قال تعالى: [حافظوا على الصلاة والصلاة الوسطى] جاءت قراءة أخرى بنيت المراد من الصلاة الوسطى، وهي قراءة حفصة وعائشة رضي الله عنهن وعن أباهن، [حافظوا على الصلوات وعلى الصلاة الوسطى صلاة العصر].
قاعدة:
يعمل بالقراءة الشاذة – إذا صح سندها – تنزيلا لها منزلة خبر الآحاد.
تطبيق: قال تعالى: [فصيام ثلاثة أيام] في كفارة اليمين جاء في قراءة ابن مسعود t: ثلاثة أيام متتابعات وعليه يقال بلزوم التتابع في صيام كفارة اليمين (1)
قاعدة:
القراءة الشاذة إن خالفت القراءة المتواترة المجمع عليها بحيث لا يمكن الجمع بينهما فهي باطلة.
توضيح:
تبين في القاعدة السابقة أن القراءة الشاذة حجة في الأحكام لكن هذا مقيد بما ورد في هذه القاعدة وهو أن لا تكون معارضة للقراءة المتواترة بحيث يتعذر الجمع بينهما.
فإن حصلت المعارضة دل ذلك على أنها باطلة.
تطبيق:
قال تعالى: [إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه إن يطوّف بهما] قرأها بعضهم: [فلا جناح عليه الاّ يطوف بهما] وهي قراءة غير متواترة فهي شاذة لا يعمل بها لأنه لا يمكن الجمع بينهما.
قاعدة:
القراءة سنة متبعة، فإذا ثبتت لا يردها قياس عربية ولا انتشار لغة.
توضيح:
نقل ابن الجزري عن ابي عمرو الداني قوله: وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة والأقيس في العربية بل على الأثبت في الأثر والأصح في النقل. ولرواية إذا ثبتت عنهم لم يردها قياس عربية ولا فشو لغة لأن القراءة سنة متبعة يلزم قبولها والمصير إليها. النشر (1/ 10).
تطبيق:
ضم الملائكة في قوله: [وإذ قلنا للملائكةِ اسجدوا] وهي في خمسة مواضع من القرآن الكريم وقد ذكر ابن الجوزي اعتراض بعض النحاة عليها وأجاب عن ذلك. النشر (2/ 210).
قاعدة:
البسملة نزلت مع السورة في بعض الأحرف السبعة فمن قرأ بحرف نزلت فيه عدّها ومن قرأ بغير ذلك لم يعدها.
توضيح:
لقد وقع جدل طويل حول البسملة هل هي آية مستقلة جاءت للفصل بين السور أم هي آية من كل سورة، أم هي آية من الفاتحة فقط. ومن أحسن ما قيل في ذلك أن البسملة في بعض القراءات من السورة وفي بعضها الآخر لا.
تطبيق:
قوله تعالى: [فإن الله هو الغني الحميد] الحديد 24. وفي قراءة فإن الله الغني الحميد. لفظه [هو] من القرآن على القراءة الأولى دون الثانية.
قاعدة:
إذا ثبتت القراءتان لم ترجح احداهما ترجيحا يكاد يسقط الأخرى. وإذا اختلف الاعرابان لم يفضل إعراب على إعراب، كما لا يقال بأن إحدى القراءتين أجود من الأخرى.
توضيح:
إذا كانت القراءة مستوفية للشروط فإن الواجب النادب مع كلام الله عز وجل. والتحفيظ في العبارة عند التفسير له. قال الزركشي رحمه الله في البرهان (1/ 339): الا أنه ينبغي التنبيه على شيء وهو أنه قد ترجح إحدى القراءتين على الأخرى ترجيحا يكاد يسقط القراءة الأخرى وهذا غير مرضي لأن كلتيهما متواترة وقد حكى أبو عمرو الزاهد في كتابه اليواقيت عن ثعلب أنه قال: إذا اختلف الاعراب في القرآن عن السبعة لم افضل إعرابا على إعراب في القرآن فإذا خرجت إلى الكلام [كلام الناس] فضلت الأقوى، وهو حسن .... وقال أبو جعفر النماس في سورة المزمل: السلامة عند أهل الدين أنه إذا صحت القراءتان عن الجماعة انه لا يقال أحدهما أجود. لأنهما جميعا من النبي r فيأثم من قال ذلك. وكان رؤساء الصحابة y ينكرون مثل هذا. وقال الشيخ شهاب الدين أبو شامة رحمه الله: قد أكثر المصنفون في القراءات والتفاسير من الترجيح بين قراءة [مَلِكِ] و [مالكِ] حتى أن بعضهم يبالغ إلى حد يكاد يسقط القراءة الأخرى وليس هذا بمحمود بعد ثبوت القراءتين واتصاف الرب بهما ثم قال: حتى اني اصلي بهذه في ركعة وبهذه في ركعة. أ. هـ كلام الزركشي.
القسم الرابع
القواعد المتعلقة بترتيب الآيات السور
قاعدة:
ترتيب الآيات توقيفي دون السور.
توضيح:
فيما يتعلق بترتيب الآيات فهذا مقطوع به أما السور فقد حصل في ترتيبها خلاف بين العلماء هل هو توقيفي من الشارع أم باجتهاد من الصحابة؟ وهناك ترتيب بين السور على الجملة مقطوع به أيضاً:
1 - السبع الطوال.
2 - الحواميم.
3 - المفصّل.
¥