ن- أن يخبر عن شيء أنه سيقع ثم يذكر وقوعه في موضع آخر:
مثال: قال تعالى: [سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا] الآية. وقال في موضع آخر: [وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء].
ك- أن يذكر لفظ عام في موضع ثم يصرح في بعض المواضيع بدخول بعض أفراد ذلك العام فيه:
مثال: قال تعالى: [ذلك ومن يعظم شعائر الله] وقد صرح في موضع آخر بدخول البُدْنِ في هذا العموم فقال: [والبدن جعلناها لكم من شعائر الله].
ع- أن تذكر قصص موجزة في موضع ثم يفصلها في موضع آخر:
مثال: الأمثلة عليه كثيرة كقصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
هذه بعض الصور الداخلة تحت النوع السابع.
الجمع ين ما يتوهم أنه مختلف في القرآن:
مثال: أخبر تعالى: في موضع أنه خلق آدم من تراب، ثم أخبر تعالى في موضع آخر أنه خلق آدم من طين، ثم أخبر في موضع آخر بأنه خلق الإنسان من حمأٍ مسنون وصلصال كالفخار.
وهذا كله حق لا تعارض فيه. فإن خلق آدم مر على مراحل ذكر في كل موضع مرحلة فالتراب خلط بالماء فصار طيناً، والصلصال طين مخصوص ثم يبس فصار فخاراً فهذه أطوار في الخلق. وأمثلة هذا النوع كثيرة وفيه بعض المؤلفات.
هذا آخر ما أردنا ذكره من أنواع تفسير القرآن بالقرآن، وهناك أشياء أخرى تركتها خشية الإطالة وانظر مقدمة تفسير أضواء البيان للشنقيطي رحمه الله.
الفصل الثاني
تفسير القرآن بالسنة
من هدي النبي r في تفسير القرآن:
عندما نتبع السنن الواردة عن النبي r في تفسير القرآن نجد أنها أنواع مختلفة:
أن يفسر النبي r القرآن بالقرآن:
تطبيق: عن ابن مسعود t قال: لما نزلت: [الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم] قلنا يا رسول الله: أينا لا يظلم نفسه؟ قال: ليس كما تقولون: ((لم يلبسوا إيمانهم بظلم)) بشرك. ألم تسمعوا إلى قول لقمان لأبنه: [يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم] أخرجه الشيخان.
أن ينص r على تفسير آية أو لفظة، وله صورتان:
الأولى: أن يذكر التفسير ثم يذكر الآية المفسرة:
مثال: عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مُثّل له ماله شجاعاً أقرع، له زبيبتان يطوّقه يوم القيامة. يأخذ بلهزمتيه – يعني شدقيه – يقول أنا مالك أنا كنزك ثم تلا هذه الآية: [ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله] الآية. أخرجه البخاري.
الثانية: أن يذكر الآية المفسرة ثم يذكر تفسيرها:
مثال: عن ابن عمر y قال ان النبي r قال: [يوم يقوم الناس لرب العالمين] حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى إنصاف أذنيه أخرج الشيخان.
أن يشكل على الصحابة فهم الآية فيبينها لهم:
مثال: عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله r: ليس أحد يحاسب إلا هلك. فقلت يا رسول الله: جعلني الله فداك، أليس الله يقول: [فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً] قال: ذاك العرض، يعرضون، ومن نوقش الحساب هلك. أخرجه الشيخان.
أن بفصل الخلاف الواقع بين أصحابه في معنى آية:
مثال: عن أبي سعيد الخدري t قال: أختلف رجلان رجل من بني خدرة، ورجل من بني عمرو بن عوف في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال الخدري هو مسجد رسول الله r وقال العمري: هو مسجد قباء. فأتيا رسول الله r فسألاه عن ذلك فقال: هو هذا المسجد، لمسجد رسول الله. أخرجه أحمد والترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (266).
أن يسأل أصحابه عن آية ثم يفسرها لهم:
مثال: عن أنس t لما نزلت سورة الكوثر وقرأها النبي r على أصحابه ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه نهر وعدني ربي عز وجل عليه خير كثير وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ...... رواه مسلم.
أن يتأول القرآن فيعمل به:
مثال: عن عائشة رضي الله عنها قال: ما صلى النبي r صلاة بع أن نزلت عليه: [إذا جاء نصر الله والفتح] إلا يقول فيها: في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن. أخرجه البخاري. ومثله حديث ابن عباس y قال: لما نزلت: [وانذر عشيرتك الأقربين] صعد النبي r الصفا مخيل ينادي: يا بني فهد، يا بني عدي ........ . متفق عليه.
ذكر بعض القواعد المتعلقة بالتفسير النبوي
قاعدة:
إذا جاء التفسير عن النبي r فلا يلتفت إلى قول أحد.
¥