تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الأولى بوصفها أكبر مستهلك للبن في العالم، فهي تستهلك خُمس ماينتجه العالم سنوياً. ويتناول الأمريكيون 400 مليون كوب من القهوة يومياً. ومن بين الأقطار الأخرى التي تأتي في مقدمة المستهلكين: إيطاليا، والبرازيل، وبريطانيا، وفرنسا، واليابان. وتنتج البرازيل بمفردها نحو 20% من المحصول العالمي للبن. وتأتي فيتنام كولومبيا في المرتبة التالية من حيث إنتاج البن. ويعد البن محصولاً ذا أهمية قصوى في اقتصاد كثير من بلدان أمريكا اللاتينية.
من الثمرة إلى الكوب
البن يتحصل عليه من الثمار اللبية التي تنمو في شجيرة.، وتحتوي كل ثمرة على بذرتين.
تطحن بذور البن المحمصة وتضاف للماء الساخن لصنع القهوة.
شجرة البن. الاسم العلمي لنبتة البن الشائعة هو شجرة البن العربي وكانت تنمو نمواً برياً في إثيوبيا أصلاً. وفي فترة متأخرة زرع البن في كلٍّ من جاوه، وسومطرة، والهند، والجزيرة العربية، وإفريقيا الاستوائية، وهاواي والمكسيك، وأمريكا الوسطى والجنوبية، وجزر الهند الغربية.
شجرة البن العربي نبتة ذات أوراق صقيلة لامعة دائمة الخضرة، ويتراوح أقصى ارتفاع لها بين 4,3 و 6,1م. ويقوم المزارعون عادة بتقليم شجيرات البن حتى لا يتجاوز طولها 3,7م. ولشجيرة البن أزهار بيضاء ذاتية التلقيح.
تصنَّف بذرة البن ضمن الثمار اللُّبية، وتبدأ في النمو أثناء إزهار النبتة، وتكون خضراء في البداية فصفراء، ثم حمراء. وتنتج الشجرة المتوسطة من الثمار في العام الواحد ما يكفي لصنع نحو 0,7كجم من البن المحمص.
تحتاج شجرة البن عادة إلى ما يتراوح بين ستة وثمانية أعوام قبل أن تنتج محصولاً كاملاً. وتنمو الأنواع الرائجة من أشجار البن نمواً جيداً في الارتفاعات ذات المناخ الاستوائي التي تتراوح بين 1,100 و 2,400م. وتنمو معظم أشجار البن من بذور تزرع أولاً في مشاتل، ثم تنقل الشتلات بعد مضي عام إلى حقول تعد خصيصاً لها. ويبلغ عدد الشتلات في الفدان الواحد ما بين 500 و1000 شتلة.
الإعداد للسوق. تُقطف معظم الثمار يدوياً، وبعضها يُحصد بآلات تقوم بهز الشجيرات فتسقط الثمار، ثم تجمع. وبعد جمعها توضع في مغطس أو موضع به ماء جار يطلق عليه المسيل (القناة). تطفو الأعشاب والأوراق والثمار الخضراء الفاسدة على سطح الماء المسيل، بينما تغطس الثمار الجيدة.
نزع اللُّباب. تُنْقَلُ الثمار الجيدة بعد ذلك، إلى موقع تنزع فيه الآلات اللباب؛ وتحتوي كل ثمرة على بذرتين ولكل بذرة قشرة خارجية تشبه الرق الجلدي، وأخرى تسمى القشرة الفضية، تكون الثمار غير المقشوره في البداية غضة زرقاء ضاربة للخضرة، لكنها تصبح فيما بعد صلبة قاسية ذات لون أصفر فاتح. وتنقل الثمار، عقب انتزاع اللباب، إلى مجموعة من أحواض التخمير والتنظيف، ثم، تجفف وتترك لعمليات المعالجة عدة أسابيع.
تحضير البن للسوق يبدأ عندما يفرز العمال البذور ويستخدمون آلة تقشير لاستخراج بذور البن.
ثم تجفف البذور في الشمس، وتعالج عدة أسابيع، ثم تحمص لتعطي نكهتها المعهودة.
التقشير والفرز يؤلفان الخطوة الثانية، وفيها تقوم آلات الفرز بنزع القشرتين الخارجية والفضية. ولدى خروج البذور من الآلة، تقوم مروحة بفصل القشور المفككة عن الثمار، ثم تنقل البذور إلى آلة تسمى الفرَّازة، مهمتها استبعاد الأتربة، والغبار، والبذور الصغيرة أو المكسورة. وهكذا تستمر عملية الفرز إلى أن يتبقى في نهاية المطاف أكبر البذور وأفضلها.
التحميص. يعبأ معظم البن في أكياس من الخيش تبلغ زنة الواحدة منها 60كجم. وتفرغ في أماكن معدة للتحميص ذات قنوات مائلة تنحدر من أعلى إلى أسفل، ويقوم جهاز ماص بإزالة الأتربة والمواد العالقة الأخرى، ومن ثم ينقل البن إلى آلة المزج، وهي أسطوانة دوارة تقوم بخلط الأنواع المختلفة من البن معًا.
تنساب البذور من آلة المزج منحدرة إلى صناديق التخزين عن طريق الجاذبية، ثم إلى أفران التحميص، فتبقى مدة تتراوح بين 16 و17 دقيقة تحت درجة حرارة مقدارها 482°م، وتفقد البذور نحو سدس وزنها خلال عملية التحميص هذه. بعد ذلك تُبرد البذور وتنظف ثم تنقل إلى صناديق، حيث تحفظ بها إلى أن تطحن. وبعد الطحن، يعبأ البن المسحوق في علب مفرغة الهواء أو في أكياس ورقية.
البن السريع الذوبان
¥