رحمه الله عن هذا الخطأ الذي وقع فيه وهو غير مقصود منه رحمه الله
ـ[ابو عبد الله الرباطي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 06:56 م]ـ
رحم الله الجميع ولعل تعقب الشيخ حمود للألباني في شبابه هو الدافع له على هذا الحماس والذي نتج عنه مالانرضاه للشيخ والألباني كذلك كان شديدا في رده على الشيخ والحدة من طبعهما رحمهما الله رحمة واسعة.
هذا هو الظاهر و الله أعلم كما أن الشيخ التويجري رحمه الله لم يحالفه الصواب في أغلب ردوده بل كانت في مجملها عارية عن الدليل ...
كمثل نسبته أو فهمه من كلام الشيخ الألباني رحمه الله أن الله لم يخلق الشر فهذا لايعقل أن يقوله رجل من أهل السنة فكيف بحاميها بإذن الله عزوجل ... فهذا نتج عن تفسير خاطئ للمقطع الذي أوردها فيه الألباني رحمه الله ... و كم من أقوال لعلماء الملة و الدين و أئمة الهدى إن لم يحمل مجملها على مفصلها و عامها على خاصها و مطلقها على مقيدها من كلامهم فستفهم آراء على غير مرادهم بها و الله المستعان.
ـ[ابو عبد الله الرباطي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 06:59 م]ـ
وكان للمترجم ردود بينه وبين الإمام المحدث ناصر الدين الألباني -رحمه الله-، ورغم ذلك بقيت الرحم السلفية قائمة بين الإمامين، وقد تجلى ذلك في صور رائعة منه:
أولاً: حرص الشيخ حمود -رحمه الله- على الرد على المقالة التي يرى أن الشيخ الألباني -رحمه الله- لم يحالفه الصواب فيه، مع حرصه على مكانة المردود عليه، فقد جاء أحد محبي الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني -رحمه الله- معاتباً حيث توجد عبارة للشيخ حمود في كتابه (الصارم المشهور) رداً على الألباني، فطلب الشيخ الكتاب، وكان مهيئاً لإعادة الطبع، فنظر إلى الموطن المشار إليه، ثم ضرب عليه.
ثانياً: حرص الشيخ حمود -رحمه الله- على استضافة الألباني -رحمه الله- في منزله حينما زار الألباني الرياض عام (1410هـ)، وقد حُدثت عن بعض من حضر تلك الدعوة أن الشيخ كان في قمة اهتمامه وحفاوته بالألباني -رحمه الله-.
ثالثاً: ثناء الشيخ حمود -رحمه الله- على الألباني -رحمه الله-، فمن مقالاته فيه:
* قال مرة بمناسبة صدور جائزة الملك فيصل العالمية: (إن الشيخ ناصر من أحق من يُعطاها لخدمته السنة).
* ثناؤه على الألباني -رحمه الله- وشكره له اعتنائه بشأن الصلاة، وعلى إنكاره على المبتدعين في النية، وعلى رده على من أنكر الصلاة على آل النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى إنكاره على المحافظين على التوسلات البدعية وكان مما قاله -رحمه الله-: (والله المسئول أن يجعلنا وإياه من حزبه المفلحين الذين يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر).
* قال: (الألباني -الآن- علم على السنة، الطعن فيه إعانة على الطعن في السنة).
قلت: وقد ذكرتني كلمات الشيخ حمود -رحمه الله- بكلمات جميلة للإمام محمد بن إبراهيم -رحمه الله- حيث يقول: (بعض الناس ذهب إلى المنع من تحلي النساء بالذهب، وكتب في ذلك، وهذا خلاف ما في الأحاديث المصرحة بذلك، والذي كتب في ذلك ناصر الدين الألباني، وهو صاحب سنة ونصرة للحق ومصادمة لأهل الباطل ... )) إلخ كلامه -رحمه الله-.
ومثل هذا الثناء والتلطف إنما يكون مع أئمة السنة ...
مقتبس من كتاب بعنوان (المنتقى من تراجم أهل العلم والتقى)
¥