تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وينبني على هذه القاعدة: ترك الاعتداد بالمناسبات بين السور إضافة إلى عدم القول بتفصيل القراءة على ترتيب المصحف في الصلاة أو خارجها

الباب الثاني

طريقة التفسير

قاعدة:

التفسير يكون إما بنقل ثابت أو نظر صائب وما سواها فباطل.

توضيح:

قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: والعلم إما نقل مصدق عن معصوم، وإما قول عليه دليل معلوم، وما سوى هذا فإما مزيف مردود، واما موقوف لا يعلم أنه بهرج ولا منقود. (مقدمة في التفسير ص4).

يدخل تحت هذا الباب خمسة فصول:

الأول: تفسير القرآن بالقرآن.

الثاني: تفسير القرآن بالسنة.

الثالث: تفسير القرآن بأقوال الصحابة.

الرابع: تفسير القرآن بأقوال التابعين.

الخامس: تفسير القرآن باللغة.

الفصل الأول

تفسير القرآن بالقرآن

يعد تفسير القرآن بالقرآن من أقوى أنواع التفسير إلا أنه لا يقطع بصحته إلا إن كان الذي فسر الآية بالآية رسول الله r أو وقع عليه الإجماع أو صدر عن أحد من الصحابة ولم يعلم له مخالف. وأما ما عدا ذلك فهو اجتهاد من قائله قابل للخطأ والصواب فلا يجزم بصحته.

أنواع تفسير القرآن بالقرآن:

ينقسم تفسير القرآن بالقرآن إلى عدة أنواع، منها بيان الجمل، وتقييد المطلق، وتخصيص العام، والبيان بالمنطوق والمفهوم، وتفسير لفظ بلفظ، ومعنى بمعنى ..... الخ.

بيان المجمل: وهو ينقسم إلى قسمين:

الأول: البيان بالمتصل: وهو الذي يقع فيه الاتصال بين المبين بالمبين. ومثاله قوله تعالى: [وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود] بين المراد من الخيط الأبيض والأسود قوله: [من الفجر] ومثال قوله: [يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء] ثم بين المراد باتخاذهم أولياء هنا بقوله: [تلقون إليهم بالمودة].

الثاني: البيان بالمنفصل: وهو الذي يقع فيه الانفصال بين المبِّين والمبيَّن. ومثاله قوله تعالى: [أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم] فقوله إلا ما يتلى عليكم مجمل بيانه ثم في الآية الأخرى [حرمت عليكم الميتة والدم .... ] ومن الأمثلة أيضاً قوله تعالى: [فتلقى آدم من ربه كلمات] بين هذه الكلمات في آية أخرى [قالا ربنا إنا ظلمنا أنفسنا] والأمثلة هنا كثيرة.

ذكر بعض أقسام الاجمال:

القسم الأول: إجمال من جهة الاشتراك:

وهو ثلاثة أنواع:

الاشتراك في الأسم: قال تعالى: [وليطوفوا بالبيت العتيق] يطلق لفظ العتيق على: القديم، المعتق من الجبابرة، الكريم. وقد جاء بيان المراد من ذلك وهو القديم في آية أخرى بقوله: [إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة] مع أن المعاني الأخرى صادقة عليه.

الاشتراك في الفعل: قال تعالى: [والليل إذا عسعس] يطلق لفظ عسعس على إقبال الليل وإدباره. وقد ورد الاقسام بإقباله في قوله: [والليل إذا يغشى] وورد الاقسام بإدباره في قوله: [والليل إذا أدبر] فبعضهم فسره بالأول وذهب آخرون إلى تفسيره بالثاني. والحقيقة أنه لا مانع من الحمل عليهما لما سيأتي إن شاء الله.

الاشتراك في حرف: قوله تعالى: [ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة] قال الشنقيطي رحمه الله: الوارد في قوله: [وعلى أبصارهم] محتملة للعطف على ما قبلها وللاستئناف ولكنه تعالى بين في سورة الجاثية أن قوله هنا [وعلى سمعهم] معطوف على قلوبهم وان قوله [وعلى أبصارهم غشاوة] جملة مستأنفة مبتدأ وخبر. فيكون الختم على القلوب والأسماع، والغشاوة على خصوص الأبصار والآية التي تبين بها ذلك قوله: [أفرأيت من أتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة] أضواء البيان (1/ 8).

القسم الثاني: إجمال من جهة الإبهام:

وهو أنواع:

ابهام في اسم حسن مجموع: قال تعالى: [فتلقى آدم من ربه كلمات] ابهم الكلمات في هذا الموضوع وبينها في الآية الأخرى [قالا ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا .... ].

إبهام في اسم حسن مفرد: قال تعالى: [وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا] ابهم الكلمة هنا وبينها في الآية الأخرى [ونريد أن نمن على الذين استضعفوا ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين .... ].

إبهام في حرف: قال تعالى: [وانفقوا مما رزقناكم] لفظة (من) هنا للتبعيض وهي مبهمة هنا جاء مبينا في قوله [يسألونك ماذا ينفقون قل: العفو].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير