تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفقك الله الأمر واضح جدًا ... فما لي أرى إخواننا تأخروا في جواب سؤالك ... ألوضوحه ... أم خشوا أن يحشروا في قائمة ذاك الجهول الكذوب ... فهل هناك من ينازع في عدم جواز إقدام المرء المسلم على ذلك إلا إذا توفرت فيه أدوات الاجتهاد كاملة؟

ولكني أراك تسلط الضوء على الشرط العلمي فقط متناسيا لشرط العدالة ... و ربما كان اليوم أهم منه بالأمس، فقد فسدت الذمم ... واشرأبت أعناق كثير من السفلة اللئام لهذا المنصب الرفيع في شريعة الإسلام ... وهم بين مغموص في دينه يطمع في دعواه بلوغ درجة الاجتهاد نيل حظوظ من المراتب الدنيوية زائلة ... وبين سفيه تربى على قارعة الطريق أو على أحد أرصفة المواني هنا أو هناك ... ثم دلف بين صفوف طلبة العلم بكل جهل وحمق وسفاهة ... مصاحبًا لأخلاق من تربى بين أحضانهم من أهل المجون والفسق ... يروم نيل تلك الدرجة العالية ... وبينه وبينها ما بين السماء والأرض حسًا ومعنىً ... قد جمع بين الجهل بكل معانيه وأوصافه والسفه والطيش والسفالة بكل أنواعها وشرورها ... فيالله كم جرت وتجر دعواهم تلك على الأمة من ويلات ومصائب ... وكم عانى العلم وأهله من تواجدهم واقتحامهم ساحتهم ... فكم من باب علم أفسدوه ... ومن عالم انتسبوا إليه زورًا وبهتانًا يتبرأ منهم يوم القيامة بسبب إساءتهم إليه وجهلهم عليه ... وكم من طالب علم قعدوا له بكل صراط يوعدون ... يغمزون ويلمزون ... بل يرعبون ويهددون ... بل يغرون به سلطان الزمان لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة ... يستعملون أساليب التجسس ... وطرق أهل الضلالة في إرهاب الأبرياء والتحريش بينهم ... ويتبعون أساليب أهل البدعة في الطعن والتشهير بالخُلص من المسلمين ... يعيبون علومهم وفهومهم ... مع أنهم هم أهل العيب الجاهلون الحمقى المغفلون ... وقد صدق فيهم قول من انتسبوا إليه زورًا وبهتانًا وهو منهم براء: ( ... لا آفة على العلوم وأهلها، أضر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها، فإنهم يجهلون، ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون ويقدّرون أنهم يصلحون).

طبعا أنا هنا أعني أشخاصًا بأعيانهم ... وربما ظن بعض الأحبة أنهم مقصدون بكلامي هذا فأقول: كلا ... ليس من بين من أشرت إليهم - ممن أوقد نار الفتن جاهدًا، وأحاطت به الجهالات من كل جوانبه - المبارك وصاحبه الأصغر سنًا ولا المصري الغضوب ... فثلاثتهم - وخاصة المبارك - ظني بهم إلي ساعتنا هذه خيرًا على الرغم من سكوتهم على كثير من السفه والطيش هناك ... وقد كانوا يأوون إلى ركن وثيق هنا بين أحبابهم ... ولهم في إبداء آرائهم هنا فسحة وأي فسحة.


(يجب على أهل العلم بالحديث بعدهم أن ينظروا في اختلافهم، ويجتهدوا في معرفة معانيهم في القبول والرد، ثم يختاروا من أقاويلهم أصحها) الإمام البيهقي في مقدمة دلائل النبوة.

الفهم الصحيح
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى الفهم الصحيح
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى الفهم الصحيح
إيجاد جميع المشاركات للعضو الفهم الصحيح
إضافة الفهم الصحيح إلى قائمة الأصدقاء

#46 22/ 07/06, 04:25 04:25:18 PM
الموسوي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 24/ 11/04
المشاركات: 76

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير