توضيح: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ومما ينبغي أن يعلم أن الألفاظ الموجودة في القرآن والحديث إذا عرف تفسيرها وما أريد بها من جهة النبي r لم يحتج في ذلك إلى الاستدلال بأقوال أهل اللغة ولا غيرهم. المجموع (7/ 286).
قاعدة: ألفاظ الشارع تحمل على المعاني الشرعية فإن لم تكن فالعرفية فإن لم تكن فاللغوية. توضيح: من القواعد المقررة عند أهل العلم أن الألفاظ الشرعية تحمل على الحقيقة الشرعية. ومعنى الحقيقة الشرعية أن الشارع يستعمل الألفاظ في معنى معين محدد ومقيد. فإن لم نجد للشارع استعمالا خاصاً نحمل الملفظ عليه فإنا نلجأ إلى العرف وهو ما تعارف عليه الناس من استخدام اللفظ في معنى معين ومحدد. فإن لم نجد للعرف استعمالا خاصاً باللفظ فإنا نلجأ إلى اللغة فنفسر اللفظ بمعناه اللغوي.
تطبيق:
دوران اللفظ بين الحقيقة الشرعية واللغوية:
قال تعالى: [ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها] اختلفوا في معنى السجود. فقيل: هو السجود الحقيقي المعروف في الصلاة والآية لفظها عام ومرادها خاص بالمؤمنين والملائكة.
وقيل: هو السجود بمعنى التذلل والخضوع فهو معنى السجود في اللغة. والآية عامة ومن الأمثلة أيضاً: الآية [ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ... ] فالصلاة في اللغة: الدعاء، وفي الشرع: الصلاة المعروفة.
فتحمل الآية على المعنى الثاني: أي لا يجوز الصلاة عليهم. والآية لا تدل على رفع الدعاء لهم. وإنما دلت على ذلك الآية الأخرى: [ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى ..... ].
دوران اللفظ ين الحقيقة العرفية واللغوية:
قال تعالى: [إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك] فالتوفي لغة يطلق على استيفاء الشيء وهو أخذه كاملا غير ناقص فمعنى الآية من حيث اللغة هو: إني حائزك كاملا بروحك وجسدك. ومعناها من حيث العرف هو: إني حائزك بروحك دون جسمك وعليه يكون الثاني هو القدم. وتحمل الوفاة هنا على النوم لأن عيسى عليه السلام لم يمت.
دوران اللفظ بين المعنى الشرعي واللغوي:
قال تعالى: [خذ من أموالهم صدقة ....... وصلِّ عليهم] الصلاة هنا تحتمل المعنى اللغوي وهو الدعاء وتحتمل المعنى الشرعي وهو الصلاة المعروفة، لكن يتم الحمل على المعنى الأول لوجود قرينة وهي حديث: [اللهم صلِّ على آل أبي أوفى] فبين أن المراد بالصلاة هو الدعاء.
الفصل الثالث
تفسير القرآن بأقوال الصحابة
مصادر الصحابة y في التفسير:
القرآن الكريم:
أخرج البخاري تعليقا عن ابن عمر y : [ النفوس زوجت] يزوج نظيره من أهل الجنة والنار ثم قرأ: [احشروا الذين ظلموا وأزواجهم].
السنة النبوية: وله ثلاث صور:
أن يفسر الآية بسنة قولية يصرح بنسبة السنة فيها إلى النبي r.
مثال: أخرج الشيخان عن النبي r قال: قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. قال أبو هريرة: إقرأوا إن شئتم: [فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين].
أن يفسر الآية بما له حكم الرفع دون التصريح بذلك
مثال: عن أبي عبيدة قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن قوله تعالى: [إنا أعطيناك الكوثر] فقالت: هو نهر أعطيه نبيكم r شاطئاه در مجوف آنيته كعدد النجوم. أخرجه البخاري.
ج- أن يفسر الآية بسنة فعلية.
مثال: عن ابن عمر y قال: كان النبي r يصلي على راحلته تطوعاً حيثما توجهت به وهو جاءٍ من مكة إلى المدينة، ثم قرأ ابن عمر هذه الآية: [ولله المشرق والمغرب] وقال ابن عمر: في هذا أنزلت هذه الآية. رواه الترمذي صحيح سنن الترمذي للألباني (2358)
اللغة العربية:
وأمثلة هذا النوع كثيرة جداً أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: كنت ما أدري ما قوله (ربنا افتح بيننا وين قومنا بالحق) حتى سمعت بنت ذي يزن تقول: تعالَ أفاتحك. يعني أقاضيك.
أهل الكتاب:
وهم اليهود والنصارى، والرواية عنهم تسمى ب (الإسرائيليات) وهي ثلاثة أقسام:
ما شهد له شرعنا بالصحة فهو صحيح.
ما شهد له شرعنا بالبطلان فهو باطل.
¥