قَوْله: (فَيُدَارِسهُ الْقُرْآن) قِيلَ الْحِكْمَة فِيهِ أَنَّ مُدَارَسَة الْقُرْآن تُجَدِّد لَهُ الْعَهْد بِمَزِيدِ غِنَى النَّفْس ........ وَفيه اسْتِحْبَاب الْإِكْثَار مِنْ الْقِرَاءَة فِي رَمَضَان وَكَوْنهَا أَفْضَل مِنْ سَائِر الْأَذْكَار , إِذْ لَوْ كَانَ الذِّكْر أَفْضَل أَوْ مُسَاوِيًا لَفَعَلَاهُ. فَإِنْ قِيلَ: الْمَقْصُود تَجْوِيد الْحِفْظ , قُلْنَا الْحِفْظ كَانَ حَاصِلًا , وَالزِّيَادَة فِيهِ تَحْصُل بِبَعْضِ الْمَجَالِس. أ.هـ
6 - ويستحب كثرة الجود بالخير من القول والفعل والعطاء:
فى الحديث عند البخاري " فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ".
قال ابن حجر:
وَالْجُود فِي الشَّرْع إِعْطَاء مَا يَنْبَغِي لِمَنْ يَنْبَغِي , وَهُوَ أَعَمّ مِنْ الصَّدَقَة. وَأَيْضًا فَرَمَضَان مَوْسِم الْخَيْرَات ; لِأَنَّ نِعَم اللَّه عَلَى عِبَاده فِيهِ زَائِدَة عَلَى غَيْره , فَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْثِر مُتَابَعَة سُنَّة اللَّه فِي عِبَاده. فَبِمَجْمُوعِ مَا ذُكِرَ مِنْ الْوَقْت وَالْمَنْزُول بِهِ وَالنَّازِل وَالْمُذَاكَرَة حَصَلَ الْمَزِيد فِي الْجُود .....
وَالْمُرْسَلَة أَيْ: الْمُطْلَقَة يَعْنِي أَنَّهُ فِي الْإِسْرَاع بِالْجُودِ أَسْرَع مِنْ الرِّيح , وَعَبَّرَ بِالْمُرْسَلَةِ إِشَارَة إِلَى دَوَام هُبُوبهَا بِالرَّحْمَةِ , وَإِلَى عُمُوم النَّفْع بِجُودِهِ كَمَا تَعُمّ الرِّيح الْمُرْسَلَة جَمِيع مَا تَهُبّ عَلَيْهِ. وَوَقَعَ عِنْد أَحْمَد فِي آخِر هَذَا الْحَدِيث " لَا يُسْأَل شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ " وَثَبَتَتْ هَذِهِ الزِّيَادَة فِي الصَّحِيح مِنْ حَدِيث جَابِر " مَا سُئِلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَقَالَ لَا ". وَقَالَ النَّوَوِيّ: فِي الْحَدِيث فَوَائِد: مِنْهَا الْحَثّ عَلَى الْجُود فِي كُلّ وَقْت , وَمِنْهَا الزِّيَادَة فِي رَمَضَان وَعِنْد الِاجْتِمَاع بِأَهْلِ الصَّلَاح. أ.هـ
7 - ويستحبّ أن يدعو عند الإفطار:
فقد ورد عن عبد اللّه بن عمرو رضي الله تعالى عنهما مرفوعاً: «إنّ للصّائم دعوةً لا تردّ» وهذا الحديث وكل ما فى معناه مثل حديث " ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر , و الإمام العادل , و دعوة المظلوم" كلها احاديث لايصح منها شئ ولكن الصيام عبادة عظيمة والسنة الدعاء بين يدي الاعمال الصالحة، أى بعد تمام أدائها , فمن اتم حجه امُر بقول الله تعالى: فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا " [البقرة - 200] , والسنة الدعاء دبر الصلوات اى فى اخرها قبل التسليم , فكان من الخير الدعاء عند الفطر بين يدى الصيام والله الموفق للخير.
وليس هناك دعاء موقوف مأثور عن النبي , وما عرف من دعاء" اللهم لك صمت و على رزقك أفطرت ... " فلا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم
لكن ما جاء في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال: «ذهب الظّمأ، وابتلّت العروق، وثبت الأجر إن شاء اللّه تعالى» [قال الألبانى فى "إرواء الغليل" 4/ 39:حسن]
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إذَا أَفْطَرَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي. [اورده الشوكانى فى نيل الاوطار]
9 - يستحب إفطار الصائمين:
فى الحديث:" من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا" [(صحيح) انظر حديث رقم: 6415 في صحيح الجامع].
س: ما هى مكروهات الصوم؟
الجواب:
يكره للصّائم بوجه عامّ - مع الخلاف - ما يلي:
1 - ذوق شيء بلا عذر:
لما فيه من تعريض الصّوم للفساد، ومن العذر مضغ الطّعام للولد، إذا لم تجد الأمّ منه بدّاً، فلا بأس به، ويكره إذا كان لها منه بدّ، وكذا ذوق الطّعام، لينظر اعتداله، لصانع الطّعام، والمرأة حال طهوها للطعام خاصة لمن تعلم من زوجها اساءة عند عدم اعتدال الطعام.!
¥